لبنان
06 أيلول 2017, 10:40

المطارنة الموارنة بعد اجتماعهم: قلقون لانعكاس الأقساط المدرسية على العام الدراسيّ

عقد أصحاب السيادة المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في الكرسي البطريركي في الديمان اليوم، برئاسة مار بشاره بطرس الراعي الكلّي الطوبى، ومشاركة الأباء العامّين للرهبانيات المارونيّة، وتدارسوا شؤونًا كنسيّةً ووطنيّة، وفي ختام الإجتماع أصدروا البيان التالي:

 

1. يحيِّي الآباء الجهود والتضحيات التي بذلها الجيش اللبناني لتحرير حدود لبنان الشّرقية من قوى التطرّف والإرهاب. ويعربون عن افتخارهم بهذا الجيش الذي برهن أنّه جيش قويّ وقادر ومستعدّ للقيام بواجبه، إذا توافرت إرادة سياسيّة جامعة كالتي برزت في الآونة الأخيرة. وقد أثبت هذا الجيش أنّ عقيدته الوطنية جامعة وراسخة لدى عناصره وضبّاطه وقياديه، وهو يستحقّ كلّ الثقة والدعم.

2. غير أنّ هذه الفرحة العامرة رافقتها غصّة كبيرة في شأن مصير العسكريّين المخطوفين لدى داعش منذ سنة 2014. وهم إذ يسألون الله الراحةَ الدائمة للشهداء والتعزيةَ لذويهم، ويحيّون جهد المراجع الأمنيّة في هذا الملفّ، يأسفون لِما تمّ تداوله من اتّهامات متبادلة. وإن كان لا بدّ من إجراء تحقيق بهذا الشّأن، فينبغي تحديدُ الموضوع والارتيابات، وإخضاع جميع الفرقاء المعنيِّين في حينه، ولا يكتفى بإطلاق إتّهامات سياسيّة، أو بالتفتيش عن كبش محرقة تلقى كلّ المسؤوليّات عليه، من دون وجه حقّ، فيما ظروف تلك الأحداث غير منسيّة.

3. توقّف الآباء عند الجدل القائم حول الأقساط المدرسية، وهذا يُقلقهم بانعكاسه على العام الدراسي الذي بات على الأبواب. وهم يدعون جميع أفراد الأسر التربوية إلى التعاطي بموضوعيّة ودقّة مع هذا الأمر، ويكرّرون مطالبتَهم الدولة بإلغاء الدرجات الاستثنائية، أو دفع فروقاتها في القطاع الخاص كما في القطاع العام، منعًا لتعريض القطاع التربوي لأزماتٍ قد تنعكس سلبًا على دوره في تعزيز المستوى الثقافي في لبنان، وعلى مستقبل الإنسان اللبناني.

4. يتمنّى الآباء أن يشكّل الوضع الاقتصادي المأزوم صحوة لدى المسؤولين، تدفعهم الى العمل على إرساء إصلاح سياسي واقتصادي حقيقي، منوحي نصّ مقدّمة الدستور، وعلى أخذ التدابير الآيلة إلى وقف الهدر والصفقات، والى محاربة الفساد. فيحقّ للبنان أن يتعافى من هذه الآفات، وللشعب اللبناني أن يعيش بكرامة في وطنه.

5. بالرغم من استمرار جوّ الحروب والإرهاب والقلق الذي يسيطر على معظم بلدان المنطقة، استرعت انتباهَ الآباء خلال الأشهر الأخيرة حركةُ المغتربين والسوّاح الذين أمّوا لبنان، والمهرجانات والاحتفالات والنشاطات الأخرى التي عمّت المناطق اللبنانيّة، وهي علامة على حيويّة اللبناني ورفضه الخضوع لِما يقوِّض أو يقلّص حركة الحياة. وإذ يثمّن الآباء جهود جميع الذين أسهموا في خلق هذه الحركة، يتمنّون لو تمتدّ هذه الحيويّة إلى السياسة والعمل الوطني عندنا، حتى يصبحامصدرًا لفرح اللبنانيّين وهنائهم ورقيّهم.

6. تحتفل الكنيسة خلال هذا الشهر بعيد مولد العذراء مريم (8)، وعيد ارتفاع الصليب المقدس (14)، وأعياد بعض القدّيسين والشهداء. لذا يدعو الآباء أبناءهم الى الإستعداد لهذه الأعياد بالصلاة والتوبة وأعمال الخير، والى الإحتفال بها بالفرح الروحي والتضرّع الى الله أن يحلّ سلامه في قلوب الجميع، وأن يضع حدًّا للحروب والويلات والإرهاب في منطقتنا وفي العالم بأسره.