أخبارنا
06 حزيران 2022, 19:06

الكلّاسي في عيد تيلي لوميار: طالما هناك كنيسة وسلاحها تيلي لوميار سوف يبقى لبنان بلدًا يمطر قدّيسين

تيلي لوميار/ نورسات
متوّجة مسيرة 32 سنة من رسالة السّلام والمحبّة والتّلاقي، أقامت أسرة تيلي لوميار ونورسات قدّاسًا احتفاليًّا ترأّسه البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي في كنيسة سيّدة بكركي في الصّرح؛ عاونه فيه رئيس مجلس إدارة تيلي لوميار المطران أنطوان نبيل العنداريّ، والنّائب البطريركيّ العامّ المطران حنّا علوان، بحضور ممثّلين عن بطاركة الشّرق وعدد من الأساقفة من مختلف الكنائس الشّرقيّة. هذا وحضر القدّاس مجلس إدارة تيلي لوميار ونورسات المجلس، إضافة إلى أسرة تيلي لوميار.

وقبل البركة الختاميّة، كانت كلمة للسّيّد الكلّاسي تمحورت حول دور تيلي لوميار ونورسات في لبنان والشّرق في إلقاء الضّوء على الحقيقة والخير، مشدّدًا بالتّوازي على دور المسيحيّين وعلى ضرورة عدم تغييبهم ليبقى هذا الشّرق مزدهرًا وقد جاء فيها: 

 

"سلام المسيح معكم!

تمنّيت قبل حصول الانتخابات أو بعدها، أن أسمع أحدًا من المرشّحين أو النّواب الجدد يتكلّم عبر الشّاشات التي امتلأت بإطلالاتهم، عن وجودنا ودورنا المسيحيّ ليس فقط في لبنان بل في هذا الشّرق كافّة.   

فقد كان الجميع منهمكًا بكثرة الأحاديث عمّا آلت إليه الأوضاع في لبنان، وكأنّ كلّ واحد منهم هو المخلّص.

وبالطّبع إنّ كلّ ما تكلّموا عنه من الاحتياجات الحياتيّة الضّروريّة مهمُّ،

إنطلاقًا من دولة مبنيّة على أسس القانون، ووقف الانهيار الاقتصاديّ، مرورًا بأزمة الدّواء والطّبابة ووضع المستشفيات،

إضافة لوضع التّربية والتّعليم وصولًا لأزمة الكهرباء واستخراج الغاز والنّفط والاستثمار بالصّناعة والزّراعة،

ولا ننسى الحدّ من الهجرة والحفاظ على ترابط عائلاتنا، وتراكم الأزمات البيئيّة وأوّلها النّفايات المنتشرة على الطّرقات،

وإذا أردت تعداد الأولويّات وسواها من الأمور التي يجب أن تنجز في هذا البلد لما انتهيت...

ولكن ماذا ينفعنا لو تحققت كلّ هذه المطالب!!! ولم يبقَ أحد منّا هنا.

من سيبقى ليزور حريصا ومغدوشة أو يزور سيّدة النّوريّة...؟؟؟ 

ومن سيزور مار شربل ورفقا والحرديني؟؟؟ 

لمن ستبقى كلّ هذه المقامات والأماكن؟؟؟

ما النّفع من أن تتحقّق كلّ هذه المستلزمات، إذا ما أتانا دين براون ثانٍ ليقول لنا أنّ البواخر بانتظارنا على مرفأ جونيه؟؟ لتنقلنا إلى كندا أو أستراليا؟؟؟

ما النّفع إن بلَغنا حِكم أو أتانا حَاكم بأمره وأمَّمَ أراضي وأوقاف الكنيسةِ بحجّة العلمنة؟

فمن منّا يعرف بعد بضع سنواتٍ بيد من ستصبح أو ملكًا لمن؟ 

فلا داعي للسّؤال عمّا هي قضيّتنا؟ هذه هي قضيّتنا... القضيّة التي حملتها تيلي لوميار.

"تيلي لوميار" وفضائيّاتها تشهد على إيمان عمره ألفي سنة، لتنقل لك عبر برامجها، أنّ وجودنا في هذا الشّرق ليس صدفة إنّما هو مشيئة إلهيّة.

وجودنا هنا ليس هامشيًّا أو حشوًا ولن نرضى أن نكون حاشية لأحد، نحن ملح الأرض ونحن من جعل للشّرق نكهته المميّزة.

تيلي لوميار ما زالت تشهد مع كلّ الحروب والظّروف الصّعبة التي مرّت والتي تمرّ اليوم على لبنان، أنّ هذا البلد باقٍ، وسيبقى

أرضًا للرّسالة والقداسة،

أرضًا للكرامة والتّنوّع،

أرضًا للحقيقة والحرّيّة.

إنّ ما تقوم به "تيلي لوميار" هو أن تشهد معكم على كلّ الخير الذي يحصل. 

تيلي لوميار موجودة لتذكّرك أنّه ليس هناك من مهرب يعفيك من تنفيذ حكم إلهيّ صدر بحقّنا: "أحبّوا أعداءكم" وترجمتها الوحيدة على أرض الواقع هي أن نعيش مع بعضنا لا محالة.

كلّ من يعتقد أنّ خلاص هذا البلد سيكون على يده... فليعد حساباته، وسنقول له مسبقًا لن يحصل.

كلّ شخص يتحدّى الكنيسة، فليقف وليفكّر بجملةِ "أبواب الجحيم لن تقوى عليها".

تستوقفني سطحيّة أسئلة بعض الأشخاص الذين ألتقي بهم فيسألونني ماذا قدّمت لنا الكنيسة... لا بل يوصونني: "قل لبطريركك ألّا يتكلّم بالسّياسة أو لا يتدخّل بها...

ماذا قدّمت لنا الكنيسة... ماذا قدّمت أنت لكنيستك؟

تريدون ألّا يتعاطى البطريرك بالسّياسة...؟ البطريرك أكبر من سياساتكم... البطريرك حين يتكلّم، يتكلّم لغة وطنيّة... يتكلّم لغة المصلحة العامّة... لغة الخير العامّ.

إنّ صمود هذا البلد منذ سنوات وحتّى اليوم ليس عبثيًّا إنّما هو بسبب قداديسكم ومشاركتكم اليوميّة بالمسبحة، بسبب صلواتكم وتضرّعاتكم... ولا يمكن إلّا أن تثمر هذه الصّلوات خلاصًا لهذا البلد- فالرّبّ ليس أصمًّا...

سأروي لكم قصّة معبّرة سمعتها بنفسي في مطار بيروت من شخص لبنانيّ كان آتيًا من الغربة، فقد سأله موظّف في المطار: ما الذي أتى بك الى هنا!... "لم يعد هناك شيء في هذا البلد". فأجابه: أتيت لأتنشّق هواء الحرّيّة ولأتنفّس قداسة.

تـيلي لوميار ونورسات هي التي تحمل هواء الحرّيّة وعبق القداسة لكلّ الذين تهجّروا، ولو لم تحمل تيلي لوميار هذا الهواء ما كان هؤلاء ليعودوا إلى بلد إعلامه لا ينقل إلّا أسوأ ما يحصل فيه. 

إنّ هذا الانفلات الذي نشهده عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ وبعض الشّاشات إنّما يزيد من التّطرّف، تطرّفًا.

وهذا التّلاعب بالعقول جعل الأجيال مخدّرة أمام برامج تافهة وسطحيّة. وهذا ليس إلّا تسمّمًا روحيًّا – يدفعك للتّفكير الخطأ، وللقرار الخطأ، وللسّير في الطّريق الخطأ.

دفعونا للعيش في عالم يُظهر أنّ الجميع أشرار – هذا غير صحيح – الشّرفاء كثيرون، لا بل عندنا نفوس مقدّسة. وتيلي لوميار يكمن دورها في أن تلقي الضّوء على الخيّرين المعطائين وعلى الخمسة والتّسعين بالمئة من الشّرفاء.

تيلي لوميار هي تدخّل الله في وقت الشّدّة 

تيلي لوميار هي العنصرة في وقت الخوف

تيلي لوميار تنشر السّلام في الوقت الذي فيه يؤجّج البعض الفتنة.

وقت اليأس تيلي لوميار هي التي تقول لك انتظر هناك أشياء أخرى جميلة في هذا البلد فتمسّك بها.

وعندما يُظهِر لك الجميع أنّ البلد انتهى، وحدها تيلي لوميار تقول لك: "لبنان لا يموت فهو بلد القدّيسين - تمسّكوا به. والدّليل أنّه بالأمس تمّ تطويب راهبين.

وطالما هناك كنيسة وسلاحها تيلي لوميار سوف يبقى لبنان بلدًا يمطر قدّيسين.

هذا الحزن والألم والقلق والوجع والدّموع التي عشناها وما زلنا نعيشها، استعملوهها مواد تنظيفٍ لغسل القلوبِ من البغض والحقد والكراهية.

لا شيء مستحيلٌ عند الله، فمهما طالت هذه الأزمة، الحلّ آتٍ لا محالة، فلكلّ شيء نهاية.

وهنا سأعود للمزمور رقم إثنين الذي يصف حالتنا اليوم: "قام ملوك الأرض والرّؤساء وتآمروا معًا على الرّبّ (ومسيحيّه) وشعبه".

ويتابع المزمور بقوله:

"والسّاكن في السّموات يضحك ويستهزء بهم، حينئذٍ يكلّمهم بسخطه وبغضبه يروّعهم، وبعصاةٍ من حديدٍ يحطّمهم".

فلا يستخفّ أحد بعدالة السّماء عندما يشاء الله أن يتدخّل...

تيلي لوميار تعايدكم بعيد العنصرة وتقول لكم "بلدنا عم يخلق جديد، 

من ترابه القداسة، من شمسه الحرّيّة ومن شعبه العنيد. 

كلّ عنصرة وأنتم تعيشون الرّسالة.

كلّ عيد عنصرة وأنتم وتيلي لوميار وكلّ فضائيّاتها ولبنان مستمرّون في نشر هواء الحرّيّة وعبير القداسة.

عيد مبارك."