المتروبوليت أنطونيوس: الأمومة هي سرّ الوجود للإنسان
"إنّ الأمّ تعيّد في كلّ يوم عندما ترى عائلتها فرحة وراضية وسالكة في الحقّ. العيد والفرح الحقيقيّ هو أن نعرف الله لأنّه هو المحبّة والفرح والسّلام. الأمّ هي كائن مميّز، وكلّ فتاة بدعوتها وبطبيعتها أمّ، لأنّ الأمومة هي سرّ الوجود للإنسان.
الإنسان يولد من أمّه بالجسد، ومن أمّه الكنيسة من جرن المعموديّة ويعود إلى الأمّ الأرض عندما يموت، كأنّ الأمومة تحيط به في كلّ مراحل حياته.
الأمومة هي المحبّة، التّضحية، العطاء والبذل الكلّيّ بفرح دون تذمّر. فالرّبّ يطلب كلّ كياننا وسرّ العلاقة مع الرّبّ هو القلب "يا بني أعطني قلبك" أيّ سلّمني نفسك، والطّفل أيضًا يسلّم نفسه لأمّه.
كما أنّ الله محبّة أيّ هو عطاء كلّيّ، إذ أنّه أعطانا ذاته في ابنه الوحيد الّذي تجسّد واشترك في ما لنا حتّى يشركنا معه في ما لله، كذلك الأمّ تعطي ذاتها لعائلتها وتبثّ الإيمان فيها. من هنا أهمّيّة أن نبني جيلاً يعيش الإيمان، لكي يصبح العالم مكانًا أفضل في المحبّة والعطاء والبذل والمسامحة والغفران لأنّ سبب الفساد الّذي نعيشه، هو عدم استقامة التّربية.
الطّفل بحاجة أن يغتذي من المحبّة والحنان والإيمان وإلّا ملأ الفراغ الّذي في كيانه بأشياء أخرى مفسدة."
وأنهى الصّوريّ متوجّها إلى الأمّهات قائلاً: "أنتنّ حاجة للإنسانيّة. أيّتها الأمّهات بثّنّ روح الرّبّ في أولادكنّ، ويا أيّتها الفتيات تمسّكن بالأمومة ولا تنغرّوا بما يقدّمه العالم من خداع. كنّ شهودًا للرّبّ تزوّجتنّ أم لم تتزوّجن فجّرن طاقة الحبّ والعطاء والتّضحية الّتي تملكنها في خدمة الآخر في الكنيسة والمجتمع".
ثمّ اجتمع الصّوريّ مع أبناء الرّعيّة في قاعة الكنيسة.