لبنان
07 أيلول 2020, 11:28

اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام: ليكفّ البعض عن محاولاته اليائسة لتزوير هويّة لبنان

تيلي لوميار/ نورسات
عقدت اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الاعلام اجتماعًا برئاسة رئيسها المطران أنطوان نبيل العنداري وحضور نائب الرّئيس الأب العامّ الأرشمندريت أنطوان ديب، مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام الأب عبدو أبو كسم والأعضاء وبحثت في التّطوّرات وأصدرت البيان الآتي:

1- شهر كامل مرّ على الزّلزال المريب الّذي ضرب العاصمة بيروت وضواحيها من دون أن تظهر نتائج التّحقيق لغاية الآن في ظلّ كارثة حلّت بشعب ودمّرت ممتلكاته وتراثه وثقافته وطموحاته، وأثّرت على حاضره ومستقبله. إنّنا إذ نتقدّم مجدّدًا بالعزاء لأهالي الضّحايا البريئة ونتمنّى الشّفاء العاجل للجرحى والمصابين وعودة سريعة للمشرّدين إلى بيوتهم، نستغرب التّباطؤ غير المبرّر في الكشف عن خلفيّات الانفجار مؤكّدين عدم جواز التّعمية على الحقائق وضرورة تحديد المسؤوليّات.

2-  نطالب الدّولة والجهات المانحة بالإسراع في إعادة الإعمار وتأهيل المباني المتضرّرة ليتمكّن النّاس من العودة إلى منازلهم قبل حلول فصل الشّتاء ولئلّا يبقى مهجّر واحد في وطنه، داعين إلى التّحقّق من وصول المساعدات إلى مستحقّيها الفعليّين وعدم ذهابها يمينًا وشمالاً. وفي هذا الإطار، نطالب أيضًا باعتبار ضحايا انفجار مرفأ بيروت ضحايا الفساد والإهمال وتراخي الدّولة، ونطلب من الدّولة اعتبارهم شهداء الوطن وتخصيص تعويضات شهريّة لعائلاتهم إسوة بغيرهم من الشّهداء أبناء الوطن.

3- بعد أسبوع على تكليف السّفير مصطفى أديب تأليف الحكومة، نأمل أن تتكلّل جهود الرّئيس المكلّف بوضع تشكيلة وزاريّة منسجمة مؤلّفة من اختصاصيّين مستقلّين في أسرع وقت ممكن بعيدًا عن مصالح القوى السّياسيّة وشروطها ترجمة للتّعهّدات الّتي قطعتها هذه القوى والكتل أمام الرّئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون بتسهيل عمليّة تشكيل الحكومة والابتعاد عن المحاصصة السّياسيّة واحتكار حقيبة من هنا أو من هناك، على أن تكون الحكومة العتيدة حكومة طوارىء مصغّرة، تعيد الثّقة وتحقّق نقلة نوعيّة في مكافحة الفساد وتطبيق الإصلاحات الضّروريّة لاستقطاب المساعدات الدّوليّة والعربيّة للبنان كي يتمكّن من النّهوض مجدّدًا واسترجاع عافيته.  

4- إنّ الحياد النّاشط الّذي طرحه غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي يحظى بمزيد من التّأييد والدّعم الشّعبيّ والسّياسيّ إلّا من بعض الّذين يصرّون على زجّ البلاد في أتون حروبهم وصراعاتهم ومشاريعهم الخارجيّة الّتي لا تشبه لبنان بشيء، فيما البطريركيّة المارونيّة لم تنطق يومًا إلّا بكلمة الحقّ في وجه الباطل ولم تعبّر إلّا عن إرادة لبنانيّة حقيقيّة وثوابت وطنيّة تاريخيّة، ولا ولاء لها إلّا للبنان، لذلك ومع انطلاق المئويّة الثّانية للبنان الكبير فليكفّ البعض عن محاولاته اليائسة لتزوير هويّة لبنان وتغيير وجهه الحضاريّ والتّعدّديّ والتّوقّف عن محاصرة الشّرعيّة بفائض قوّة خارج إطار الدّولة الّتي يعود إليها وإلى قواها الأمنيّة فقط الحقّ الحصريّ بحمل السّلاح. وليكن الحياد النّاشط نقطة انطلاق المئويّة الجديدة للبنان الجديد.

5- تشكر اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس على عاطفته وتسليط الضّوء في المقابلة العامّة على الوضع اللّبنانيّ يوم الأربعاء 2 أيلول 2020 ولفتته الأبويّة باحتضان العلم اللّبنانيّ وتقبيله وإيفاده أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بياترو بارولين، إعرابًا عن التّضامن والدّعم للبنان بمبادرات مادّيّة محسوسة من دون تمييز، وعدم تركه في عزلة عن العالم، وتشديده على ضرورة التّمسّك بالأرض والتّجذّر بها وعدم بيعها."