سوريا
24 تشرين الأول 2022, 12:30

الكلمة الّتي ألقاها أفرام الثّاني في حفل تخرّج طلّاب في جامعة أنطاكية السّوريّة الخاصّة

تيلي لوميار/ نورسات
إلى الدّفعة الأولى من من طلّاب كلّيّة العلوم الإداريّة والاقتصاديّة في جامعة أنطاكية السّوريّة الخاصّة، توجّه بطريرك السّريان الأرثوذكس مار إغناطيوس أفرام الثّاني بكلمة خلال حفل تخرّجهم يوم الجمعة، قال فيها بحسب إعلام البطريركيّة:

"‎الشّتلة الغضّة الّتي زُرِعت قبل أربعة أعوام في تراب بلدنا المقدّس، قد نَمَتْ لتصبح شجرة مثمرة. نجتمع اليوم لنقطف أولى هذه الثّمار، وهي هذه الباقة المتألّقة من طلّاب كلّيّة العلوم الإداريّة والاقتصاديّة في جامعة أنطاكية السّوريّة الخاصّة.

‎أنطاكية: الإسم الّذي يدغدغ ذاكرتنا بما يحمله هذا من مكانة سياسيّة وإداريّة كعاصمة لوطننا العزيز سورية، وتراث روحيّ مشرقيّ أصيل ليس فقط لأبناء هذا الوطن العزيز، بل على مدى الجغرافية العابرة للقارّات الّتي انتقلت إليها بشرى الحياة.

‎أنطاكية الخالدة أبدًا في وجداننا وضمائرنا، تعانق اليوم ابنتها جامعة أنطاكية السّوريّة الخاصّة الّتي ترسم علامة فارقة في مسيرتها الفتيّة.

‎أيّها السّيّدات والسّادة، إنّ جامعة أنطاكية لم تتأسّس فقط لتنضمّ إلى أخواتها من الجامعات الخاصّة في سوريا لسدّ عجزٍ في استيعاب الطّلّاب، أو كمشروع تجاريّ يبتغي الرّبح. بل وُجِدَتْ لتعكس تراث كنيستنا السّريانيّة الأرثوذكسيّة الّتي عُرِفَتْ بنشاطها التّعليميّ والتّثقيفيّ في مجمل جغرافية مشرقنا هذا. يكفي أن نذكّر أنفسنا بأنّ مدرسة نصّيبين الباقية أطلالها على بعد مئات الأمتار من مدينة القامشلي تُعَدُّ الجامعة الأولى في العالم، وقد أسّسها القدّيس مار يعقوب النّصّيبينيّ، وكان أوّل مدبّر لها وخلفه تلميذه القدّيس مار أفرام السّريانيّ ملفان الكنيسة الجامعة الذّائع صيتُه في كلّ العالم، وكانت تشتمل على عدّة أقسام منها: علم الإلهيّات والفلسفة والفلك والطّبّ.

‎وقد أضحَتْ معظم أديرتنا مدارسَ وجامعاتٍ تُخرّج علماءَ في مختلف العلوم وحتّى في الرّياضيّات، كالعلّامة العظيم والفيلسوف ساويروس سابوخت النّصّيبينيّ والّذي كان أسقفًا لقنسرين جوار حلب في القرن السّابع، وإليه يعود الفضل في نقل نظام العدّ الهنديّ إلى العرب والمعروف اليوم بالأرقام العربيّة.

‎ولا بدّ لنا من إعادة التّأكيد على هدفنا أن تكون جامعة أنطاكية مميّزة، سواء من حيث المستوى العلميّ أو الحياة الجامعيّة للطّلّاب كأفراد أسرة واحدة. وكذلك من خلال اتّخاذ ما يمكن من إجراءات وتدابير تكون صديقة للبيئة ومواكبة لمسيرتنا في إعادة إعمار سورية العزيزة.

‎أيّها الحضور الكريم،

‎باسمي وباسم أعضاء مجلس أمناء جامعة أنطاكية السّوريّة الخاصّة، أتقدّم بأحرّ التّهاني للخرّيجين والخرّيجات الّذين يمشون اليوم خطواتهم الأولى في حياتهم العمليّة، بعد أربعة أعوام من الدّراسة والتّحصيل العلميّ، مذكِّرًا إيّاهم أنّ دراستَهم الجامعيّة مهما كانت متميّزة ومتفوّقة لا تمنحهم كلّ ما يلزمهم للنّجاح في حياتهم المهنيّة، بل تعطيهم مفاتيح النّجاح الّذي يجب أن يتمكّنوا منه باجتهادهم الشّخصيّ وصقل مهاراتهم من خلال الفرص الّتي ستتوفّر لهم والتّحدّيات الّتي ستصادفهم.

‎أهنّئ أيضًا ذوي الخرّيجين الّذين بحقّ يفتخرون اليوم بتخرّج أبنائهم وبناتهم، وقد قدّموا التّضحيات الجسام من أجل تعليمهم ليصلوا إلى هذا اليوم البهيج، مفتخرين بهم وعاقدين الآمال عليهم.

‎ولا بدّ لي من أن أشكر جميع كوادر جامعة أنطاكية السّوريّة الخاصّة، من أساتذة ومدرّسين وموظّفين وإداريّين، وعلى رأسهم رئيس الجامعة الدّكتور راكان رزوق الّذي يقوم برسالته بكلّ إخلاص وفرح، مقدّمًا نفسه بمثابة أب لكلّ طالب وطالبة، يُسدي إليهم النّصح والإرشاد ويوفّر كلّ ما يلزم لنجاح الطّلبة وراحتهم.

‎ألف مبروك وإلى المزيد من التّقدّم والازدهار."