لبنان
09 تشرين الثاني 2022, 09:45

المركز الكاثوليكيّ للإعلام أطلق نقابة الإيقونوغرافيّين في لبنان كـ"علامة رجاء من علامات الكنيسة"

تيلي لوميار/ نورسات
عُقد في المركز الكاثوليكيّ للإعلام في جلّ الديب، مؤتمر صحافيّ تخلّله إطلاق نقابة الإيقونوغرافيّين في لبنان، بحضور المستشار القانونيّ للنّقابة المحامي جوزف عاد، أعضاء النّقابة وإعلاميّين.

عن أسباب نشأة النّقابة، ونائب الرّئيس الأب أفرام حبتوت عن أهدافها، والمحامية الكنسيّة كاتيا الشّمّاس عن الأمور القانونيّة وشروط الانتساب.

 

بداية، كلمة لأبو كسم أشار فيها إلى أنّ "اطلاق هذه النّقابة في هذه الظّروف الصّعبة الّتي يمرّ بها لبنان، هو علامة رجاء من علامات الكنيسة الّتي تؤسّس لبناء لبنان الرّسالة".

وتمنّى لرئيس النّقابة وأعضائها النّجاح والتّوفيق.

 

من جهته، قال بو عبّود: "يشرّفنا أن نطلق من هذا المنبر الكريم، نقابةَ الإيقونوغرافيّين في لبنان، وهي النّقابة الّتي لطالما حَلمنا بها وجعلناها هدفًا أَوَّليًّا، وبإصرار من بعض الحريصين على هذا الفنّ المقدَّس وهذا التّراث العريق للكنيسة، وبإرادة وتدبيرٍ إلهيَّين، سَعينا جاهدين لتحقيق هدفنا، والغاية منه أن يكونَ مُمَنهجًا، طبق الأصول القانونيّة والفنّيّة واللّاهوتيّة والعقائديّة والرّوحيّة الّتي وضعها آباءُ الكنيسة قبلنا، حتَّى وصلت إلينا كما هي، ونحنُ بدورِنا نودّ تركَ هذه الأمانة لخلفائنا، كما تسلَّمناها من أسلافِنا ولكن، تحت إشراف نقابة الإيقونوغرافيّين في لبنان والّتي تنضوي تحت عباءة الكنيسة المقدّسة والرّسوليّة والمؤتمنة على تعليم السّيِّد المسيح لقد وضعنا هذا الحلم نُصبَ أعينِنا، فكانت باكورةُ العمل التّأسيس، على أن يليَها لَمَّ شَملِ كُلّ الفنّانين الإيقونغرافيّين في لبنان والجوار، بحيث ينتظم عملُهم لا بل رسالتُهم".

أضاف: "الأيقونة رسالة سماويّة كتبَت بأيدي البشر، لإظهارِ جَمال العظمةِ الإلهيَّة من خلالِ كُلِّ أيقونةٍ يكتُبها الفنَّان فتنسكبُ النِّعمةُ الإلهيَّة في عملِه الّذي سيغدو في ما بعد رسالةً سماويَّةً سامية".

وتابع: "همّنا الأوّل في النّقابة هو الإيقونولوجيا وتعليم قراءةِ وتحليلِ لاهوت الأيقونة ورموزها للحفاظِ على تعليمِ الآباء الرُّسل والتّقليد الرّسوليّ وعلى استقامة الإيمان وحمايتِه من الهرطقة. وبحسب الأرشمندريت رافاييل (كارلين) فإنَّ "قانونَ الأيقونةِ هو تجربةٌ ثَمينةٌ عُمرُها قرون، للكنيسةِ الشّرقيَّةِ بأكملِها، والقانونُ لا يُقيِّدُ رسَّامَ الأيقونات وإنَّما يُحرِّرُه من الشّكوكِ ومن خَطرِ الفَجوةِ ما بينَ المُحتوى والشَّكل".

وقال: "الكنيسة الأرثوذكسيَّة استطاعت عبر القرون الماضية، العمل على تطوير القوانين الخاصَّة بالأيقونة، فغدت كدرعٍ ضدَّ البدعة التّصويريَّة الّتي بدأت تتغلغل في الأيقونة الأرثوذكسيَّة ذاتِها، فكان المجمع السّابع في نيقيا عام 787م. الّذي ثبَّت عقيدة تبجيل وتكريم الأيقونة وحدَّد مكان ودَور الصّور المقدَّسة في ممارسة الكنيسة اللّيتورجيّة، وبالتّالي نستطيع القول بأنَّ الكنيسةَ بأكملِها شاركت في تطوير قواعد رسم الأيقونات الكنسيّ".

أضاف: "إنّ القدّيس يوحنّا الدّمشقيّ، شفيع الأيقونة، أوضحَ ما يجبُ تَصويرَه من عدمه، كذلك القدّيس أندريه روبلاف صاحب أيقونة الثّالوث، والأب زينون، والقدّيس ديونيسيوس من فيرونا واضع الرّموز وإيمانويل، وهم يمثِّلون الدَّعمَ للنّقابة كي نحدّدَ هدفَها الأسمى، فلا يشوبُ هذا الفنّ تشوُّهاتٌ لاهوتيَّة أو هرطقاتٌ، لكونها جزءًا من ليتورجيا الكنيسة".

وتابع: "إنّ تأسيسَ نقابةِ الإيقونوغرافيِّين في لبنان يُشكِّلُ انطلاقةً جَديدةً لهذا الفنّ ولهذا التُّراث الكنسيّ واللّاهوتيّ، ولذلك وبصفتِنا نقيبَ الإيقونوغرافيِّين نَدعو من على هذا المنبر، جميعَ الإيقونوغرافيِّين إلى تقديم طلبات الانتساب وإلى الالتفاف حول هذه النّقابة الّتي ستحفظُ حقوقَهم وتُطوِّرُ فنَّهُم وتُنظِّمُ حُسنَ سَيرِ عملِهم".

وشكر "كلّ الّذين قدَّموا الدَّعم الكامل كي  تُبصرَ هذه النَّقابة النّور وكلَّ الّذين آمنوا بأهمّيَّتِها"، واعدًا بـ"مواصلة العملَ على إبرازِ جَماليَّة هذا الفنّ المقدَّس والمحافظة عليهِ كإرثٍ كنسيٍّ وفنِّيّ وعلى اظهار قُدرة اللّبنانيِّين على تجاوز الأزمات وتحويلها الى فُرصٍ تبني الإنسان، سائلين الله أن ينعمَ لبنانُنا بالاستقرار والأمان".

 

من جهته، لفت حبتوت إلى أن "أهداف النّقابة هي جمع الباحثين وكتّاب الأيقونات في لبنان كافّة من أجل تبادل الخبرات لإبراز هذا الفنّ المقدّس بأبهى حلله وإقامة حلقات حوار، ندوات دوريّة تثقيفيّة، لتسهيل إتقان أبجديّة الأيقونة".

وقال: "كنّا نسأل لماذا الأضواء خجولة على الإيقونوغرافيّين في لبنان، ولماذا لا يوجد في المتحف الوطنيّ اللّبنانيّ زاوية للأيقونة كسائر الدّول الأخرى، وكان الجواب دائمًا أنّه ليس من إحصاء ولا تنظيم ولا رؤية موحّدة للتّراث الإيقونوغرافيّ".

أضاف: "إنّ العمل على إنشاء صندوق تعاضديّ للإيقونوغرافيّين يؤمّن لهم أبسط حقوق العيش والأمان الصّحّيّ، وتشكيل لجنة من الكتّاب والباحثين في علم الإيكونولوجيا لإصدار شهادات رسميّة لكلّ أيقونة صحيحة خالية من الشّوائب اللّاهوتيّة، بالإضافة إلى العمل على إطلاق المدرسة اللّبنانيّة للإيقونوغراف كسائر المدارس التّاريخيّة لتكون للبنان بصمة في الحضارات اللّاحقة في هذا المجال".

 

وفي الختام، شرحت الشّمّاس تفاصيل وطريقة الانتساب إلى النّقابة الّتي "من المنظار القانونيّ، وجدت لتنظيم مهنة الإيقونغرافيّين في لبنان". وقالت: "بما أنّنا لا نسطيع أن ندخل كلمة مهنة على هذا الفنّ العريق فكان لا بدّ من محاولة، من خلال هذه النّقابة، تنظيم عمل الإيقونوغرافيّين. لذلك وجب على الرّاغبين في الانضمام إلى هذه النّقابة أن يستوفوا الشّروط المنصوص عليها في النّظام الدّاخليّ للنّقابة في المادّة الثّانية منه والّتي تنصّ على:

1-  أن يكون من الجنسيّة اللّبنانيّة متمتّعًا بحقوقه المدنيّة كافّة

2- أن لا يكون ممارسًا مهنة تتعارض مع مهنة الإيقونوغرافيا

3- أن يكون قد أتمّ الثّامنة عشرة من العمر

4- أن لا يكون محكومًا عليه بجناية أو بجريمة شائنة

5- أن  يكون قد كتب ما لا يقلّ عن أربعين أيقونة خلال فترة لا تقلّ عن ثلاث سنوات

6- أن يكون حائزًا على شهادة من الأب الرّوحيّ تفيد أنّه ملتزم كنسيًّا وروحيًّا".

وأشارت إلى أنّ "المادّة الثّالثة من نظام النّقابة تنصّ على أنّه يجوز للأجانب الانتساب للنّقابة إذا توافرت فيهم الشّروط المبيّنة في الفقرات 2، 3 و5 من المادّة السّابقة، وكان مصرّحًا لهم العمل في لبنان بالإضافة إلى الشّروط العامّة المفروضة على طالبي الانتساب اللّبنانيّين، إلّا أنّه لا يحقّ للأعضاء الأجانب أن يَنتخبوا أو يُنتخبوا، وإنّما يحقّ لهم أن ينتدبوا أحدهم من أجل تمثيلهم والمدافعة عن مصالحهم لدى مجلس النّقابة. أمّا المادّة الرّابعة من النّظام جاء فيها كيفيّة الانتساب للنّقابة:

يقدّم طلب الانتساب للنّقابة مرفقًا بالمستندات التّالية:

- بيان قيد فرديّ أو صورة عن بطاقة الهويّة.

- خلاصة عن السّجلّ العدليّ لا يعود تاريخها لأكثر من شهر.

- صورة طبق الأصل عن شهادة الإيقونوغرافيا أو إفادة معترف بها محلّيًّا.

- أن يكون حائزًا على شهادة من الأب الرّوحيّ تفيد بأنّه ملتزم كنسيًّا وروحيًّا، على أن يحدّد رئيس النّقابة موعد تقديم طلبات الانتساب في كانون الأوّل المقبل".