سوريا
06 نيسان 2018, 05:00

اللّاذقيّة تودّع مطرانها

ودّع المؤمنون في كاتدرائيّة مار جرجس- اللّاذقيّة أمس، مطران المدينة وتوابعها للرّوم الأرثوذكس يوحنّا منصور في جنّاز شعبيّ ورسميّ، ترأّسه بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق يوحنّا العاشر، بمشاركة المطارنة: سابا إسبر (حوران)، جورج أبو زخم (حمص)، باسيليوس منصور (عكّار)، أفرام كرياكوس (طرابلس)، أنطونيوس الصّوري (زحلة)، نقولا بعلبكي (حماه)؛ والأساقفة أثناسيوس فهد، ديمتري شربك، إيليا طعمة، كوستا كيال، وغريغوريوس خوري ويوحنّا بطش ولفيف الآباء من الكهنة والشّمامسة والرّهبان والرّاهبات، وحضور مطران حمص للسّريان الأرثوذكس سلوان نعمة والمونسنيور أنطون ديب ممثّلاً البطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الرّاعي وعدد من رجال الدّين الإسلاميّ.

 

في نهاية الصّلاة ألقى البطريرك يوحنّا العاشر عظةً نوّه فيها بمزايا الرّاحل وبفضله على كنيسة أنطاكية، جاء فيها:

"وإذا ما استذكرنا غيضًا من فيض إسهاماتك الرّوحيّة، فنحن لا ننسى مواقفك الوطنيّة والّتي سجّلها التّاريخ خلال خمسين عامًا في الدّفاع عن سوريا وعن قضاياها وعن كلمة الحقّ في كلّ المجالات وفي كلّ الأوقات. ولا ننسى دورك في الحفاظ على أطيب العلاقات مع كلّ أطياف هذا المجتمع مسلمين ومسيحيّين، فكنت واحدًا ممّن التحموا بحقٍّ مع كلّ أطياف هذا الشّعب وشدّوا أواصر لُحمته بإعلاء كلمة الحقّ ومدِّ جسور اللّقيا والأخوّة والحوار والانفتاح سبيلاً للنّهوض بالوطن.

ثمّة من يرحلون بصمتٍ دونما أَثَر، أمّا أنت فتغادرنا مطمئنًا لأنّ الشّتلات الّتي زرعْتها نمت وصارت شجرات وارفة الظّلال. منحك ربّك سنين كثيرة ولم يشأ أن يخطفك إلى مجده إلّا بعد أن أتممت الرّسالة بأفضل ما يمكن، وانتشر تلاميذك وأبناؤك حتّى إلى أستراليا وإلى أقاصي الدّنيا مذيعين بشرى المسيح السّارّة في أصقاع الأرض.

نعزّيكم أيّها الأحباء، أبناءَ أبرشيّة اللّاذقيّة وتوابعها إكليروسًا وشعبًا. نعزّيكم باسم آباء المجمع الأنطاكيّ المقدّس وكلّ أساقفته. ونعزّي كلّ أبنائنا في الكرسيّ الأنطاكيّ.

سيّدنا يوحنّا، وأنت، مِنَ اليوم، في الملكوت السّماويّ، تسجد مع شيوخ سفر الرّؤيا أمام عرش الرّبّ، وفي غمرة أنواره، لا تنسَ أن تقدّم مع بخور صلواتك السّماويّة، أبناءك وبناتك ورعيّة الله الّتي تركتها في هذه الأبرشيّة.
صلّ من أجلي ومن أجلنا جميعًا ومن أجل كنيسة أنطاكية. صلّ من السّماء مع الملائكة القدّيسين من أجل أخوينا مطراني حلب بولس يازجي ويوحنّا إبراهيم. صلّ من أجل السّلام في كلّ العالم ومن أجل سلام سوريا وأمنها واستقرارها.

إمضِ أيّها السّيّد وامكث مع النّاهض من بين الأموات والّذي داس الموت وقام ليقيمنا معه. نرى في وجهك يا سيّدنا وداعة حاملات الطّيب ووهْجَ وجْه يوسف المتّقيّ. وبشوقِهم للقيامةِ يحلو لنا أن نستبق الفصح المجيد ونطرق وإيّاك عتبات القبر السّماويّ ونتلمّس من الخميس العظيم نور القيامة صارخين:
المسيح قام، والموت تلاشى
المسيح قام وعبراتُنا عليك معجونةٌ بفرح القيامة
المسيح قام وموتك مسلك نور
المسيح قام ولاذقيّتك تودّعك بعبق صلاتك وعرفان وصلاة أبنائك
المسيح قام وأنطاكية كلّها تشهد لك شاهِدًا وشَهْدًا من أصالة إيمانها".

وفي الختام، نُقل جثمان المطران منصور إلى دير سيّدة بلمانا حيث جرى الوداع الأخير ووُري الثّرى.