الكنائس مستهدفة في كاليدونيا الجديدة
إذا كان هناك أي شيء لا يزال لغزًا، فهو السبب في إحراق ستّ كنائس عبر أرخبيل كاليدونيا الجديدة منذ منتصف تمّوز/يوليو. الشيء الوحيد المؤكد بالنسبة إلى المونسنيور ميشيل كالفيه، رئيس أساقفة نوميا "هو الرغبة في الأذى"، بالنظر إلى عدد الحرائق. استبعد المحقّقون المسار العرَضيّ منذ البداية، ولكن لماذا التهجّم على أماكن العبادة هذه؟ هنا أيضًا، من الصعب معرفة ذلك، لأنّ مشعلي الحرائق، الذين ما زالوا مجهولين، لا يتركون أي تفسير لعملهم، مع طرح خيوطٍ عدّة.
تفيد شهادات عديدة بأن شبابًا شاركوا بشكلٍ أعمّ في أعمال العنف التي أعقبت اعتماد الجمعيّة الوطنيّة في باريس قانونًا يعيد تعريف جمهور الناخبين في كاليدونيا الجديدة. ولكن هنا أيضًا، أكّد الأسقف كالفيه أنْ تمّ الإشراف عليهم من قبل البالغين، قال: "من الواضح أنّ البعض منهم استُخدم في أشياء لم يفهمها". "هناك شباب لم يفهموا المجتمع الذي وجدوا فيه، لذلك كان الأمر بالنسبة إليهم أشبه بالحفلة. كان هناك أيضًا الكثير من الكحول والقنّب بكميّات كبيرة، وفي بعض الأحيان كان الأمر مدبّرًا".
في مواجهة هذه الهجمات، القضيّة الأساسيّة هي حماية الكنائس وقد أخبر الأسقف أولاد الرعيّة أنْ ليس من المفترض به هو أن يحمي الكنائس ففهموا الرسالة وتنظّموا ليقوموا بدوريّات على مدار 24 ساعة في اليوم، لحراسة كنائسهم ومباني الرعيّة على نحوٍ سلميّ بالكامل، مع الأخذ بالاعتبار قرار الأسقف بعدم حفْظ القربان الأقدس في الكنائس المهدَّدة بالعنف.
في هذا السياق، لا يبدو أنّ السياسيّين على مستوى الوضع، وفقًا لرئيس أساقفة نوميا. «كان هناك فقدان للاتّصال بواقع معيّن من جانب السياسيّين الذين ركّزوا فقط على القضايا المؤسّسيّة البحتة والذين لا يريدون قول أيّ شيء آخر والذين، خوفًا من مناقضة أنفسهم، كرّروا الشيء عينه. وفي الوقت نفسه، غابت القضايا الاقتصاديّة عن الذاكرة وسيتمّ تذكّرها الآن بقسوة".
بعد أن أبدى رئيس الأساقفة كالفيه هذه الملاحظة، فهو متأكد من شيء واحد: "عندما تعيش في جزيرة، وتختلف مع شخص آخر، فأنت تتصرّف كما في حال حصول خلافٍ على متن قارب... يبقى الجميع على متن السفينة ولا نرمي الآخرين في البحر. بغض النظر عن كيفيّة القيام بذلك، لا يوجد بعض الأشخاص الذين لديهم حقوق وآخرون ليس لديهم حقوق".
ومع ذلك، في نظر رئيس الكنيسة الكاثوليكيّة في الأرخبيل، يبقى أمل واحد، وهو معرفة أفضل بالعقيدة الاجتماعيّة للكنيسة من جانب الزعماء التقليديّين والقادة السياسيّين للمساعدة في الخروج من هذه الأزمة.