الكرسيّ الرّسوليّ ينضمّ إلى الاتّفاقيّة حول المناخ واتّفاقيّة باريس
"في السّادس من تمّوز يوليو عام 2022، أودع المونسنيور غابرييل جيوردانو كاتشيا، مراقب الكرسيّ الرّسوليّ الدّائم لدى الأمم المتّحدة، لدى الأمانة العامّة للأمم المتّحدة الأدوات الّتي ينضمّ بها الكرسيّ الرّسوليّ، بإسم دولة حاضرة الفاتيكان وبالنّيابة عنها، إلى اتّفاقيّة الأمم المتّحدة الإطاريّة حول التّغيّرات المناخيّة. وبالتّالي في أقرب وقت ممكن، بناءً على المتطلّبات القانونيّة المنصوص عليها في اتّفاقيّة باريس، يعتزم الكرسي الرّسوليّ، بإسم دولة حاضرة الفاتيكان وبالنّيابة عنها، أن يودع أيضًا أدوات الانضمام إلى هذه الاتّفاقيّة أيضًا.
بأدوات الانضمام الحاليّة، كما هو الحال مع أدوات الانضمام الّتي ستتبعها، والإعلان الّذي سيُرفق بهما، يعتزم الكرسيّ الرّسوليّ، بإسم دولة حاضرة الفاتيكان وبالنّيابة عنها، أن يساهم ويقدّم دعمه المعنويّ إلى جهود جميع الدّول للتّعاون، وفقًا لمسؤوليّاتها وقدرات كلّ منها، المُشتركة وإنّما المتباينة، في تقديم إجابة فعَّالة وملائمة للتّحدّيات الّتي يفرضها تغيّر المناخ على بشريّتنا وعلى بيتنا المشترك. لأنَّ تأثيرات التّحدّيات ليست بيئيّة وحسب، وإنّما هي أيضًا أخلاقيّة واجتماعيّة واقتصاديّة وسياسيّة، وتؤثّر بشكل خاصّ، على حياة الأشخاص الأشدَّ فقرًا والضّعفاء. وبهذه الطّريقة، فهي تناشد مسؤوليّتنا لكي نعزّز بالتزام جماعيّ وتضامنيّ، ثقافة رعاية تضع في المحور كرامة الشّخص البشريّ والخير العامّ. وفي هذا السّياق، يذكّر الكرسيّ الرّسوليّ بالدّعوة الملحّة الّتي وجّهها البابا فرنسيس من أجل تجديد الحوار حول الطّريقة الّتي نبني بها مستقبل الأرض. نحن بحاجة إلى مواجهة توحّدنا جميعًا، لأنّ التّحدّي البيئيّ الّذي نمرّ به وجذوره البشريّة يطالاننا ويلمساننا جميعًا.
في الإجابة على السّؤال "أيّ نوع من العالم نرغب في أن ننقله إلى أولئك الّذين سيأتون من بعدنا، وإلى الأطفال الّذين يكبرون؟"، يأمل الكرسيّ الرّسوليّ أن تساعد اتّفاقيّة الأمم المتّحدة الإطاريّة حول التّغيّرات المناخيّة واتّفاقيّة باريس في تعزيز تقارب قويّ للجميع في الالتزام إزاء الحاجة الملحّة للشّروع في تغيير مسار قادر على الانتقال بحزم وقناعة من "ثقافة الإقصاء" السّائدة في مجتمعنا إلى "ثقافة الرّعاية" لبيتنا المشترك والّذين يعيشون فيه أو سيعيشون فيه. إنَّ البشريّة تملك الوسائل لكي تواجه هذا التّحوّل الّذي يتطلّب ارتدادًا حقيقيًّا، فرديًّا ولكن أيضًا جماعيًّا، والإرادة الحازمة على السّير في هذا الطّريق. يتعلّق الأمر إذًا بالانتقال إلى نموذج تنمية أكثر تكاملاً وإدماجًا، يقوم على التّضامن والمسؤوليّة: قيمتان أساسيّتان يجب أن تكونا في أساس تنفيذ كلّ من اتّفاقيّة الأمم المتّحدة الإطاريّة حول التّغيّرات المناخيّة واتّفاقيّة باريس وستوجّهان جهود الكرسيّ الرّسولي في عمليّة التّنفيذ هذه".