الكنيسة في إسبانيا على خطّ المواجهة في فالنسيا التي ضربتها عاصفة دانا
تقف الكنيسة في إسبانيا في طليعة جهود الإغاثة في أعقاب الفيضانات غير المسبوقة التي دمّرت منطقة فالنسيا الجنوبيّة الأسبوع الماضي.
بدأت الفيضانات في 29 تشرين الأوّل/أكتوبر، بعد هطول أمطار مفاجئة جرفت كلّ شيء تقريبًا في طريقها. مع عدم وجود وقت للاستعداد، مات الكثير من الناس محاصرين في أمكنة تواجدهم. يوم الأحد، ارتفع عدد القتلى إلى 217، مع مخاوف من فقدان الكثيرين.
تركت العاصفة، المعروفة بالاختصار الإسباني بـدانا، العديد من الأسر من دون مياه ولا غذاء ولا كهرباء أوغيرها من الخدمات الأساسيّة. كرّر البابا فرنسيس التعبير عن قربه من شعب فالنسيا ودعا المؤمنين إلى الصلاة وتقديم الدعم للمتضرّرين.
قامت كاريتاس إسبانيا، ذراع المساعدات للكنيسة الكاثوليكيّة، على الفور بالتعبئة للاستجابة لحالة الطوارئ جنبًا إلى جنب مع منظّمات كاريتاس الأبرشيّة في فالنسيا وألباسيت، لدعم المجتمعات المتضرّرة بالتنسيق مع السلطات المحلّيّة.
وفي رسالة موجّهة إلى رجال الدين المحلّيّين، أعلنت أبرشيّة فالنسيا أنّ العطاء السنويّ (التقدمة الماليّة في الكنيسة) ليوم الكنيسة الأبرشيّ في 9 و 10 تشرين الثاني/نوفمبر، سيتمّ التبرّع به بالكامل للأبرشيّات المتضرّرة.
تقدّم الآلاف من المتطوّعين لإزالة طبقات الطين السميكة من الشوارع والمنازل والمؤسّسات التجاريّة والكنائس التي غمرتها المياه. من بينهم كهنة وراهبات ومتطوّعون شباب من مختلف أنحاء الأبرشيّة.
وفي الوقت عينه، تواصل أبرشيّات بلنسية ومجموعات الأبرشيّة المحلّيّة جمع الملابس والمواد الغذائيّة والسلع الأساسيّة، بينما يتمّ طلب التبرّعات الماليّة المباشرة من خلال كاريتاس فالنسيا. ومن بينها رعيّة نويسترا سينورا دي غراسيا دي لا توري، وهي واحدة من أكثر الأحياء تضرّرا في فالنسيا، فأُنشئ مركز لجمع المواد الغذائيّة بالتنسيق مع البلديّة والحماية المدنيّة وبمساعدة 200 متطوّع من بينهم أبناء الرعيّة وأعضاء حركتَي عمواس وإيفيتا ومواطنون عاديّون...
إعتاد ساحل البحر الأبيض المتوسّط في إسبانيا على عواصف الخريف التي يمكن أن تسبّب الفيضانات، لكنّ هذه الحلقة كانت أقوى حدث فيضانات مفاجئة في الذاكرة الحديثة وتأتي بعد جفافين طويلين في المنطقة في عامي 2022 و 2023. يقول العلماء إنّ كلتا الظاهرتيْن مرتبطتان بتغيّر المناخ الذي يسبّبه الإنسان.