لبنان
30 كانون الأول 2020, 14:30

الكلمة الكاملة لرئيس عامّ المرسلين اللّبنانيّين الموارنة في تدشين نصب البطريرك الحويّك في حريصا

تيلي لوميار/ نورسات
ألقى رئيس عامّ جمعيّة المرسلين اللّبنانيّين الموارنة الأب مارون مبارك، خلال تدشين نصب البطريرك الياس الحويّك في مزار سيّدة لبنان- حريصا، كلمة قال فيها:

"ليس غريبًا على من صلّى "يا سلطانة الجبال والبحار ومليكة لبناننا العزيز" أن يشيّد لها مقامًا لتحرس لبنان وأبناءه مقيمين ومغتربين، فتبسط يديها وتباركهم.

وليس عجيبًا على من امتلك رؤيا "العلم للجميع" فأنشأ المدارس للإكليروس والعلمانيّين، ورؤيا "الثّقافة والأدب" لشعبه؛ ورؤيا "الوطن الموحّد" في استراتيجيّات داخليّة وخارجيّة؛ ورؤيا "امتداد الوطن" في انتشار أبنائه؛  

ليس عجيبًا إذًا أن يمتلك فوقها كلّها؛ رؤيا الإشعاع الرّوحيّ في بناء مزار على "اسم سيّدة لبنان" ليكون واحة للصّلاة، وملجأ للتّوبة والمصالحة، ومرجعًا للتّجدّد الرّوحيّ والإنسانيّ، وملاذًا للمسافرين والمغتربين، وحضنًا عند كلّ شدّة... فنأتي إليه جميعًا لنستظلّ حماية مريم ونلتجئ إليها.

وليس جديدًا على من بنى علاقة راسخة وطويلة مع المطران يوحنّا حبيب مؤسّس جمعيّة المرسلين اللّبنانيّين الموارنة، أن يسند إلى أبناء الجمعيّة مهمّة إنشاء هذا المزار وإدارته وخدمته الرّوحيّة. فتفانى هؤلاء، مع أخواتهنّ في جمعيّة راهبات العائلة المقدّسة، في إغناء النّفوس بما زيّنهم الرّبّ من موهبة الجمعيّة وأغناهم من روحها وروحانيّتها، فكانوا ولا يزالون الوكلاء الأمناء يؤدّون الطّعام في حينه لكلّ الزّوّار على مختلف طوائفهم ومشاربهم، وهم ينتظرون بركة سيّدهم. يحقّق آباء الرّسالة اليوم رغبة المؤسّسين في خدمة الوطن والكنيسة حتّى إلى ما وراء الحدود.

لقاؤنا اليوم، وقفة وفاء للبطريرك الياس الحويّك. صديق مؤسّسنا المطران يوحنّا حبيب، وقفة تقدير لما جمعهما من حبّ الوطن والحمية الرّوحيّة والغيرة الرّسوليّة، فكرّسا كلّ قدراتهما للخدمة والعطاء، بغية النّهضة والإنماء.

لقاؤنا اليوم، وفي مناسبة الأعياد المجيدة، هو فسحة رجاء ينعش الفرح ويستنهض الهمم، أغتنمه فرصة لأقدّم الشّكر للآباء الّذين عملوا في هذا المزار ويعملون اليوم بكدّ وجهد، وللأخوات الرّاهبات اللّواتي أعطين من حبّهنّ وتعبهنّ في العمل الخفيّ والفعّال لعقود عديدة، وأيضًا الشّكر لكم يا صاحب الغبطة والنّيافة ولأسلافكم البطاركة لاحتضانكم الرّسالة الرّوحيّة في هذا المزار.

لقاؤنا اليوم وقفة وجدانيّة نستلهم فيها مسيرتهما لنشكر الرّبّ على عطاياه فيهما: بطريرك قائد حكيم، ومطران قاضٍ نزيه، فيهما نرى ما يحتاجه بلدنا اليوم الحكمة في القيادة والنّزاهة في القضاء حتّى تستقيم حالنا في حماية سيّدة لبنان."