لبنان
29 تموز 2019, 11:57

اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام تطالب المسؤولين والأجهزة الأمنيّة بوقف حفلة "مشروع ليلى"

صدر عن اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام البيان التّالي:

"إجتمعت اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام في مقرّ المركز الكاثوليكيّ للإعلام بتاريخ 29 تمّوز 2019 برئاسة رئيس اللّجنة سيادة المطران بولس مطر السّامي الاحترام ومشاركة سيادة راعي أبرشيّة جبيل المارونيّة المطران ميشال عون السّامي الاحترام وأعضاء اللّجنة الأسقفيّة.

وقد تداول المجتمعون موضوع ما يُسمى "مشروع ليلى" ضمن مهرجانات بيبلوس الدّوليّة، وأعلن سيادة راعي أبرشيّة جبيل، أنّ عضوين من الفرقة قد أقرّا خلال اجتماع عقد في المطرانيّة بمساس بعض أغاني الفرقة بالشّعائر الدّينيّة وأظهرا نيّة للاعتذار عن هذا العمل وعن الاستعداد لحذف ما يجب حذفه احترامًا لمشاعر الدّيانتين المسيحيّة والإسلاميّة في لبنان.

وقد رغب سيادته بأن يأتي هذا الاعتذار من أعضاء الفرقة مجتمعين في مؤتمر صحافيّ مشترك، وهذا ما لم يتمّ حتّى اليوم ممّا يدلّ على وجود نيّة مبطّنة لديهم لتمرير الوقت.

إنطلاقًا من هذه الأمور، ترى اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام ضرورة تبيان ما يأتي:

إنّ الكنيسة الّتي أرادها السّيّد المسيح نورًا للعالم كانت ولا تزال المناصرة الأولى للحرّيّة الّتي تُبنى على الحقيقة انطلاقًا من قول الإنجيل "تعرفون الحقّ والحقّ يحرّركم"، وقد دافعت الكنيسة ولا تزال عن الحرّيّة بكلّ أبعادها، من الحرّيّة الدّينيّة إلى حرّيّة الضّمير والحرّيّة الشّخصيّة ما يجعلها ضمانة للحرّيّات في العالم. والكنيسة في لبنان هي الّتي حملت وتحمل لواء الحرّيّة على الدّوام وهذا ليس في حاجة إلى إثبات من أحد.

غير أنّ الحرّيّة قد تحوّلت في نظر البعض إلى فعل أيّ شيء وقول أيّ شيء من دون النّظر إلى القيم الإنسانيّة الّتي يُبنى عليها المجتمع، فالحرّيّة ملتزمة كرامة الإنسان وحقوقه وهي ملتزمة العدل والمساواة لبناء المجتمع الإنسانيّ. كما أنّ الحرّيّة ليست بالتّفلّت من مسؤوليّة احترام الآخر واحترام الأديان، وهي ملزمة بعدم المسّ بالشّعائر الدّينيّة لأنّ في ذلك خطرًا على المجتمعات وتهديدًا للسّلم الأهليّ.

بالنّسبة الى الحفلة المزمع إقامتها في 9 آب ضمن "مهرجانات بيبلوس الدّوليّة"، ترفض الكنيسة أن يُمسّ بشعائرها وإيمان أبنائها ومشاعرهم بأيّ شكل من الأشكال. فالقضيّة قضيّة مبدأ واحترام للذّات والغير واحترام المقدّسات في كلّ الأديان. وإنّ رفضها لهذه الفرقة والعرض الّذي تؤدّيه يبنى على ما تقدّمه من أفكار وأعمال تتهكّم على العقيدة الإيمانيّة والرّموز الدّينيّة وتشوّه صورة الله كما تعلّمها الكنيسة.

لأجل ذلك، تطالب اللّجنة الأسقفيّة المسؤولين في الدّولة كافّة بتحمّل مسؤوليّاتهم وفقًا للدّستور اللّبنانيّ الّذي يحترم كلّ الأديان ويقدّم الإجلال لله، فلا تقبل الدّولة أيّ انقلاب على دستورها وهو رمز حرّيّتها ووجودها وكرامتها، وتطالب المسؤولين والأجهزة المختصّة باتّخاذ الإجراءات اللّازمة لمنع أيّ فرصة تُعطى لأيّ كان بالمسّ بالأديان ووقف هذه الحفلة".