لبنان
02 أيار 2019, 05:00

المطارنة الموارنة اجتمعوا في الأوّل من أيّار/ مايو، ماذا في التّفاصيل؟

في اليوم الأوّل من شهر أيّار/ مايو، عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشّهريّ في الكرسيّ البطريركيّ في بكركي، برئاسة البطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الرّاعي، ومشاركة الآباء العامّين للرّهبانيّات المارونيّة. وتدارسوا شؤونًا كنسيّة ووطنيّة. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التّالي:

 

"1. لقد احتفلت كنائسُنا بعيد القيامة المجيدة بفرحٍ كبير، لكنّ بهجة العيد لم تكتمل بسبب التّفجيرات الإرهابيّة الّتي طالت عدّةَ كنائس وفنادق في سريلانكا، وأودتْ بحياة حوالى مئتين وخمسين شهيدًا وتركت أكثر من خمسمئة جريحًا. يستنكر الآباء هذه الأعمال الإجراميّة، ويُعربون عن تضامنهم مع كنيسة سريلانكا وضحايا هذا الاعتداء الآثم. ويسألون الله الرّحمة للشّهداء والشّفاء العاجل للجرحى والسّلام لهذا البلد المتألّم.

 

2. يتابع الآباء باهتمام مسار إقرار مشروع الموازنة 2019، ويثنون على ما فيها من إجراءات حسنة وضروريّة وأساسيّة. ولكنّهم يلاحظون مع كثيرين افتقارها إلى سياسةٍ اقتصاديّة واجتماعيّة شاملة، وإلى خطّة تضمن النّموّ الاقتصاديّ، وتخفّض العجز، وتؤمّن خدمة الدَّين العامّ، الدّاخلي والخارجيّ، وتوفّر فُسحة ماليّة كافية للاستثمار الدّائم للنّموّ الحقيقيّ، من خلال القضاء على الفساد والحدّ من هدر المال العامّ، ومكافحة التّهرّب الضّريبيّ، وجمع إيرادات الدّولة، وتحسين الإدارة.

 

3. يطالب الآباء بالإسراع في دراسة الموازنة وإقرارها، فيما يحذّر الكثيرون من خطر الانهيار العامّ. وهم يُؤكِّدون على أنّ من حقّ اللّبنانيّين الطّبيعيّ والدّستوريّ الانتماء إلى دولةٍ إنقاذيّة راعية تحفظ كرامتهم، وتصون حرّيّتهم، وتُؤمِّن لهم الخدمات الحياتيّة اللّازمة؛ دولة تعمل على التّخفيف من هموم المعيشة على كلّ صعيد، وتسمح لهم بالانتقال بمواطنيّتهم إلى سويّة المجتمعات الدّيمقراطية الحق.ّ

 

4. يُسجِّل الآباء بداياتِ تبدُّلٍ في الموقفَين العربيّ والدّوليّ من مسألة النّازحين السّوريّين، وهم يُبدون ارتياحًا إلى ذلك، ويدعون المسؤولين اللّبنانيّين إلى مزيدٍ من الوحدة والتّضامن والمتابعة والتّنسيق مع الجهات المعنيّة إقليميًّا ودوليًّا، بهدف تعزيز الأجواء المُسهِّلة لهذه العودة، بما يُسهِم في استعادة سوريا أبناءها وحفظ تاريخها وتراثها وثقافتها، ويعيد لهؤلاء النّازحين حقوقهم المدنيّة والوطنيّة، ويرفع عن لبنان عبئًا ثقيلاً تعترف المرجعيّات الدّوليّة بأنّه يفوق طاقته على احتماله.

 

5. أمام ما يُشاع حول صفقة القرن، يناشد الآباء المجتمع الدّوليّ الالتزام بقرارات الأمم المتّحدة بشأن اللّاجئين الفلسطينيّين، والإسهام إسهامًا فعّالاً بإعادة النّازحين السّوريّين إلى ديارهم. وهم يؤكّدون على حقّ لبنان في ممارسة سيادته واستقلاله وحرّيّة قراره، والحفاظ على كلّ مقوّمات وجوده التّعدّديّ الفريد.

 

6. يوجّه الآباء تحيّةً خاصّة إلى عمّال لبنان في عيدهم اليوم، ويذكّرون بأنّ هذا الشّهر مكرَّسٌ لإكرام العذراء مريم أمِّ الله، ويرفعون صلواتهم بشفاعتها الى ابنها المنتصر على الموت، أن يُشعَّ أنوار قيامته في قلوب جميع أبناء هذه المنطقة المعذَّبة، ويضع فيها الحبّ بدل البغض، والمسامحة بدل الحقد، والسّلام بدل الحرب. وهم يدعون أبناءهم الى إحياء هذا الشّهر المبارك بالصّلاة وعمل الخير، سائلين الله أن ينشر سلامه في لبنان والعالم. المسيح قام حقًّا قام."