الكاردينال كراييفسكي شهد على "احتفال للرّحمة" في أوكرانيا
كراييفسكي أكّد أنّ هناك "لا توجد كلمات ولا دموع"، فيقول واصفًا المشهد بحسب "فاتيكان نيوز": "هناك شهدنا احتفالاً- يمكننا أن نقول ذلك- حيث قام خمسون شابًّا، معظمهم من رجال الشّرطة ورجال الإطفاء والجنود، بحفر وإخراج جثث الأوكرانيّين الّذين دفنوا هناك منذ ثلاثة أو أربعة أشهر."
وأضاف أنّ هناك "يقف المرء عاجزًا عن الكلام أمام هذا الكمّ من الرّعب. أعلم ... أنّ هناك حربًا والحرب لا تعرف الرّحمة، فهناك أيضًا قتلى. وبالتّأكيد إنّه لأمر يصعب شرحه أن ترى هذا العدد الهائل من الموتى في منطقة واحدة".
وأمام هذا المشهد، لفت كراييفسكي إلى أمر أثّر فيه كثيرًا، فقال: "كان هناك شيء واحد أثّر فيَّ كثيرًا: كان هؤلاء الشّباب الأوكرانيّون يسحبون الجثث باحترام وبصمت تامّ. بدا الأمر وكأنّه احتفال، لم يكن أحد يتكلّم ولكن كان هناك العديد من رجال الشّرطة والجنود... ما لا يقلّ عن 200 شخص. كلّ ذلك في صمت، مع احترام لا يصدّق لسرّ الموت. هناك حقًّا الكثير لنتعلّمه من هؤلاء الشّباب".
تابع: "لقد كانت حقًّا لحظة مؤثّرة أن نرى كيف تمّ نقل الجثث. يبدو أنّهم كانوا يفعلون ذلك من أجل عائلاتهم وآبائهم وأبنائهم وإخوتهم. مشيت أنا والأسقف بينهم، وكنت أتلو صلاة مسبحة الرّحمة الإلهيّة طوال الوقت، لقد قضينا 3 ساعات على الأقلّ. لم يكن بوسعي أن أفعل أيّ شيء آخر. لقد كان "احتفالًا للرّحمة"، تصرّف مجّانيّ تمامًا. والآن قد عدت إلى كرخيف، وأنا في الكنيسة لكنّني ما زلتُ أفكّر في هؤلاء الشّباب. لقد كان يومًا صعبًا، طُبع أيضًا بزيارة إلى مركز للشّرطة، تمَّ تحويله إلى غرفة تعذيب. كنت أعرف أنّني سأعثر على الكثير من القتلى لكنّني قابلت أشخاصًا أظهروا الجمال المختبئ في قلوبنا أحيانًا. لقد أظهروا جمالًا إنسانيًّا في المكان الّذي لا يمكن أن يكون فيه سوى الانتقام. ولكن لا. وقد تبادرت إلى ذهني كلمات الكتاب المقدّس بأنّه يجب التّغلّب على الشّرّ دائمًا بالخير. يقين هو بلسم على جراح هذه الحرب".
يُذكر أنّ الكاردينال كراييفسكي كان قد تعرّض، يوم السّبت، مع الوفد المرافق لنيران أسلحة خفيفة في زابوريزهيا بينما كان يسلّم المساعدات، من دون أن تُسجّل الحادثة أيّة إصابات.