المدارس الكاثوليكيّة في لبنان تطلق "المعرض التّكنولوجي التّربويّ"
شارك في المؤتمر إلى جانب الأب عازار مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام الخوري عبده أبو كسم، مدير المعلوماتيّة في الأمانة العامّة للمدارس الكاثوليكيّة السّيّد جوزيف نخله، ممثّل الشّركات العارضة السّيّد زياد أبي غانم، وحضور عدد من الاختصاصيّين والإعلاميّين والمهتمّين.
أبو كسم
بداية رحّب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام المطران بولس مطر وقال: "نلتقي اليوم لنعلن عن أعمال المعرض التّكنولوجيّ التّربويّ الّذي سيقام في الأمانة العامّة للمدارس الكاثوليكيّة في عين نجم، بيت مري."
تابع: "المدرسة الكاثوليكيّة اليوم مستهدفة، لكن العاصفة ستعبر والمدارس ستبقى في تطوّرها ونموّها وازدهارها ومواكبتها لتطوّرات العصر. وهذه العاصفة سببها سياسة الدّولة فهي الّتي أعطت الزّيادة العشوائيّة ووضعتنا في مواجهة مع الأهل والأساتذة، من هنا ولتصويب المسار علينا جميعًا مواجهة الدّولة إذ يقع على عاتقها مسؤوليّة التّعليم الإلزاميّ لجميع المواطنين ومطالبتها بالقيام بواجباتها".
أضاف: "نحن نريد أن يعلم الجميع أنّ مدارسنا الكاثوليكيّة هي مدارس تعمل في سبيل تثقيف المجتمع، تنشئة أجيال نحو مجتمع أفضل ومستقبل زاهر ووطن مميّز، نحن نعلّم هذه الأجيال لتبقى في لبنان وليس لنصدّرها أدمغة إلى الخارج".
وختم بالقول: "نحن هنا اليوم لنطلق ورشة أعمال هذا المعرض الّذي تقوم به المدرسة الكاثوليكيّة، ومع تمنّياتنا لهذا المؤتمر النّجاح والتّقدّم".
عازار
ثمّ كانت مداخلة الأب بطرس عازار الأنطونيّ جاء فيها:
"منذ أسبوع كنّا هنا مع وفد جمعيّة أعمال الشّرق لنعلن عن برنامج مؤتمر الفرنكوفونيّة والمدارس الكاثوليكيّة الّتي تعاني اليوم كثيرًا بسبب تشريعات غير عادلة ومن غوغائيّة في التّعاطي اللّامسؤول مع أزمة قانونيّة نعمل المستحيل لكي لا تنعكس سلبًا على الخدمة التّربويّة والرّسالة التّعليميّة وعلى الأوضاع الاجتماعيّة والاقتصاديّة في لبنان".
تابع: "ولكي نعزّز الرّجاء عند المواطنين نعمل على تنظيم نشاطات تربويّة تهدف إلى التّعالي على الأزمات والتّطلّع إلى المراقي ونسعى مع أهل الإعلام الكرام على إعلاء عَلَمَ المعرفة والثّقافة، لتبقى مداميك البناء التّربويّ والتّعليميّ صلبة وصامدة".
أضاف: "واليوم نأتي إلى هنا، إلى هذا المنبر الكنسيّ الحرّ والمتجرّد لنعلن عن مساهمتنا، كمدارس كاثوليكيّة، في مواكبة التّطوّر التّكنولوجيّ وارتباطه بجودة التّعليم".
وقال "يسأل البعض لم كلّ هذا الاهتمام بهذه المواكبة في وقتٍ يوجّه الكثيرون فيه انتقادات كبيرة للمدارس بسبب الأقساط المدرسيّة ورواتب المعلّمين وغير ذلك..."
تابع: "إنّ جوابنا واضح وهو يرتكز على قناعتنا برسالتنا وعلى إيماننا بأنّ التّلهّي بالاتّهامات يضيّق علينا التّطلّع إلى المراقي، ويفقدنا فرح التّركيز على العقلانيّة من أجل رسم المستقبل لأجيالنا الطّالعة ولمؤسّساتنا. ولذلك فإنّنا نسعى إلى "التّدرّج في المعرفة والعلم للبلوغ إلى الحقيقة". ولهذا السّبب ترغب الكنيسة من المؤسّسات التّربويّة، وبعد أن تدرس درسًا دقيقًا المشاكل الجدّيّة والتّقنيّات الّتي يثيرها تقدّم العالم الحديث، أن تتوصّل إلى معرفة أعمق لكيفيّة وحدة الإيمان والعقل في البلوغ إلى الحقيقة الوحيدة"."
وختم بالقول: "مسك ختام الشّكر هو لراعي المعرض غبطة أبينا السّيّد البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي الكلّيّ الطّوبى الّذي يقول "التّكنولوجيا التّعليميّة تدخل في صلب مسؤوليّة ضميريّة لتنشئة التّلامذة، والكنيسة تدعونا إلى مواكبة هذا التّطوّر لخدمة الإنسان وكرامته"."
غانم
ثمّ كانت كلمة الأستاذ زياد أبي غانم فقال:
"إنّ التّعليم الإلكترونيّ قد حوّل تمامًا الطّريقة الّتي يتمّ بها إيصال المعلومات والدّروس إلى الطّلّاب، وعلى عكس الطّرق التّقليديّة، فإنّ التّكنولوجيا جعلت من التّعليم الإلكترونيّ أبسط وأسهل وأكثر فعاليّة."
تابع "بلغ حجم الاستثمارات في مجال التّكنولوجيا التّربويّة لشركات القطاع الخاصّ حول العالم ما قيمته 8،15 مليار دولار أميركيّ خلال الأشهر العشرة الأولى من العام 2017 ، ويتوقّع أن يرتفع حجم النّموّ بشكل تدريجيّ سنويًّا."
أضاف: أمّا في لبنان فإنّ الأرقام الى تزايد بالرّغم من الأوضاع الدّقيقة الّتي يمرّ بها القطاع التّربويّ حاليًّا. هذا كلّه بفضل التّعاون والتّكامل بين الشّركات الخاصّة العاملة في هذا القطاع وبين المدارس وفي طليعتها المدارس الكاثوليكيّة الّتي تمثّل الثّقل الأكبر نظرًا لتاريخها وحجمها، ونوعيّة أدائها من خلال سعيها الدّائم إلى إدخال التّكنولوجيا الحديثة إلى مناهجها التّعليميّة تليها المدارس الخاصّة ومن ثمّ الرّسميّة الّتي تنال حصّة لا بأس بها وذلك من خلال المساعدات الدّوليّة المقدّمة لدعم تعليم اللّبنانيّين والنّازحين على حدّ سواء".
وقال: "إنّ الطّلب المتزايد من المدارس على التّحوّل إلى التّعليم الرّقميّ حفّز الكثير من الشّركات على الاستثمار في هذا المجال لتلبية الطلب ما خلق تنافسًا فيما بينها لتقديم الأفضل من حيث الأسعار، المعدّات، والبرامج".
تابع: "وظيفة الشّركات حيويّة جدًّا في هذا المجال وهي لا تبدأ بتوريد المعدّات اللّازمة، كما أنّها لا تنتهي مع انتهاء تشغيلها وتسليمها إلى المختصّين في المدارس. إنّها فقط الخطوة الأولى من مشروع استثماريّ طويل الأمد بين شركاء الهدف الواحد. وإنّ مسؤوليّة الشّركات كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر إنتاج الكتب الإلكترونيّة ((E-BOOKS؛ تقديم البرامج الّتي ستستعملها المدارس على أجهزتها من أكاديميّة، إداريّة وتشغيليّة؛ تأمين الدّعم التّقنيّ وتدريب الكوادر على استخدام هذه البرامج؛ تأمين حقّ الوصول إلى المعلومات ودمجها في منصّة إلكترونيّة أو PLATFORM لتسهيل العمل وتنظيمه؛ وأيضًا تقديم المساعدة لتحمّل الأعباء المادّيّة للمدارس عن طريق تقسيط هذه المبالغ أو تأمين قروض ميسّرة من المصارف لحثّها على الاستثمار في هذا القطاع فتغدو الشّراكة واقعيّة ومجدية."
أردف: "من هنا علينا كشركاء دعم المدارس بشكل مستمرّ وتدريب وتحفيز الأساتذة على استعمال التّكنولوجيا التّعليميّة لكي يتمكّنوا بدورهم من نقل المعلومات إلى طلّابهم بشكل أسهل وأوضح وأسرع. والمشجّع في هذا الموضوع هو أنّ قدرة الجيل الجديد تسمح له في الدّخول إلى هذا العلم الحديث نظرًا لمحبّته وانفتاحه على عالم المعرفة والّتي هي أصبحت أساسًا في نشأة أجيالنا".
نخله
واختتمت النّدوة بكلمة الأستاذ جوزيف نخله فقال:
"تعتبر أدوات ووسائل واستراتيجيّة العمليّة التّعليميّة من الأمور الفارقة الّتي تؤدّي لرفع المستوى التّعليميّ حول العالم، وقد تأثّرت العمليّة التّعليميّة كغيرها من مناحي الحياة المختلفة بدخول التّكنولوجيا إليها، خاصّة مع ارتباط البيئة التّعليميّة بالأجهزة الحاسوبيّة والإنترنت واعتمادها عليها.
ومن أهداف المعرض التّكنولوجيّ التّربويّ:
1. مواكبة التّطوّر العلميّ والتّغيّر السّريع في كافّة المجالات التّعليميّة خاصّة الطّبّيّة والهندسيّة وعلم الفضاء الخ من خلال ورش عمل تخصّصيّة، تعتمد على روبوتات حديثة، إضافة إلى طابعات ال 3D.
2. تنمية القدرات الشّخصيّة للطّالب وحثّه على التّعلّم والبحث حيث أصبح دور المعلّم موجّه لعمليّة البحث، والبعد عن الطّرق التّقليديّة في التّدريس وتلقين المعرفة، عبر تقديم حلول ونماذج لخدمات الصّفوف التّكنولوجيّة الحديثة، تترجم في مناهج رقميّة في كافّة مواد التّدريس.
3. دعم وتحفيز إدارات المدارس على إطلاق مبادرات سريعة، لركوب قطار التّطوّر التّكنولوجيّ التّربويّ، والتّباحث الجدّيّ في الوسائل المجدية للولوج إلى العالم الرّقميّ كي يستمرّ لبنان شعلة ومنارة للشّرق في العلم والتّربية".
وعن النّشاطات قال:
"1. موعد المعرض التّكنولوجيّ التّربويّ، والّذي يفتتح أبوابه لجميع أفراد الهيئة التّربوية نهار الأربعاء ولغاية نهار الجمعة– من السّاعة الرّابعة بعد الظّهر وحتّى التّاسعة مساءً– في الأمانة العامّة للمدارس الكاثوليكيّة.
2. ستقام مباراة للتّلامذة في برنامج Microsoft Office 2016 مساء الأربعاء، والخميس 18و19، على أن يحصل النّاجحون فيها على شهادة مجانيّة من شركة ميكروسوفت “MOS”،Microsoft Office Skills وبعدها يخضع الأوائل لامتحان ثان مع تلامذة المدارس المشاركة في لبنان على أن يتأهّل الرّابحون منهم إلى المباراة العالميّة في الولايات المتّحدة الأميركيّة.
3. بالنّسبة إلى الأساتذة الكرام، فكلّ من يرغب بالمشاركة وتخطّي الامتحان الخاصّ بهم طيلة أيّام المعرض يحصل على شهادة “MCE” Microsoft Certified Educator مجانًا.
4. يتضمّن المعرض ورش عمل تكنولوجيّة وإعداد وتشغيل روبوتات متنوّعة الاستخدام، إضافة إلى عرض للبرامج المتخصّصة في إدارة شوؤن المدارس والتّلامذة والصّفوف والمناهج الرّقميّة الحديثة، مع مسابقات خاصّة للمدراء والأساتذة والتّلامذة في الحساب الفوريّ".
وختم بالقول "الأجيال الجديدة لن تكون لديها مشكلة في تقبّل التّحوّلات التّكنولوجيّة وتوظيفها في التّعليم، ولكن من المهم أن نسعى في وطننا الحبيب لبنان، وفي الوطن العربيّ لمحو الأمّيّة التّكنولوجيّة وعدم الاكتفاء بالاستخدام السّطحيّ للتّطبيقات والأجهزة الإلكترونيّة".