لبنان
14 أيار 2024, 05:30

الكنيسة السريانيّة نسرٌ، جناحه الأوّل السريان الأرثوذكس وجناحه الثاني السريان الكاثوليك

تيلي لوميار/ نورسات
في إطار الزيارة الراعويّة التى يقوم بها البطريرك يونان لأبناء الكنيسة السريانيّة الأنطاكيّة المقيمين في لندن، قصد البطريرك الكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة، واحتفل بالقدّاس الإلهيّ بمناسبة عيد صعود الربّ يسوع إلى السماء، وذلك في رعيّة مار بهنام وسارة السريانيّة الكاثوليكيّة في لندن، المملكة المتّحدة، كما نقل الموقع الرسميّ للبطريركيّة السريانيّة الكاثوليكيّة

 

زار البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكيّ، الكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة الشقيقة، حيث ترأّس صلاة الرمش (المساء) ليوم الأحد الجديد بحسب التقويم الشرقيّ، وذلك في كاتدرائيّة مار توما، في لندن، المملكة المتّحدة.

   كان في استقباله مار أثناسيوس توما دقّما النائب البطريركيّ للسريان الأرثوذكس والأنبا أنجيلوس مطران لندن للأقباط الأرثوذكس والمطران أوراهام مطران المملكة المتّحدة وأوروبا الوسطى لكنيسة المشرق الآشوريّة، وبعضٍ من الأباء الكهنة والشمامسة وجمهور من المؤمنين

وفي نهاية صلاة الرمش كانت كلمة للمطران أثناسيوس توما دقّما قال فيها " في هذا المساء الجميل، حيث صلّينا بالطقس السرياني الجميل، زدتم على هذا الطقس بركةً وخشوعاً، ولا سيّما نحن ككنيسة سريانية نفتخر بكنيستنا، فأستطيع أن أقول إنّ الكنيسة السريانية هي نسر وقوية، قوية بتاريخها وأصالتها وتراثها وتقليدها وطقوسها ولغتها السريانية الحبيبة التي هي لغة السيّد المسيح، وقوية أيضاً بإيمانها وعقيدتها، فهي كنيسة النسر، تحلّق في هذا الفضاء".

   وأردف المطران اثناسيوس  قائلاً : "أستطيع القول إنّ النسر لا يستطيع أن يحلّق إلا بجناحين، فالجناح الأول هو السريان الأرثوذكس، والجناح الثاني هو السريان الكاثوليك. فبهذين الجناحين كنيستنا عامرة تنشر كلمة الإنجيل وتتغنّى بتراثها في كلّ أصقاع العالم".

كذلك، أشاد المطران بالتقدّم الذي أحرزته الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة منذ تسلّم البطريرك يونان مسؤوليّتها، وافتخر بكون الأب البطريرك حفيدًا لأحد بطاركة السريان الأرثوذكس من عائلة آل كسبو، وقريب البطريرك يعقوب الثاني الذي توفّي سنة 1871، ونوّه بالدور الوطنيّ الذي يؤدّيه رأس الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة الذي " نراه على الفضائيات يدافع ويقاوم الظالمين، ويطالب بحقوق المسيحيين في العراق وسوريا ولبنان ومصر والأراضي المقدسة والشرق وكلّ مكان"... و"هكذا يكون رجال الدين"..." مثلما نقرأ عن تاريخ آبائنا وأجدادنا كيف عانوا، ولكن في الوقت نفسه كانوا يدافعون ويقاومون الذي كان يقوم ضدّ الإيمان المسيحيّ".  

   بدوره قال الاب البطريرك كلمة للحضور، بعنوان "طوبى للذين لم يروا وآمنوا"، فقال غبطته:" من كلّ قلبنا نشكركم على كلماتكم اللطيفة التي تعبّر عن محبّتكم الأخويّة وعن قناعتكم الإيمانيّة، بأنّنا كنيسة سريانية واحدة بجناحيها اللذين يرفعانها إلى الآب السماويّ. وهذا ما نصبو إليه ونصلّي من أجله، ونبقى دوماً راجين أن تكون وحدتنا ككنيستين سريانيّتين مثالًا للوحدة المسيحيّة، كما قال ربّنا يسوع المسيح: كونوا واحدًا كما أنّي أنا والآب واحد".

أضاف البطريرك: "نودّ أن نعبّر لكم عن جزيل شكرنا لهذا الاستقبال الرائع الذي يذكّرنا بأنّنا كنيسة واحدة. ولا بدّ لي من أن أذكر باعتزاز بأنّني، ومنذ أن انتُخِبتُ للخدمة البطريركيّة، وأنا دومًا على تواصل، بدايةً مع المثلّث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس زكّا الأوّل عيواص، والآن مع البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني. ولا نزال نتواصل بالهاتف والرسائل، وبشكل خاصّ بالزيارات الشخصيّة، وفي كلّ مناسبة نُظهِر أنّنا كنيسة واحدة، وهذه نعمة".