لبنان
22 شباط 2021, 12:35

اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام تردّ على تحوير مواقف البطريرك الراعي: كفى إعطاء أمثولات في التّضحية والوطنيّة... والمؤتمر الدّولي يحمي لبنان من الوصاية المقنّعة

تيلي لوميار/ نورسات
صدر عن المركز الكاثوليكيّ للإعلام البيان الآتي: "عقدت اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام اجتماعًا وتوقّفت عند الأصوات المصرّة على تحوير مواقف غبطة البطريرك المارونيّ نيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي الوطنيّة وتفسير دعوته لعقد مؤتمر دوليّ خاصّ من أجل إنقاذ لبنان على غير مقصدها".

وأسفت اللّجنة "أن يكون نجل المرجعيّة الشّيعيّة الوطنيّة المفتي الجعفريّ الممتاز الشّيخ أحمد قبلان أحد الّذين تسرّعوا في إطلاق الأحكام المسبقة على الدّعوة إلى المؤتمر الدّوليّ بدل إجراء قراءة متأنيّة للأسباب الموجبة الّتي دفعت البطريرك الرّاعي إلى إطلاق هذه الدّعوة.

فليس صحيحًا أنّ مؤتمرًا برعاية الأمم المتّحدة هدفه الإجهاز على صيغة لبنان بل الأصحّ أنّ الخوف على صيغة لبنان هو من المشاريع الغريبة عن الكيان اللّبنانيّ والمستوردة من دولة من هنا ومشروع من هناك.

وليس صحيحًا أنّ مؤتمرًا دوليًّا هدفه دعوة مقصودة أو غير مقصودة لاحتلال لبنان وتصفية سيادته بل الأصحّ أنّ مثل هذا المؤتمر هو الّذي يحمي لبنان من الاحتلال ويرفع الوصاية المقنّعة عنه ويستعيد سيادته وقراره الحرّ المخطوفين.

وليس صحيحًا أنّ البعض لا يرى لبنان إلّا بعين تل أبيب والقرار 1559 بل الأصحّ أنّ أسطوانة التّخوين باتت ممجوجة، فكيف إذا أتت ولا نظنّها إلّا من باب الخطأ من نجل المرجعة الشّيعيّة، وأنّ المطلوب اليوم حصر السّلاح بيد الشّرعيّة اللّبنانيّة وحدها وإلّا ينزلق البلد عندها إلى الكانتونات الجهنّميّة.

إنّ اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام يهمّهما التّأكيد أنّ منطق الاستقواء الّذي يستخدمه البعض أسلوبًا ونهجًا هو بعيد كلّ البعد عن أسلوب ونهج بكركي ولا يمكن اتّهامها به على الإطلاق، كما لا يمكن للبعض في مناسبة وفي غير مناسبة أن يمنّن سائر اللّبنانيّين وتحديدًا المسيحيّين بتقديم التّضحيات والدّماء في سبيل سيادة وحرّيّة واستقلال لبنان. فالجميع يعرف حجم التّضحيات الغالية الّتي دفعها بطاركة وأساقفة وكهنة ورهبان ومقاومون لبنانيّون أبطال على مذبح هذا الوطن كي يبقى وطنًا سيّدًا حرًّا من دون أيّ وصاية من أحد، وكم دفعت قيادات مسيحيّة سجنًا ونفيًا واغتيالات كي يبقى لبنان وطنًا لجميع اللّبنانيّين وليس وطنًا بديلاً أو دويلة بدلاً من الدّولة، فكفى أمثولات في التّضحية والوطنيّة وليس المسيحيّون في لبنان مَن يُعطَوا أيّ دروس في تعلّقهم بلبنان الوطن النّهائيّ.

اخيرًا، تأمّل اللّجنة الأسقفيّة ألّا يكون توقيت الحملات المتجدّدة على طرح غبطة البطريرك مرتبطًا بتشديده على تحصين اتّفاق الطّائف وتصحيح التّعثّر في تطبيقه، في وقت يسعى بعضهم إلى إطاحة هذا الاتّفاق وما ينصّ عليه من مناصفة وإلى محاولة عزل لبنان عن محيطه العربيّ.

وتسأل اللّجنة أخيرًا إن كان موقف المفتي قبلان يعبّر عن رأي المجلس الإسلاميّ الشّيعيّ الأعلى أم أنّه يغرّد خارج سرب المجلس؟".