المتروبوليت عوده يستقبل واكيم ومكاري
«أزور سيادة المتروبوليت الياس من حينٍ إلى آخر من أجل نيل بركته وتوجيهاته. تطرّقنا اليوم إلى مواضيع السّاعة، من مسألة تشكيل الحكومة وضرورة أن يحلّ فخامة رئيس الجمهوريّة ودولة رئيس الحكومة المكلّف هذه المسألة في أسرع وقت ممكن، نظرًا إلى الوضع الاقتصاديّ والماليّ الّذي يمرّ فيه البلد، حتّى يتمكّن لبنان من تطبيق شروط مؤتمر سيدر. تطرّقنا أيضًا إلى مشاكل كثيرة تخصّ منطقة الأشرفيّة خصوصًا وبيروت عمومًا، من موضوع انفجار أنابيب الصّرف الصّحّيّ الّذي حصل الأسبوع الماضي بسبب غزارة الأمطار، إلى مسألة النّفايات ومعالجتها عبر الحلول الممكنة الّتي لا تؤثّر سلبًا على سكّان المنطقة وصحّتهم».
ثمّ استقبل الرّئيس فريد مكاري الّذي قال بعد الزّيارة:
«أنا أزور سيّدنا وهذا الصّرح لأنّني أعتبره بيتي وأعتبر سيّدنا مرجعي. إنّ سيّدنا، في غالبيّة عظاته، يدعو إلى تأليف حكومة لبنانيّة تكون منسجمة وتعمل لمصلحة الوطن والمواطنين، في بلد أشدّ حاجاته هي الاهتمام بأرضه وشعبه. نجد أنفسنا اليوم أمام عقدة جديدة، مستحدثة منذ حوالي الأسبوعين، تؤخّر تأليف الحكومة. إذا كانت هذه العقدة محلّيّة، فهذه مصيبة كبيرة، لأنّه حينئذٍ يكون فريقٌ من اللّبنانيّين في صدد استعمال المكابرة على حساب حياة المواطنين ومصالحهم ولقمة عيشهم ومستقبلهم. أمّا إذا كانت هذه العقدة خارجيّة، فتكون المصيبة أكبر، لأنّنا على بُعد يومين من عيد الاستقلال، وهذا يثبت أنّنا لا نفهم معنى الاستقلال ولا نزال مرتبطين بمصالح الخارج ونخرّب بلدنا إرضاءً للآخرين.
ــــ هل أُجّلت الحكومة إلى أجلٍ غير مسمّى؟
ــــ الظّاهر حتّى الآن، أنّ الحكومة ليست قريبة رغم أنّ هناك محاولات كثيرة تقوم بها بعض الأطراف لحلّ هذه العقدة. لم يظهر حتّى الآن أنّ نتائج هذه المحاولات تتّجه في الاتّجاه السّليم.
ــــ هل ستكون هناك خطوة لرئيس الحكومة بعد مواقف الوزير جبران باسيل؟
ــــ يجب توجيه هذا السّؤال إلى رئيس الحكومة لأنّه يعرف ما عليه القيام به. لكنّي أعتقد أنّ الحلّ الوحيد للوصول إلى تشكيل حكومة في لبنان هو اتّباع الدّستور الواضح من هذه النّاحية. كلّما كنّا نخرج، في حياتنا السّياسيّة، عمّا ينصّ عليه الدّستور، كنّا نصل إلى الخراب. الدّستور واضح، وينصّ على أنّ رئيس الحكومة يؤلّف الحكومة ويقدّمها إلى فخامة الرّئيس الّذي، إذا وافق عليها، يوقّع مرسومها وتتشكّل. بعد ذلك تكون هناك أطراف راضية تمنح الثّقة، وأطراف غير راضية لا تمنح الثّقة. متى حصلت الحكومة المشكَّلة على الأكثريّة تنال ثقة مجلس النّوّاب وتستمرّ، وإذا لم تحصل على الثّقة تسقط في مجلس النّوّاب. هذه هي الطّريقة السّليمة لتأليف الحكومات».