أوروبا
24 تموز 2024, 07:10

الكرسي الرسوليّ يعرب عن "قلقه العميق" إزاء نموّ الخطاب النوويّ

تيلي لوميار/ نورسات
حذّر رئيس الأساقفة إيتوري باليستريرو، في حديثه في اجتماع في مقرّ الأمم المتّحدة في جنيف، من "التهديد الوجوديّ" الذي تشكّله الأسلحة النوويّة، وفق ما ورد في "فاتيكان نيوز".

ألقى رئيس الأساقفة إيتوري باليستريرو، المراقب الدائم للكرسي الرسوليّ لدى الأمم المتّحدة في جنيف، كلمة أمام لجنة الأمم المتّحدة المعنيّة بعدم انتشار الأسلحة النوويّة.

وأخبر المجتمعين في المناقشة - التي تحمل رسميًّا عنوان "اللجنة التحضيريّة الثانية لمؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النوويّة لعام 2026" – عن "القلق العميق" للكرسي الرسوليّ في شأن التصعيد النوويّ.

قال رئيس الأساقفة باليستريرو، إنّ الأسلحة النوويّة تشكّل «تهديدًا وجوديًّا»، تفاقم بسبب «البيئة الاستراتيجيّة المتوتّرة» الحاليّة و«التحديث المستمرّ وتوسيع الترسانات النوويّة».

من السمات المميّزة لدبلوماسيّة الفاتيكان في التعامل مع القضايا النوويّة أنّ امتلاك الأسلحة النوويّة، حتّى من أجل الردع، أمر خاطئ أخلاقيّا. كان هذا مبدأ أكّده رئيس الأساقفة باليستريرو، مشيرًا إلى أنّ البابا فرنسيس شدّد مؤخّرًا على عدم أخلاقيّة تصنيع الأسلحة النوويّة وامتلاكها.

ومضى رئيس الأساقفة إلى القول إنّ الكرسي الرسوليّ يشعر بالقلق إزاء "النموّ المستمرّ في الإنفاق العسكريّ المتعلّق بالأسلحة النوويّة" و"الزيادة في الخطاب والتهديدات بشأن إمكانيّة استخدامها". وقال إنّ مثل هذه الأعمال هي "إهانة للإنسانيّة جمعاء".

ثمّ قال رئيس الأساقفة باليستريرو إنّ الكرسي الرسوليّ يريد تقديم ثلاث مساهمات رئيسة في المناقشة المطروحة.

أوّلًا، قال إنْ من المهمّ الاعتراف بأنّ عدم انتشار السلاح ونزعه، بالإضافة إلى كونهما التزامين قانونيّين، هما "مسؤوليتان أخلاقيّتان تجاه أعضاء الأسرة البشريّة جميعهم".

ونقل رئيس الأساقفة عن البابا فرنسيس قوله، إبّان زيارته ناغازاكي في عام 2019، إنّ "السلام والاستقرار الدوليّين لا يُبنيان على الخوف والتهديد المتبادل بالإبادة الكاملة..وهما لا يتحقّقان إلّا على أساس أخلاقيّات عالمية للتضامن والتعاون".

ثانيًا، دعا رئيس الأساقفة إلى "حوار صادق" يهدف إلى خفض مخزونات الأسلحة النوويّة حول العالم.

وأخيرًا، أشار رئيس الأساقفة إلى أنّ الأموال التي تنفق على الأسلحة النوويّة يمكن إنفاقها بشكل أفضل على المشاريع الإنسانيّة. ولهذا السبب، قال إنّه يريد أن يكرّر اقتراح الكرسي الرسوليّ منذ أمد بعيد بإنشاء صندوق عالميّ للفقر، يموَّل من "أجزاء من الأموال التي تنفق على الأسلحة والنفقات العسكريّة الأخرى".

ختم رئيس الأساقفة باليستريرو كلمته بأن أكّد مجدّدًا "اقتناع الكرسي الرسولي الثابت" بأنّ عالمًا حرًّا من السلاح النوويّ هو "في آنٍ معًا ممكنٌ وضروريّ".