المركز الكاثوليكيّ للإعلام يضيء على العمل الرّعويّ الاجتماعيّ الأبرشيّ
شارك في النّدوة مدير المركز الخوري عبده أبو كسم، المسؤول عن اللّجنة الخوري طوني كعدي، المتطوّعة هند سمعان، المسؤولة عن دائرة التّنشئة نجوى التّرك والأمينة العامّة للجنة فيكي سلامه.
أبو كسم
بداية، رحّب أبو كسم باسم رئيس اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام المطران بولس مطر بلجنة رعويّة العمل الاجتماعيّ في أبرشيّة جونية المارونيّة، وقال: "نستقبل اليوم هذه اللّجنة الّتي انطلقت حديثًا في النّيابة البطريركيّة المارونيّة في جونية، للتّحدّث عن الخدمة المجانيّة بعملنا كمسيحيّين، انطلاقًا من العائلة وصولاً إلى الرّعيّة وإلى الأبرشيّة وإلى خارج نطاق الأبرشيّة".
أضاف: "نحيّي النّائب البطريركيّ العامّ على منطقة جونية المطران نبيل العنداري الّذي يفتح الباب واسعًا أمام العلمانيّين للقيام بعملهم الاجتماعيّ، الرّساليّ، الصّحّيّ والخدماتيّ والدّينيّ في هذه النّيابة البطريركيّة في جونيه".
وتابع: "طبعًا هذا العمل يندرج ضمن مسؤوليّات الكنيسة، لأنّه جزء من رسالة الكنيسة هو أساس العمل الاجتماعيّ، طبعًا العمل الرّعويّ والتّبشيريّ والرّسالة هو أساس، لكن إلى جانب الغذاء الرّوحيّ الّذي نعطيه لأبناء رعايانا واجب علينا أن نحسّسهم بأنّ الكنيسة إلى جانبهم خاصّة القضايا الاجتماعيّة والإنسانيّة وبنوع خاصّ الحالات الأكثر فقرًا وعوزًا وتهميشًا وظلمًا".
وقال: "نحن اليوم في مجتمع يسوده الفقر، نعيش فيه أزمة اجتماعيّة كبيرة، أزمة بطالة، أولادنا يتخرّجون من الجامعات، فيأخذون الشّهادة بيد وتذكرة السّفر بيد أخرى، ويتحمّلون الغربة وقساوتها لردّ الجميل لأهلهم".
أضاف: "هناك أزمة استشفاء كبيرة، النّاس لا يسعهم شراء الدّواء، أو ليس باستطاعتهم الدّخول إلى المستشفى، يلزمهم واسطة للدّخول إلى المستشفى الحكوميّ، وأصبح المواطن اللّبنانيّ غريبًا في وطنه والغريب مواطنًا، وهذه قمّة جهل وسخريّة القدر. نحن مدعوّون إلى تضامن اجتماعيّ لمساندة بعضنا ماديًّا ومعنويًّا للحفاظ على وحدتنا ووجودنا المسيحيّ في هذا الشّرق، ليس من باب التّعصّب لكن من باب التّمسّك بهذه الأرض والتّمسّك بأصالتنا اللّبنانيّة وبوحدتنا مع كلّ الطوائف اللّبنانيّة".
وتابع: "العمل الاجتماعيّ مهمّ جدًّا، أشدّ على يدكم وأتمنّى لكم النّجاح، أن نقف إلى جانب الفقراء وإلى جانب المعوزين، وتعزيز هذا المفهوم، وقد رأيت في برنامج لجنتكم هناك تنشئة ويجب علينا تنشئة أولادنا وشبيبتنا وعيالنا على العمل الاجتماعيّ. في الرّعيّة هناك مؤسّسات أخرى مثل البلديّات والنّوادي والجمعيّات الخيريّة، ويجب أن ننمّي عندهم حسّ التّضامن للشّعور بحاجة المعوزين ولا ننسى لعازر المرميّ على باب بيتنا".
وختم: "أتمنّى للجنتكم أن تحمل هذه الرّسالة وتكون قدوة لغيرنا ولمعرفة قيمة هذا الإنسان اللّبنانيّ بغضّ النّظر عن جنسيّته ولونه وطائفته، كما قال لنا يسوع "أن أرى وجهه في وجه كلّ محتاج".
كعدي
ثم تحدّث كعدي عن أهداف العمل الرّعويّ الاجتماعيّ الأبرشيّ، فقال: "إنّ رعويّة العمل الاجتماعيّ في أبرشيّة جونية المارونيّة هي لجنة مؤلّفة من هيئة إداريّة وهيئة عامّة من اختصاصيّين ناشطين ومتطوّعين في العمل الرّعويّ الاجتماعيّ، وهي تعنى بالعمل والخدمة الاجتماعيّة وتطبيق التّعليم الكنسيّ الاجتماعيّ وذلك تحت إشراف النّائب البطريركيّ العامّ على منطقة جونية المطران أنطوان نبيل العنداري".
أضاف: "إنّ أهداف هذه اللّجنة هي:
- دعم كلّ ما يساهم بتقدير كرامة الإنسان، في المجتمع وفي الكنيسة، وذلك من منظار العدالة الاجتماعيّة، وتعزيز حقوق الأفراد وخاصّة المستبعدين والمهمّشين منهم وإبعاد كلّ ما يعيق هذه المسيرة.
- اختبار ثمار الرّوح القدس في العمل الرّعويّ اليوم والمشاركة مع الآخرين، لتحقيق عالم أكثر عدلاً، أكثر إنسانيّة وذات مسؤوليّة اجتماعيّة.
- حثّ وتحفيز المؤمنين على المشاركة بالعمل الرّعويّ الاجتماعيّ ليشهدوا للمسيح بأفعالهم والتزامهم الرّعويّ ونشر ونقل البشرى السّارّة لأبناء الرّعيّة من جميع الفئات من دون استثناء وتحويل كلّ المجتمع المدنيّ إلى مجتمع راق راعويّ يكون على مثال العائلة المقدّسة.
- خدمة التّبشير الجديد من خلال العمل الاجتماعيّ (الباباوات الّذين يدعون بها بدءًا من البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني).
- حبّ الخدمة ورسالة المحبّة من خلال العمل الاجتماعيّ (رسالة الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ رسول الرّحمة والقدّيسة الأمّ تريزا دي كالكوتا).
- التّوعية على أهمّيّة الشّهادة المسيحيّة من أجل إدراج العمل الاجتماعيّ بسياق التّبشير الجديد.
- تدريب وتنشئة الأشخاص الكفوئين وجعلهم مندوبي الرّعايا والعمل على تطوير مهاراتهم تفاديًا للوقوع بأخطاء مع من يعملون بطريقة غير منظّمة أو بعفويّة واندفاع في الحقل الاجتماعيّ في رعاياهم، وذلك من خلال إنشاء لجنة العمل الرّعوي الاجتماعيّ المصغّرة بصفة رسميّة ومتابعتهم من خلال دورات تدريبيّة وتنشئة مستدامة.
- التّنظيم والتّنسيق والتّوجيه بمتابعة الحالات في الرّعايا مع اللّجان في الأبرشيّة والأشخاص ذوي الاختصاص وبحسب الحاجات.
- توطيد وتشبيك العلاقات بين الرّعايا في الأبرشيّة وبين البلديّات في أبرشيّة جونية والجمعيّات والمنظّمات الأهليّة والمؤسّسات التّربويّة والدّينيّة لخدمة الإنسان أوّلاً وخدمة العمل الرّعويّ الاجتماعي".
وتابع: "لكلّ رعيّة مندوب منتسب إلى لجنة رعويّة العمل الاجتماعيّ ودوره يتمحور حول النّقاط التّالية: إيصال يسوع إلى هذه العائلات المهمّشة الموجودة في الرّعيّة، إنشاء لجنة مصغّرة تهتمّ بالعمل الرّعويّ الاجتماعيّ وتحفيز الجماعات الرّسوليّة على العمل التّطوعيّ الاجتماعيّ، مرافقة وإصغاء للعائلات الأكثر حاجة في مراحل حياتهم وفي المحطّات الأكثر صعوبة، الحفاظ على قدسيّة كلّ عائلة وأسرارها بتعبئة استمارة خاصّة وتوضيح كلّ حاجاتها بسرّيّة تامّة اعتبارًا من أنّ كلّ عائلة كرامتها من كرامة الله خالقها، وتأمين المساعدات على كافّة الصّعد بالتّعاون مع كاهن الرّعيّة ولجنة راعويّة العمل الاجتماعيّ في الأبرشيّة".
وقال: "إنّ لجنة العمل الرّاعويّ الاجتماعيّ ستعمل بما فيه خير الجميع في الأبرشيّة، وستقوم بمساندة وخدمة الكلّ وبتساوٍ، وذلك بتأمين التّدابير الاجتماعيّة، وترسيخ التّعاليم الكنسيّة المقدّسة، وتفعيلها مع كلّ خادم في رعيّته ايمانًا منّا أنّ كلّ كاهن هو الأب الحنون والرّأس المدبّر لعائلته مهما كبر أعضاؤها أيّ أنّ لجنة رعويّة العمل الاجتماعيّ ستكون المعاون الأوّل له، من خلال اللّجنة المصغّرة في الرّعيّة ومندوبها، وذلك بتحديد الحاجات الاجتماعيّة الخاصّة بخدمة أبناء الله وسدّ الحاجات الرّوحيّة والمعنويّة والمادّيّة".
وختم: "أطلب من الجميع مدّ يد العون لنا وخاصة بالصّلاة، لنتّحد معًا ونصبو إلى أهدافنا، وهي تحويل كلّ المجتمع المدنيّ إلى كنيسة متنقلة تبشر وتخبر من خلال أعمالنا وأفعالنا وأقوالنا أنّ ثمار محبة الله هي الّتي جمعتنا وهي الّتي ستحيينا".
سمعان
وقالت المتطوّعة هند سمعان عن التّطوّع في العمل الاجتماعيّ: "مجانًا أخذتم، مجانًا أعطوا"، إنّ الخدمة المجانيّة والتّطوّع في المسيحيّة هو المحبّة، والمحبّة هي الرّسالة المسيحيّة المتميّزة الّتي تدعو كلّ إنسان إلى تجسيد محبّته لله من خلال خدمة القريب والآخر".
أضافت: "العمل الاجتماعيّ التّطوّعيّ في الوقت الحاضر هو الدّعامة الأساسيّة للمشاركة الإنسانيّة الّتي تتطلّبها الجهود التّنمويّة الموجّهة إلى الإنسان، خاصّة أنّ هذا العمل لا يشكّل ظاهرة جديدة طارئة على المجتمعات الإنسانيّة الّتي عرفته في فترة مبكرة من خلال ظروف الحياة اليوميّة إذ قد دعت إليه الأديان السّماويّة".
وتابعت: "دوافع التّطوّع الصّحيح هي دوافع قيميّة، اجتماعيّة وشخصيّة. ومن فوائد العمل التّطوّعيّ على مستوى المتطوّع: بناء شخصيّة الفرد وزيادة ثقته بنفسه، إكساب الفرد القدرات، إستغلال وقت الفراغ في شيء مفيد، إعطاء الفرد مكانة في المجتمع وتعزيز روح التّطوّع لديه لعمل الخير وتقديم الخدمات. أمّا على مستوى المجتمع، فالتّطوّع يعمل على تقوية الرّوابط بين البشر وتعزيز التّضامن والحسّ الاجتماعيّ، ويقوم التّطوّع على التّعاون ويؤدّي إلى المنفعة العامّة الّتي تعود على المجتمع بكامله، وإلى توعية المواطنين والتّقليل من السّلوك السّيّىء والمنحرف".
ورأت أن "من معوقات العمل التطوعي جهل المجتمع للعمل التطوعي وأهميته واستغلال التطوع لتحقيق أهداف شخصية سياسية عقائدية أو إقتصادية وعدم تشجيع المتطوع وعدم الإهتمام به ومرافقته، والنزعة الفردية والأنانية وفقدان الحس الإجتماعي والجماعي".
وشددت على أن "أهم صفات المتطوع الإنضباط والإلتزام وحسن تنظيم الوقت حسب أولويات الخدمة، التعاون وحسن التصرف مع الآخر، القابلية للتدريب والتعلم، تنوع الثقافة والخبرة والإطلاع على ثقافة الآخرين، والإستعداد للتضحية من أجل الحفاظ على كرامة الإنسان".
الترك
أما الترك فتحدثت عن دورات التنشئة في العمل الرعوي الإجتماعي، وقالت: "نشأ التعليم الاجتماعي في القرن 19 حيث برزت رسالة البابا لاوون الثالث عشر "الشؤون الحديثة" كوثيقة أساسية في التعليم الاجتماعي الكاثوليكي. ويقول البابا فرنسيس "لن يتغير العالم إلا إذا أقدم أناس مع يسوع على وهب ذواتهم".
أضافت: "من أهداف هذه التنشئة التعرف على تعليم الكنيسة الإجتماعي، نشر أخلاقيات وثقافة العمل الإجتماعي، والإنخراط في رعوية العمل الإجتماعي وتجسيده نظريا وعمليا".
وتابعت: "تشمل التنشئة قسمين: التنشئة في تعليم الكنيسة الإجتماعي التي تتوجه إلى أبناء الأبرشية ممن يطمحون إلى الإنخراط في العمل الإجتماعي في الرعايا، وإلى مندوبي المؤسسات التي تعنى بالعمل الإجتماعي وإلى المتطوعين في هذا المجال، والتنشئة المستدامة وهي تتوجه لكل من تابع التنشئة في تعليم الكنيسة الإجتماعي في السنة الماضية ومن يرغب في التعمق أكثر في التنشئة في مجال العمل الإجتماعي".
ثم عرضت برنامج التنشئة في تعليم الكنيسة الإجتماعي الذي يطال المبتدئين وبرنامج التنشئة المستدامة الذي يبدأ من 17 تشرين الأول ويستمر لغاية 15 حزيران 2019، وتتناول مواضيع تتعلق بالعمل الرعوي الإجتماعي وكيفيه تجسيدها في رعايا الأبرشية.
سلامه
وأخيرًا، عرضت سلامه برنامج اللّجنة لسنة 2018 - 2019، وأوضحت أن ّ"لجنة رعويّة العمل الاجتماعيّ في الأبرشيّة البطريركيّة المارونيّة جونية هي لجنة تعنى بالعمل الاجتماعيّ ضمن الأبرشيّة، حقل عملها واسع يطال الرّعايا وخاصّة اللّجان أو المؤسّسات الاجتماعيّة الّتي تعنى بالشّأن الاجتماعيّ ضمن الرّعيّة، ويطال المدرسة والمؤسّسات والجمعيّات الّتي تقوم بعمل اجتماعيّ خيريّ ضمن الأبرشيّة وكلّ ما له علاقة بالعمل الاجتماعيّ من أشخاص متخصّصين بالمجال وأشخاص متطوّعين في هذا الحقل والمساعدين والمساعدات الاجتماعيّين".
وختمت ببرنامج اللّجنة لهذا العامّ والذي بدأ في 26 حزيران/ يونيو 2018 ويستمرّ لغاية تموز/ يوليو 2019، ويتخلّله دورات تدريبيّة مهنيّة، زيارات للمؤسّسات الأهليّة والجمعيّات والبلديّات، اجتماعات للهيئة الإدرايّة والمتطوّعين، تنشئة في تعليم الكنيسة الاجتماعيّ بالتّعاون والتّنسيق مع الرّعايا، NGO JOB FAIR بمناسبة اليوم العالميّ للفقير، ويوم الطّفل اللّبنانيّ KidzMondo، ويختتم بخلوة اللّجنة السّنويّة.