لبنان
19 آب 2019, 12:44

المخيّم الصيفي للمركز الرعائي للتراث الآبائي


للسنة التاسعة على التوالي، نظّم المركز الرعائي للتراث الآبائي مخيّمه الصيفيّ من مساء الجمعة ٩ آب لغاية مساء الثلاثاء ١٣ آب ٢٠١٩، على أرض دير سيّدة النورية. شارك في هذا المخيّم ١٤ شخصًا من شباب الأبرشية وجوارها، وهم شبابٌ وشابّات مندفعون إلى الحياة الكنسيّة وملتزمون بها. 
اختبر المشاركون حياةً مشتركةً وتابعوا دروسًا تنوّعت بين النظريّ والتطبيقيّ، فتضمّن البرنامج إقامة الصّلوات اليوميّة (صلوات السحر والقداس الإلهي والغروب والبراكليسي)، ودروسًا في علم الليتورجيا (البخور، الأيقونة، الطقوس، إقامة الذبيحة الإلهيّة...)، والتيبيكون (الكتب الطقسيّة، أنواع الغروب والسَّحَر، تفاسير لبعض الصّلوات والمزامير والتسابيح الكنسيّة...). وكانت الناحية الأهمّ والأبرز في مخيّم هذا العام هي ورشات العمل التي تضمّنت صناعة الكوليڤا لأعياد القديسين والذكرانيات، وصناعة قربانة الذبيحة، ومبادئ كتابة الأيقونة، وهذه كلّها ضمن التقليد الكنسيّ الحيّ منذ القرون الأولى حتى اليوم، وقد تفاعل فيها المشاركون بشكلٍ لافتٍ للنظر. 
وفي ختام المخيّم، كانت دعوةٌ إلى أن يحمل الجميع ما تعلّموه إلى بيوتهم ورعاياهم، وينقلوا لهم خبرة الحياة في هذا الصرح الثقافيّ اللاهوتيّ الواقع إلى جوار المطرانية في طرابلس، يرعاه صاحب السيادة المتروبوليت أفرام ومجموعة من الأساتذة والآباء الذين يقدّمون من وقتهم لكي يستمرّ هذا المركز في عطائه، خدمةً للكنيسة ولشعبها المؤمن في الظروف الصعبة التي نعيش فيها. فهذا المركز الذي أُنشئ في نيسان ٢٠١١، أثبت أنّه لا يشبه غيره من مدارس التنشئة اللاهوتيّة، فضلاً عن أنّه لا ينافس أيّ نشاطٍ آخر، بل هو حالةٌ جديدةٌ ترتكز على عيش الكلمة، صلاةً وإحياءً للتراث والتقليد الأرثوذكسي، عبر دراسة الكتاب المقدّس والآباء والليتورجيا والتاريخ الكنسي... وقد كان المخيّم الصيفي في هذه السنة تحدّيًا استطاعت فيه الكنيسة أن تجذب شبابها، لا عبر الأمور الترفيهيّة وحسب، بل عبر الحياة المشتركة، عبر الصلاة والليتورجيا والتيبيكون، عبر الأيقونة وقربانة الذبيحة والكوليڤا.