لبنان
04 أيار 2018, 08:30

المتروبوليت عوده استقبل المرّ وبو صعب في المطرانيّة

إستقبل قبل ظهر أمس متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عوده رئيس مؤسّسة الأنتربول الياس المرّ الّذي قال بعد الزّيارة:

 

"كالعادة، زرتُ سيادة المتروبوليت الياس في دار المطرانيّة الّذي نعتبره بيتنا. تداولنا في عدّة مواضيع. سيّدنا ملمّ بالأمور الإقليميّة والدّوليّة بقدر ما هو ملمّ بالأمور المحلّيّة. تباحثنا في ما يحصل حول العالم من ملفّات حسّاسة أمنيّة واقتصادية، كما تباحثنا في الوضع الدّاخليّ وتحديدًا الوضع الأرثوذكسيّ في لبنان. نحن اليوم على أبواب انتخابات نيابيّة، وما يهمّ الكنيسة الأرثوذكسيّة هو ما يهمّ أولادها الّذين نحن منهم. أمنيتنا أن يكون التّمثيل الأرثوذكسيّ على المستوى الّذي اعتاد عليه البلد والأرثوذكسيّون في لبنان، والطّوائف الأُخرى. أنا لستُ مرشّحًا، لذا أستطيع التّعبير عن رأيي بضميرٍ مرتاح. أتمنّى أن نرى النّخبة من الشّباب يمثّلون الطّائفة الأرثوذكسيّة في لبنان، كما أتمنّى أن تُمَثَّل هذه الطّائفة بذوي الخبرات والكفاءات على غرار ما كان يحدث في عهد عمالقة الفكر والعلم والثّقافة والسّياسة كالأستاذ شارل مالك والأستاذ فؤاد بطرس والأستاذ غسّان تويني وطبعًا ميشال المرّ. نتمنّى أن نرى كأولئك الأشخاص في المجلس المقبل، وأن يستطيعوا تمثيلنا وتمثيل أولادنا، وأن نستطيع الاستمرار معًا لمصلحة هذه الطّائفة. 

ــــ تتعرّض الطّائفة الأرثوذكسيّة لمحاولة إقصاء، ما هو رأي سيادة المتروبوليت الياس بهذا الموضوع؟

ــــ أوّلاً، سيّدنا لا يدخل في هذه التّفاصيل لأنّها تفاصيل صغيرة. ليس الإقصاء من عادات الكنيسة. الكنيسة عمومًا، وسيّدنا تحديدًا، يستوعبان الجميع، ويحبّانهم إذ إنّ كلّ الناس أولادهما. طبعًا، أعلم أنّ سيادته ضدّ سياسة الإقصاء، حتّى من دون أن أسأله، لأنّي أعرف كيف يفكّر. هو لم يقصِ أبدًا أيّ خصم، حتّى خصم الطّائفة الأرثوذكسيّة خلال الأيّام الصّعبة، وقد كانت أبواب المطرانيّة مفتوحة لِجَمع كلّ النّاس. لذا، أنا أكيد من أنّ سيّدنا ضدّ سياسة الإقصاء، وأنّ الكنيسة ضدّها، والدّين المسيحيّ ككلّ ضدّها، ولا أتصوّر أنّ هذا الأمر مقبول عند سيّدنا، ولا عند الكنيسة أو المواطنين أو السّياسيّين. 

ــــ قال الوزير جبران باسيل إنّه سيرسلك إلى الأنتربول...

ــــ لا إلى الأنتربول ولا إلى غيره لأنّ القرار الدوليّ ليس بيده. إذا قرّر الوزير جبران باسيل إرساليّ على الأنتربول، فسوف نرسله إلى باريس، حيث عيّن معاليه سفيرًا جديدًا ليمثّل لبنان واللّبنانيّين، وقد شاهدتُه في أحد الفيديوهات على مواقع التّواصل الاجتماعيّ، وكون سفيرنا في باريس يشبه الرّاقصة فيفي عبده، أعتقد أنّ الوزير باسيل سيتّفق معه".

 ثم استقبل الوزير الياس بو صعب يرافقه نقولا شمّاس. بعد الزّيارة قال بو صعب:

"قمنا اليوم بزيارة سيادة المتروبوليت الياس عوده لكي نكرّر الكلام الّذي قلناه منذ ثلاث سنوات من هذا المنبر بالذّات أنّ الحاجة لإقامة جامعة أرثوذكسيّة في بيروت كبيرة وكلّنا نعلم أنّ سيدنا أشرف على مشاريع كبيرة جدًّا إنّ مستشفيات أو مدارس أو مؤسّسات وكلّها كانت ناجحة. من هذا المنطلق تمنّينا نحن أن تكون هناك جامعة جديدة للأرثوذكس في بيروت بسبب الحاجة إليها. عندما كنتُ وزيرًا للتّربية درستُ الملفّ وهو مكتمل وأجّلناه بما فيه الكفاية إلى أن وصلنا إلى مرحلة استيفاء كلّ الشّروط التّقنيّة. حُضّر ملفّ للجامعة ليس عليه أيّ علامة استفهام. أخذتُ القرار عندما كنتُ وزير تربية، وبعدما مرّ الملفّ بمديريّة التّعليم العالي في وزارة التّربية وبعد موافقة مجلس التّعليم العالي رُفع إلى مجلس الوزراء. المؤسف أنّ الملفّ استغرق كلّ هذا الوقت من تأجيل إلى تأجيل، إلى أن عُرض على مجلس الوزراء منذ عدّة أشهر. عندها كان هناك تمنٍّ على فخامة الرّئيس بالتّريّث لكي يُدرَس الملفّ لأسباب لا تمتّ إلى التّقنيّة بِصِلة، أو إذا كان الملفّ مكتمل الشّروط أو لا. أخذ فخامة الرّئيس الملفّ ودرسه، واليوم وصل إلى قناعة بأنّ هذا الملفّ شبع تأجيلاً ودخل فخامته على مجلس الوزراء صباح اليوم وعرضه على مجلس الوزراء متمنّيًا عليهم إقرار الجامعة، جامعة القدّيس جاورجيوس لمطرانيّة الرّوم الأرثوذكس في بيروت. تمنّى بعض الوزراء التّأجيل لأسبوع. هذا التّمنّي أفهمه من البعض، لكنّي لا أفهمه من أشخاص من بيروت، وزراء الأشرفيّة، الّذين يربطون ملفّ جامعة القدّيس جاورجيوس بجامعات أُخرى. أتمنّى على هؤلاء الوزراء أن يكونوا رأس حربة في الجلسة المقبلة مطالبين بإقرار هذا الملفّ لأنّه يستحقّ أن يُقرّ، وهذه الجامعة هي جامعة لمطرانيّة بيروت الأرثوذكسيّة، لكنّها جامعة وطنيّة لكلّ لبنان سترفع رأسنا عاليًا. أتمنّى عليهم ألاّ يربطوه بملفّ آخر كما أتمنّى ألاّ يتدخّل أحد بشؤون أُخرى لها علاقة بأيّ سبب غير أكاديميّ أو تقنيّ لأنّ الجامعة مستوفية كلّ المستلزمات والشّروط التّقنيّة. سمعتُ اليوم من فخامة الرّئيس كلامًا قبل أن أتوجّه إلى سيّدنا الياس، وأيضًا من رئيس التّيّار الوطنيّ الحرّ الوزير جبران باسيل الّذي قال لي إنّ الوقت قد حان اليوم لعرض هذا الملفّ على مجلس الوزراء لإقراره، فتمّ التّوافق مع دولة رئيس مجلس الوزراء على إدراج ملفّ جامعة القدّيس جاورجيوس على جدول أعمال مجلس الوزراء الأسبوع المقبل لإقراره. إذا شاء أحد الاعتراض على الملفّ يجب أن يكون اعتراضه من منطلق تقنيّ ومهنيّ، وهذا أمر غير موجود لأنّ كلّ الشروط استوفيت. إذا شاءوا الاعتراض على ملفّ جامعة القدّيس جاورجيوس من دون سبب أو فقط لسبب سياسيّ أو انتخابيّ فنحن لن نسكت. حان الوقت أن تُقَرّ هذه الجامعة مثل أيّ جامعة أُخرى استوفت الشّروط. بيروت تنتظر هذه الجامعة، الأشرفيّة تنتظرها. كلّنا نعلم أنّ سيّدنا الياس لم يضع يده في مشروع إلاّ ورأيناه ناجحًا ويُرفع به الرّأس، ومن حقّ الأرثوذكسيّين أن تكون لهم جامعة في بيروت، وإذا كانوا يريدون إنشاء جامعة في جبل لبنان فسنكون أوّل الأشخاص الدّاعمين. لا أفهم أن يقف أحدٌ في وجه إنشاء جامعة! لماذا الاعتراض على إنشاء جامعة؟ عندما يكون لمطرانيّة بيروت عدّة مدارس ناجحة نفتخر بها، من حقّنا أن نسأل سيّدنا مطران بيروت أن تكون لمطرانيّة بيروت أيضًا جامعة. نحن وغيرنا طالبناه بإنشاء جامعة وأنا شخصيًّا طالبت سيّدنا بالإسراع بهذا الملفّ. الملفّ هو اليوم أمانة أمام مجلس الوزراء في الأسبوع المقبل. لقد قام فخامة الرّئيس اليوم بما يجب عمله، أيّ طالب بإقرار الملفّ، ولمّا تمّ تأجيله طلب أن يُدرج على جدول أعمال مجلس الوزراء الأسبوع المقبل. آمل ألاّ يعترض عليه أحد إلّا إذا كان هناك سبب تقنيّ، وإذا لم يوجد سبب تقنيّ فلا أظنّ أنّ أحدًا يعرقل ملفًّا أكاديميًّا تقنيًّا بالسّياسة، لأنّنا لن نسكت على ملفّ سيُطمر بالسّياسة فقط. كلّ جامعة تستحقّ وفق القانون اللّبنانيّ أن تُرخّص يجب أن تُرخّص، وجامعة القدّيس جاورجيوس تستحقّ أن تُرَخّص. إذا كانوا لا يريدون ترخيصها، فهذا يعني أنّهم يصنعون إشكاليّة في السّياسة، ونحن لا نستطيع الوقوف متفرّجين. نأمل أن يكون الأسبوع المقبل الأسبوع النّهائيّ لإقرار جامعة القدّيس جاورجيوس ونحتفل معًا. كلّ الأرثوذكسيّين التّابعين لبطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق يجب أن يفرحوا بهذا الإنجاز الّذي تصنعه مطرانيّة بيروت لأنه إنجاز للكنيسة وهذا كلّ ما أريد قوله على أمل أن نشهد في الأسبوع المقبل إقرار جامعة القدّيس جاورجيوس في مجلس الوزراء.

أريد أن أقول لسيّدنا ولأخينا نقولا الموجود معي الآن، والّذي يتكلّم منذ أسبوع يوميًّا بهذا الملف، ولأهل بيروت، يا أهل بيروت من حقكم المطالبة بهذا الملفّ. وكما جئتُ قبلاً إلى سيّدنا وقلت له إنّنا نطالب بهذا المشروع وإنّه سيّد هذه المطرانيّة ونتمنّى عليه السّير بهذا المشروع، وسار به فعلاً وقام بما يجب عمله، لكنّ أهل بيروت، وزراء بيروت، وزراء الأشرفيّة بالذّات، الّذين، بدلًا من أن يكون اليوم موقفهم حاسمًا ويقفوا إلى جانب هذه الجامعة، كان موقفهم ملتبسًا وربطوا هذه الجامعة بجامعات أُخرى، أقول لهم إنّ بيروت والأشرفيّة سوف تتعاطى معهم وفق موقفهم، الّذي كان هذه المرّة ملتبسًا، والّذي يجب ألّا يكون ملتبسًا الأسبوع المقبل. هذا الملفّ ليس سياسيًّا. هذا ملفّ حقّ ونحن لن نسكت عن حقوق الأرثوذكسيّين".