الكرسي الرسوليّ في روندا من أجل إنترنت آمن وإدماجيّ
تجنّب تجزئة الإنترنت، والحفاظ عليه آمنًا وموحَّدًا وقابلًا للتشغيل المشترك، وتعزيز الإدماج الرقميّ عن طريق خفض تكاليف البنى التحتيّة للمعلومات والاتصالات وتقليص الفجوة الرقميّة. هذه بعض النقاط التي ناقشتها أعلى السلطات الدوليّة التي تتعامل مع الإنترنت والاتصالات في كيغالي، عاصمة روندا، في اللقاء لأعلى المستويات الحكوميّة للجمعيّة السنويّة لمنتدى سياسات ICANN-80.
تمّ التأكيد، في المنتدى، أنّ التعاون بين مختلف الجماعات التقنيّة وغير التقنيّة هو أمر ضروريّ لنظام إنترنت آمن ومفتوح، وذلك بفضل ٢٥ عامًا من التعاون المتطوّر بين الجهات المؤسّساتيّة المتعدّدة. ومن بين الأمثلة السياسات الرامية إلى خفض تكاليف الحصول على الإنترنت وتعزيز شبكة إنترنت موحّدة ومتعدّدة اللغات نفّذتها الهند وبنغلاديش. في الواقع، إنَّ الإدماج الرقميّ لا يمكنه أن يتجاهل تنشئة السكّان، الذين يمكنهم من خلال النظام البيئيّ الرقميّ الوصول إلى الفرص الاجتماعيّة والاقتصاديّة والثقافيّة التي يوفّرها الإنترنت. كذلك يعدّ توافر الكهرباء وخفض الضرائب على البنى التحتيّة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أمرًا ضروريًّا، كما تشهد أيضًا خبرة بنغلاديش والتشاد.
وأكّد الاتّحاد الدوليّ للاتصالات، وكالة الأمم المتّحدة المتخصّصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، في اللقاء، أهمّيّة دعم مرونة البنى التحتيّة للاتصالات، وهو أمر أساسيّ في أثناء الوباء، والتنمية الرقميّة المستدامة. كذلك، أكّد فريق عمل هندسة الإنترنت IETF، المكوّن من فنيّين ومتخصّصين، أنْ في النظام البيئيّ الرقميّ الذي يضمّ ٤ مليارات فرد، لا بدّ من زيادة فرص التعاون لتجنّب عدم تطبيع التطبيقات التقنيّة والعكس صحيح، وعدم إصدار قوانين غير قابلة للتنفيذ من الناحية الفنيّة.
ومن بين المواضيع التي تمّ تناولها أيضًا موضوع القارّة الأفريقيّة، حيث لا يزال ٦٣% من السكّان يعيشون خارج الإنترنت، وأكّدت لجنة الأمم المتّحدة الاقتصاديّة لأفريقيا أنّ ٤٧٦ مليون شخص لا يزالون يعيشون في الفقر. وبهذا المعنى، أعادت الـ ICANN تأكيد مدى أهمّيّة التعاون لتركيز الجهود على الأهداف المشتركة لدعم البلدان الأفريقيّة في تطوير السياسات وتعزيز التنوّع والإدماج وتوفير المهارات اللازمة لإدارة سجّلات النطاق الوطنيّة الأوّليّة.