الكلّاسي في مجلس إدارة تيلي لوميار وجمعيّتها العموميّة: تيلي لوميار وفضائيّاتها باقية كي تزرع الفرح والحبّ والسّلام أينما حلّت
"صاحب الغبطة والنّيافة
أصحاب السّيادة، قدس الآباء العامّين والرّئيسات العامّات،
الكهنة والرّاهبات،
الأخوة والأخوات المحترمين
أعضاء الجمعيّة العموميّة الكرام
ألله معكم
أشكر صاحب الغبطة على استقباله الدّائم لنا،
أشكركم فردًا فردًا على حضوركم ومشاركتكم في الجمعيّة العموميّة.
نشكر الله على نعمة اللّقاء بكم.
كما نشكر الله على فوز نعمة أفرام في الانتخابات النّيابيّة ونقول له مبروك والله يحمل معك هذا الصّليب.
سنة 2021 كانت من أصعب السّنين التي مرّت على تيلي لوميار وفضائيّاتها،
في انهيار شبه شامل:
أزمة غذاء وخبز وطحين، بنزين ومازوت، كهرباء، الدّواء شبه مفقود...
باتت تيلي لوميار ونورسات في هذه الأزمة مقصدًا لحاجات إنسانيّة أكثر منها إعلاميّة.
في حدّة هذه الأزمة تيلي لوميار ساهمت في تخفيف أوجاع الناس من خلال الجمعيّات التّابعة لنا "تجمّع أبناء الكنيسة" أو "جماعة الرّوح القدس للرّسالات" أو "جمعيّة نور العالم" أو "جماعة يسوع خبز الحياة"، إلخ...
الآنسة ماغي نجم على مدى أشهر كانت تقوم بمهمة الوقوف إلى جانب الفقراء والمرضى والمعوزين.
على سبيل المثال، أمّنت صهاريج ماء، كما كان يتمّ الاهتمام بالأطفال في بعض المدارس.
وتأمين المواد الأوّليّة لمطاعمنا في برج حمّود وسدّ البوشريّة للعائلات المحتاجة والعجزة.
بدون شك، كلّ المؤسّسات في بلدنا بما فيها الإعلام المسيحيّ تمرّ بأسوأ أزمة في تاريخها وتدفعنا للتّفكير أنّه بسبب خطايانا هرب الله منّا أو غاب عنّا...
هذا ليس صحيحًا.
الله حاضر أينما كان بخاصّة عند الخطأة... لأنّ الأصحّاء لا يحتاجون إلى طبيب.
إسمحوا لي انّ أخبر عن أبطال مجهولين في تيلي لوميار يشغتلون برواتب 50$ و60$ في الشّهر.
عانينا ككلّ المجتمع اللّبنانيّ، ولجأنا إلى الاقتصاد والتّدبير كي نواجه الأزمة، فكنّا نشتري 10 غالونات مازوت يوميًّا كي لا نطفىء المحطّة،
الموظفون لم يشغّلوا المكيّفات في مكاتبهم وكانوا يعملون بظلّ درجة حرارة 35 درجة توفيرًا لمادّة المازوت.
كنّا نقتصد في المحروقات فأمّنّا باصات لنقل الموظّفين إلى مكان عملهم.
كلّ ذلك كي تستمرّ هذه المحطّة، التي لعبت ولا تزال تلعب دورًا مهمًّا في حياة النّاس في الدّاخل والخارج، وهذا واضح من كمّيّة الرّسائل الإلكترونيّة والشّفهيّة وكمّيّة الاتّصالات التي تردنا إلى كافّة محطّاتنا.
ومنها رسائل الكهنة الذين يتحدّثون عن دور تيلي لوميار في تنمية دعوتهم... ورسائل المرضى في المستشفيات أو في منازلهم... وغيرها من الأمثلة.
ما تساهم به تيلي لوميار أنتم من يساهم به من خلال دعمكم ومؤازرتكم لهذه المحطّة... أنتم من يساهم معها:
في جمع كلّ الطّوائف تحت شاشة واحدة،
في تخفيف حدّة الوحدة في البيت أو في المستشفى
في تقريب المسافات بين الشّرق والغرب
في ردم الهوّة بين الإكليروس والعلمانيّين،
من غير الممكن أن تحبّ الله وأن تكره صورته، فالبشر إخوتنا في الإنسانيّة مخلوقين على صورة الله ومثاله، وهذا يعني أنّنا ملزمون بهذا الحبّ.
تيلي لوميار تساعدك كي ترى النّاحية الإيجابيّة في كلّ إنسان.
تيلي لوميار تساعدك كي تربّي عينيك حتّى ترى صورة الله في النّاس.
تيلي لوميار تساعدك كي تربّي أذنيك، كي تسمع كلّ كلمة حسنة وترذل كلّ كلمة سيئة.
تيلي لوميار تساعدك كي تربّي لسانك كي لا تستعمله للأذيّة.
تيلي لوميار تساعدك كي تمرّن ضميرك ليميّز بين الخير والشّرّ.
من أقوال العهد القديم: "ألله نارٌ آكلة"، يعني حضور الله يحرق كلّ خطيئة.
هكذا شاشة تيلي لوميار "نارٌ آكلة"... نورها، برامجها، صلواتها، تسابيحها، ترانيمها نار تحرق كلّ خطيئة.
هناك أناس كثيرون لا يدعون شاشة تيلي لوميار تنطفىء في منازلهم يعتبرونها شمعة مضاءة أمام بيت القربان وملاكهم الحارس عند النّوم.
مشوارنا في هذه الدّنيا لا يتجاوز الـ100 سنة، ومن أجمل أهدافه:
- أن نتعرّف على الله
- أن نتحدّث معه
يستحيل أن نتعرّف عليه من دون أن نتعرّف على الآخر.
ومن غير الممكن أن نتحدّث إليه من دون أن نتعلّم الصّلاة.
تيلي لوميار ونورسات تجعلك تتعرّف على الله وعلى الآخر وتعلّمك أن تصلّي.
أشكر كلّ شخص تعاطف مع تيلي لوميار بخاصّة خلال هذه الأزمة ولاسيّما الرّعايا والكنائس والأشخاص.
أشكركم على كلّ كأس ماء باردة قدّمتوها لفريق التّصوير.
أشكركم على أيّ دعم مادّيّ ولو بسيط ساهم بتجذّر واستمراريّة العاملين في هذه المحطّة.
أشكركم على أيّ دعم معنويّ جعلنا نكمل المشوار ونشعر أنّ رسالتنا سماويّة.
أشكر كلّ شخص وثق برسالة هذه المحطّة ووضع بتصرّفها إمكانيّات ولو بسيطة.
أشكركم فردًا فردًا على كلّ شي عملتموه، لدعم إخوتكم هؤلاء الصّغار في تيلي لوميار...
أشكر كلّ شخص أغنانا بتقديماته الفكريّة، من كتب أو قدّم برنامجًا أو سهّل عمل هذه الرّسالة.
مساهمتكم في هذه المحطّة تعني تنفيذ وصيّة يسوع عندما طلب منا أن نبشّر كلّ الأمم "إذهبوا في الأرض كلّها".
أنهي كلمتي وأقول مع كلّ الضّائقة الاقتصاديّة، مع كلّ التّحدّيات الدّاخليّة والإقليميّة، مع كلّ الأزمات التي نمرّ بها، مع كلّ التّشاؤم الذي نسمعه،
تيلي لوميار وفضائيّاتها مستمرّة بفضل صلواتكم وتضحياتكم ومساهماتكم.
تيلي لوميار وفضائيّاتها باقية كي تزرع الفرح والحبّ والسّلام أينما حلّت."