المركز الكاثوليكيّ للإعلام عقد النّدوة الأولى لإطلاق "أحد كلمة الله" و"أسبوع الكتاب المقدّس الثّاني عشر"
بداية رحّب أبو كسم بالحضور مستهلًّا كلمته بتوجيه التّهنئة لرئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون قائلًا: "وفي اليوم الاوّل بعد انتخاب رئيس الجمهوريّة الجديد العماد جوزاف خليل عون، نتمنّى له أن يبدأ عهدًا ميمونًا ومكلّلًا بالنّجاح، ونسأل الله أن يحميه ويأخذ بيده على رأس الجمهوريّة اللّبنانيّة، وأن يحمي لبنان وشعبه، وأن يعيد إليه رونقه وازدهاره".
أضاف أبو كسم: "بالعودة إلى الجذور وإلى كلمة الله الّتي تزيّن حياتنا وتزرع الرّجاء في نفوسنا، وتغذّي إيماننا لنزهر أعمالًا صالحة ترضي قلب الله وتنبت المحبّة في ما بيننا، يسرّنا اليوم أن نطلق أسبوع الكتاب المقدّس 2025 مرحّبين باسم سيادة المطران أنطوان نبيل العنداري رئيس اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، برئيس جمعيّة الكتاب المقدّس الدّكتور مايك بسوس وبأعضاء اللّجنة المحترمين، وبالسّادة المنتدين وبالمشاهدين الكرام، متمنّين أن تكون هذه السّنة اليوبيليّة الّتي أطلقها قداسة البابا فرنسيس سنة رجاء في قلب الكنيسة والعالم".
بعد ذلك تحدّث الأب ندرة عن "الرّجاء والكنيسة"، فأشار إلى أنّ "هذا المؤتمر الإعلاميّ، يندرج في إطار الاحتفال بيوم كلمة الله، الّذي حدّده مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان تجاوبًا مع القرار الّذي اتّخذه قداسة البابا فرنسيس في الثّلاثين من أيلول سنة 2019 في الإرادة الرّسوليّة "Aperuit illis" "فتح أذهانهم" والّتي دعا من خلالها إلى الاحتفال سنويًّا بيوم "كلمة الله" في الأحد الثّالث بعد عيد "الدّنح"، للتّأكيد على مركزيّة وأهمّيّة وأساس ومحوريّة "كلام الله" في الكتاب المقدّس في حياة الكنيسة والمؤمنين ورسالتهم، وللدّلالة على التّرابط الجوهريّ بين شخص "كلمة الله" الّذي صار إنسانًا يسوع المسيح، وبين كلمة الله المكنونة في الكتاب المقدّس في عهديه.
الإحتفال بكلمة الله يتطلّب استعدادًا داخليًّا وخارجيًّا، وهنا لا بدّ من شكر اللّجنة الأسقفيّة اللّاهوتيّة الكتابيّة والرّابطة الكتابيّة وجمعيّة الكتاب المقدّس على ما يقومون به من مبادرات وأنشطة وندوات ودورات لتهيئة هذا اليوم ولجني ثماره في بناء علاقة مع الله بالذّات الّذي لا يكتفِ بأن يخاطبنا عبر كلمته بل يحضر بيننا ومعنا وفينا وتبلغ هذه الحقيقة ذروتها عندما يصبح الخبز بواسطة الكلمة الّتي يضعها الرّوح على فم الكاهن جسد ابن الله القائم من الموت في القدّاس.
لقد اختارت اللّجنة المنظّمة الاحتفال بهذا اليوم وبأسبوع الكتاب المقدّس تحت عنوان الرّجاء لا يخيّب، وذلك انسجامًا مع مسيرة "حجّاج الرّجاء" في هذه السّنة اليوبيليّة الّتي أعلنها قداسة البابا فرنسيس في مرسوم الدّعوة إلى الاحتفال باليوبيل، بعنوان: "الرّجاء لا يُخيّب". الكنيسة جماعة المؤمنين بالمسيح، ابن الله المتجسّد الّذي كشف لنا طبيعة الله الثّالوث، الآب والابن والرّوح القدس. هذه الكنيسة، تعيش وتشهد بحسب العطايا والمنح والمواهب الّتي يفيضها الله في قلوب المؤمنين بواسطة روحه الّذي يواصل في الخليقة عمل الخلاص كما دبّره الآب وأتمّه الابن يسوع المسيح بتجسّده وموته وقيامته. ولكي تتمكّن الكنيسة أيّ نحن المؤمنين من سلوك مسيرة الخلاص الّتي فتحها لنا المسيح يسوع، ودعانا لاتّباعه فيها، أفاض بالرّوح القدس عطايا الفضائل الإلهيّة، على كلّ إنسان، استجاب بحرّيّته وإرادته ومعرفته لدعوة الله، تلك الفضائل الّتي تنبع من حقيقة الله الثّالوث في ما هو، أعطيت للإنسان، لكي يتمكّن بقبولها أن يجيب على دعوة الله له. تلك الفضائل كما تعلمون هي الإيمان والرّجاء والمحبّة.
هذه الفضائل تترابط وتتّحد في مصدرها وفي هدفها، في منبعها وغايتها، فهي تنبع من الله وهي تهدف إلى تقديس الإنسان ليشترك في الحياة الإلهيّة. فنحن نؤمن لأنّنا نرجو ونحبّ، ونحن نرجو لأنّنا نؤمن ونحبّ، ونحن نحبّ لأنّنا نؤمن بالله ونرجو به.
الكنيسة اليوم تدعونا بشخص قداسة البابا فرنسيس إلى عيش فضيلة الرّجاء. وهو الفضيلة الإلهيّة الّتي بها نرغب في ملكوت السّماوات، والحياة الأبديّة، رغبتنا في سعادتنا، واضعين ثقتنا بمواعيد المسيح، ومستندين لا إلى قوانا الذّاتيّة بل إلى عون نعمة الرّوح القدس، ولهذا السّبب دعا قداسته إلى عيش هذه السّنة اليوبيليّة في الكنيسة كحجّاج للرّجاء، أيّ أن نسير على دروب عالمنا المعاني ونواجه التّحدّيات الكبرى الّتي تعترضنا من حروب ومآس ومن اختلافات وخلافات متحلّين بقوّة الحبّ والإيمان لنعلن برجاء لغة السّلام والفرح لغة الأخوّة والتّعاون لغة الانفتاح والقيم وندرك في إنسانيّتنا ما أدركنا به المسيح من رجاء، لأنّنا إن وضعنا رجاءنا بالمسيح وبصورة إنسانيّته الإلهيّة فرجاؤنا لن يخيب. لنسر قدمًا ونطلب نعمة الرّجاء، الرّجاء مع الصّبر. وإنّنا نرى في حدث انتخاب فخامة رئيس الجمهوريّة العماد جوزف عون أمس، علامة رجاء جديد لوطننا وللمجتمع، فنصلّي لأجله لكي يقود الوطن بالرّجاء إلى ما فيه خير أبنائه، ورفعة رسالته. ولننظر دائمًا إلى أنّ الرّبّ الّذي هو قريب منّا على الدّوام، ولنتذكّر أنّ العنف والحقد والموت لن ينتصروا أبدًا لنسر قدمًا ولنطلب من الرّبّ أن يمنحنا فضيلة الرّجاء العظيمة هذه، مصحوبة بالصّبر. طوال حياتنا ومن خلال عيشنا مسيرة اليوبيل كحدث ارتداد إلى الإنسان الكامل يسوع المسيح."
ودعا ندرة "الجميع للاحتفال بأحد كلمة الله وبأسبوع الكتاب المقدّس وبالمؤتمر البيبليّ، وبقدّاس يوم كلمة الرّبّ الّذي يحتفل به صاحب الغبطة والنّيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي الكليّ الطّوبى، الأحد في 26 الجاري السّاعة العاشرة صباحًا في كنيسة الصّرح البطريركيّ- بكركي".
ثمّ تحدّثت الأخت الخوري عن "المؤتمر البيبليّ التّاسع عشر بعنوان "الرّجاء لا يخيّب"، فقالت: "في إطار إعدادنا لموتمر الكتاب المقدّس التّاسع عشر وموضوعه "الرّسالتان إلى غلاطية وروما"، وهو الحدث الّذي دأبت رابطتنا الكتابيّة على تنظيمه منذ أكثر من 38 سنة ولم تتوقّف في أصعب الظّروف الّتي مرّ بها وطننا؛ وبعد أن أصرّت رابطتنا هذه السّنة أيضًا على إقامته رغم الظّروف القاسية، لا بل للإجابة على هذه الظّروف القاسية، ببركة غبطة أبينا البطريرك الّذي وافق بسرور على رعايته وترؤّس حفل افتتاحه، في الصّرح البطريركيّ في بكركي في السّادس والعشرين من شهر كانون الثّاني 2025، نعلن عن انعقاده من 26 إلى 30 ك2 2025، وإنّه لمن دواعي سرورنا أن نعود إلى عادتنا القديمة في استضافة محاضر أجنبيّ يغني مؤتمرنا بمحاضراته وقد وقع الخيار هذا العام على جان نويل اليتّي الرّاهب اليسوعيّ، المتخصّص في الأدب البولسيّ.
في هذه السّنة اليوبيليّة الّتي وضعها قداسة البابا تحت عنوان "حجّاج الرّجاء" وفي إطار ما نحياه في لبنان والشّرق من أسباب تضيّق علينا الخناق حتّى الوصول إلى حافة اليأس وفقدان الرّجاء، أردنا أن يتركّز موضوع مؤتمرنا التّاسع عشر حول رسالتي القدّيس بولس إلى الغلاطيّين والرّومانيّين، وقد أخذنا عنوانًا له "الرّجاء لا يخيّب".
إلى جانب حفل الإفتتاح يوم الأحد 26 كانون الثّاني، يمتدّ المؤتمر على مدى 4 أيّام، الإثنين 27، الثّلاثاء 28 والخميس 30 كانون الثّاني في مقرّ المعهد العالي للعلوم الدّينيّة في الجامعة اليسوعيّة- بيروت، أمّا الأربعاء 29، فسنكون في ضيافة كلّيّة اللّاهوت في جامعة البلمند".
ولفتت إلى أنّ "المؤتمر يتضمّن 22 محاضرة حضّرها ويقدّمها أعضاء الرّابطة الكتابيّة في لبنان، من أساقفة وآباء وأخوات وإخوة مختصّين في علم الكتاب المقدّس ولاهوته مشكورين. نُسِّقت هذه المحاضرات بحسب منطقٍ متماسك ومتدرّج، على ثلاثة أقسام:
- مداخل ومقدّمات تتناول هويّة وحياة الرّسول بولس وخدمته، مع التّشديد على الخلفيّات التّاريخيّة للرّسالتين؛ ظروف كتابتهما؛ ومقاصد بولس منهما، إضافة الى إشكاليّة المنطقة الجغرافيّة للكنيستين؛ والخلفيّة الرّؤيويّة لفكر الرّسول. ولحسن سير المؤتمر، تمّ فصل يوم خاصّ لكلّ من الرّسالتين يتركّز حول منطق كلّ رسالة وجدليّاتها وإشكاليّتها، ونصوص ومواضيع يمكن أن تكون خاصّة بإحدى الرّسالتين أو مشتركة بينهما. وسيكون المؤتمر هجين الشّكل، أيّ حضوريّ وعن بعد في الوقت عينه، إن بما يخصّ المحاضرين أو بما يخصّ الحضور، ممّا يسهّل المشاركة على كلّ الإخوة والأخوات وعلى من هم من الشّرق الأوسط بشكل خاصّ، فلا يكونوا ملزمين بالحضور الشّخصيّ.
اليوم، ونحن نشعر أنّنا في أمسّ الحاجة إلى التّعمّق في كلام الله وفي الرّجاء الّذي يحمله، نعي تمامًا بأنّنا لن ننجح في تركيز رجائنا المترنّح جرّاء الآلام والمآسي المتلاحقة، إلّا على أساس الإيمان بموت المسيح وقيامته، مرورًا بما عمله وعلّمه في حياته على أرضنا، وبالتّسامح، والتّعلّم من مآسي التّاريخ وصعوباته، على مثال ما عاشه من سبقنا في الايمان، فيكونوا دروسًا نستلهمها لحاضرنا وللمستقبل. وتبقى كلمة الحقيقة والنّقاش العلميّ والرّوحيّ هما المدماك الأساس لهذه الدّروس، وهو ما نبتغيه من مؤتمرنا".
وتطرّق بسوس الّذي ادار النّدوة إلى أهمّيّة أسبوع الكتاب المقدّس وغايته وعيشه، مقدّمًا "نبذة عن البدء بالاحتفال بأسبوع الكتاب المقدّس منذ أن أعلنت الكنيسةَ خلال زيارة قداسة البابا بنديكتوس لبنان عام 2012، سنةَ الكتابِ المقدّسِ"، مشيرًا إلى أنّ "المسيرة لا تزال مستمرّة حتّى اليوم".
وأشار إلى أنّ "اللّجنة المنظّمة المؤلّفة من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، الرّابطة الكتابيّة، جمعيّة الكتاب المقدّس وAPEC Jeune تقوم بالتّنسيق لنشاطات الأسبوع، وهي الآتية:
• ندوات في المركز الكاثوليكيّ للإعلام، على أن تكون طاولة حوار يتشارك فيها المحاورون حول موضوع الرّجاء.
• الإفتتاح: إطلاق المؤتمر البيبليّ التّاسع عشر في 26 كانون الثّاني السّاعة 3:30 بعد الظّهر في بكركي
• محاضرات الرّابطة الكتابيّة من 27 إلى 30 كانون الثّاني في جامعة القدّيس يوسف وجامعة البلمند
• إطلاق المسابقة الإكترونيّة للمدارس الكاثوليكيّة في 31 كانون الثّاني
• لقاء حول الكتاب المقدّس لشبيبة مجلس أساقفة زحلة في 1 شباط
• الختام: لقاء عمليّ للشّبيبة Bible Cruise تنظّمه APECL Jeune في 2 شباط في مركز لقاء- الرّبوة من 3:30 إلى 7 مساءً".
وفي الختام تحدّث جريش عن الشّبيبة وتفاعلها مع كلمة الله فأشار إلى أنّ "اللّجنة الوطنيّة لرعويّة الشّبيبة في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان اتّخذت هذه السّنة الانطلاقة والعنوان من رسالة قداسة البابا فرنسيس لليوم العالميّ للشّبيبة الّذي احتفلت به في 24 تشرين الثّاني 2024 والّذي قال فيها "الرّاجون في الرّبّ يسيرون ولا يتعبون".
وقال: "إنّنا كحجّاج بدأنا نعيش هذه المسيرة، ضمن كنائسنا المحلّيّة بعودة إلى الجذور بزيارة ولقاء مع الكنائس الشّرقيّة في لبنان لننطلق من بعدها إلى يوبيل الشّبيبة في تمّوز في روما مع شبيبة لبنان".
ولفت إلى أنّ "عالمنا بحاجة إلى البشرى الّتي ترتكز على ثلاث حقائق: الأولى أنّ إلهنا حيّ، والثّانية هي أنّ إلهنا خلّصنا بواسطة يسوع المسيح والثّالثة هي أنّ إلهنا يحبّنا. وإذا تعمّقنا في هذه الحقائق فنتمكّن أن نعيش هذه الخبرة بطريقة مختلفة وهذا ما نحاول أن نقوم به في اللّقاء العمليّ للشّبيبة الّذي سيعقد في 2 شباط المقبل في مركز لقاء بالرّبوة".
ودعا إلى "تشجيع التّواصل الرّقميّ لخلق روابط انتماء تحفّز اللّقاء والحوار وتوفّر فرصًا جديدة لعيش سينودس الكنيسة بشكل أفضل".