الكردينال بارولين يزور المشاريع الإنسانيّة لمنظمة فرسان مالطا في لبنان
يقوم الكردينال بييترو بارولين بزيارة لبنان لمدّة خمسة أيّام، حيث يلتقي بالكنيسة والسلطات المدنيّة ويزور المشاريع والبرامج الإنسانيّة التي تديرها منظّمة فرسان مالطا في لبنان.
تأتي زيارته في الوقت الذي يقول فيه محلّلون إنّ الحرب في الأرض المقدّسة قد تنتقل إلى الحدود مع لبنان، بما أنّ القتال اشتدّ في الأسابيع الأخيرة. وقد أدّت عودة العنف إلى البلاد إلى انتفاء الأمل في أن أسوأ الأزمات السياسيّة والاقتصاديّة التي ابتلي بها لبنان على مدى السنوات الأربع الماضية قد تمّ تجاوزها.
كان وزير خارجيّة الفاتيكان، جدّد، في القدّاس بمناسبة عيد القدّيس يوحنّا المعمدان، في بيروت، نداء البابا فرنسيس "إلى المسؤولين جميعهم، حتّى يُصار إلى انتخاب الرئيس اللبنانيّ بسرعة وحتّى تجد البلاد مرّة أخرى الاستقرار المؤسّسيّ الضروريّ جدًّا لمواجهة التحدّيات الحاليّة بجدّيّة".
ويوم الثلاثاء، قام الكردينال بارولين، يرافقه سفير منظّمة فرسان مالطا في لبنان ومسؤولو الدولة، بجولة في خدمات الرعاية الصحّيّة والدعم الاجتماعيّ للمنظمة.
في حديثها إلى إذاعة الفاتيكان، أوضحت أميمة فرح، رئيسة الاتّصالات وجمع التبرّعات في منظّمة فرسان مالطا في لبنان، أنّ الزيارة كانت مطروحة منذ عامين. لم يستطع الكردينال أن يتدبّر أمر مجيئه لكنّ العناية الإلهيّة يسّرت الرحلة فتزامنت زيارة المسؤول الفاتيكانيّ، مع احتفالات عيد شفيع المنظّمة، القدّيس يوحنّا المعمدان، وأتت في وقتٍ عصيبٍ جدًّا لوطن الأرز.
صحيحٌ أنّ الهدف الأوّل من زيارة الكردينال بارولين، كما شرحت أميمة فرح، كان المشاركة في قدّاس منظّمة مالطا-لبنان وزيارة أعمالها التي سمع عنها الكثير، "ولكن، تبيّن أنّ مجيء المسؤول البابويّ حمل رمزًا أكبر بكثير لأنّه جلب معه رسالة أملٍ ورجاء للشعب اللبنانيّ".
وأوضحت فرح أنّ منظمة فرسان مالطا-لبنان تخدم المحتاجين في عموم أنحاء البلاد وفي المناطق النائية، منذ 70 عامًا.
وتنفّذ حاليًّا 60 مشروعًا وبرنامجًا في قطاعات الرعاية الصحّيّة والرعاية الاجتماعيّة والإنسانّية والزراعيّة، تهدف، على المدى الطويل، إلى تحسين قدرة النظم الغذائيّة على الصمود من خلال تعزيز الإنتاج المستدام، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتّحدة، وخصوصًا الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة: "القضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائيّ والتغذية المحسّنة وتعزيز الزراعة المستدامة".
كانت أميمة فرح واضحةً في أنّ المنظّمة "لا تتدخّل للتعويض حيث تفشل الدولة"، وشدّدت على أنّ "هدفنا هو أن نكون قادرين على تمكين الناس وإعادة كرامتهم إليهم وسدّ الفجوة.
بالتالي، عندما تستعيد الدولة اللبنانيّة سيادتها وكيانها ومهمّتها، عندها نقدر أن نرافقها".
الآن، منظّمة مالطا-لبنان في خدمة كلّ شخصٍ محتاج من دون أيّ تصنيفاتٍ أخرى.