سوريا
16 تشرين الأول 2024, 05:40

اللوحة الرسميّة التي سترتفع في الفاتيكان الأحد المقبل لإعلان قداسة شهداء دمشق الأحد عشر

تيلي لوميار/ نورسات
تمّ نشر اللوحة التي تمثّل الأب مانويل رويز ورفاقه الشهداء - المعروفين باسم "شهداء دمشق" – وهي التي ستُستخدم في خلال حفل التقديس، في 20 تشرين الأوّل/أكتوبر المقبل. هو القسم العامّ المسؤول عن تقديم طلبات دعاوى القدّيسين في رهبنة الإخوة الأصاغر الذي اختار اللوحة وقد أنجزها الرسّام أندريا بوتشي. رافقت نشر اللوحة ملاحظةٌ حرّرها القسم العام، لوصف اللوحة وشرحها.

 

يظهر شهداء دمشق القدّيسون - ثمانية رهبان فرنسيسكان من حراسة الأرض المقدّسة وثلاثة علمانيّين موارنة - كأخويّة واحدة حول القربان الأقدس. تمتّع الإخوة القدّيسون مسابكي بعلاقة ألفة وتعاون وثيق مع الرهبان. كان فرنسيس الممثّل الرسميّ المعتمد للدير، بينما كان عبد المعطي مربيًّا في مدرسة الأطفال وظلّ رافائيل متاحًا دائمًا للقيام بأيّ عمل عند الضرورة.  

في اللوحة، نجد القدّيس مانويل رويز، رئيس الدير، في الوسط مرتديًا وشاحًا أحمر ويحمل حقّ القربان الأقدس. ومن أوراق الاستشهاد، نعلم أنّه في مساء يوم 9 تموّز 1869، عندما كانوا في حالة خطر شديد، اجتمعوا كلّهم في الدير - الرهبان والعلمانيّون - في الكنيسة بالذات، للصلاة والاعتراف وتناول القربان الأقدس، كي يجدوا فيه القوّة لمواجهة المحنة التي واجهتهم. عندما اقتحم القتَلَة الدير، ذهب القدّيس مانويل رويز على الفور إلى بيت القربان لاستهلاك القطع المتبقيّة، حتّى لا يتم تدنيسها. وقد سقط عند أقدام المذبح عينه، ضحيّة الكراهية للإيمان  (odium fidei).  

 

تكوين اللوحة

على اليمين، بجوار رويز، يظهر القدّيس كارميلو بولتا والقدّيس بيدرو سولير، راكعًا، وكان أحد أصغر أعضاء الجماعة الرهبانيّة سنًّا في دمشقً. كان الأوّل نائبًا عن الجماعة، وهو يظهر حاملًا صليب القدس، رمز حراسة الأرض المقدّسة. على يسار اللوحة، نرى الإخوة المسابكيّين الثلاثة القدّيسين: القدّيس فرنسيس يحمل شعار البطريرك المارونيّ الكاثوليكيّ، والقدّيس عبد المعطي يحمل غصن النخيل، رمز الاستشهاد، والقدّيس رافائيل، أصغر الثلاثة، يضع يديه متشابكتين، في تذكير بحبّه للصلاة. ومن حول هذه الشخصيات، نرى القدّيسين الخمسة الفرنسيسكان الشهداء الآخرين. حاول الرسّام جعل اللوحة أقرب ما يكون إلى ملامح القدّيسين الشهداء الحقيقيّة، بالمقارنة مع الصور الأصليّة التي تلقّاها القسم العامّ لدعاوى القدّيسين، أو صور التقوى التي تمّ اعتمادها بعد تطويبهم وترسّخت في المخيّلة الشعبيّة.

 

وكإثراء زخرفيّ يشبه تسلسل طلبة القدّيسين، تظهر أسماء كلّ واحد منهم بالأحرف اللاتينيّة، بما يتوافق مع الشخصيّات المعنيّة. وقد كانت هذه التفاصيل غير الضروريّة مطلوبة لربط اللوحة الحاليّة باللوحة التي رسمتها الراهبات الفرنسيسكانيّات مرسلات مريم، في عام 1926 (عام التطويب)، وكانت تظهر فيها بخطّ صغير أسماء القدّيسين على هالة القداسة المحيطة برأس كلّ واحدٍ منهم. بالنسبة إلى الخلفيّة، تمّ اختيار لون السماء، بينما صير، في الأسفل، إلى نسْخ صورة قديمة لمدينة دمشق، تعود إلى القرن التاسع عشر، يظهر فيها أيضًا مكان الاستشهاد والجماعة التي كان يسهر الشهداء القدّيسون على حمايتها بشكل خاصّ