الكاردينال زيناري يؤكد أن حماية المدنيين هي مسؤولية السلطات السورية والجماعة الدولية
لم تخلُ كلمات الدبلوماسي الفاتيكاني من الإشارة إلى النداءات العديدة التي أطلقتها الجماعة الدولية لصالح السلام في سورية، مذكرا بنوع خاص بالدعوات المتكررة للبابا فرنسيس كي يتم تحييد المدنيين العزل عن هذا الصراع المسلح، مع العلم أن مسألة حماية المدنيين في زمن الصراعات هي من ركائز القانون الإنساني الدولي، وهذا الأمر لا يحصل إطلاقا في سورية. وأكد السفير البابوي في دمشق أن النداءات التي يُطلقها البابا في هذا الخصوص هي موجهة في المقام الأول إلى المسؤولين عن حماية المدنيين، أي إلى السلطات المحلية. كما أن هذه المسؤولية تقع أيضا على عاتق الجماعة الدولية إذ لا يمكن القبول بالقتل المتكرر للأشخاص الأبرياء ومن بينهم عدد لا يستهان به من الأطفال.
ختاما وفي رد على سؤال بشأن التئام مجلس الأمن الدولي من أجل النظر في هذه المجزرة والرسالة التي يريد أن يوجهها الشعب السوري إلى البلدان الأعضاء في المجلس، قال السفير البابوي في سورية الكاردينال زيناري إن الشعب السوري سئم من الوضع وهو حاليا يجد صعوبة كبيرة في وضع ثقته بالجماعة الدولية، لافتا إلى أن السوريين تعبوا من الكلمات ومن القرارات الدولية التي تبقى حبرا على ورق. وقد خاب ظن الشعب وبات مشككا بقدرة الجماعة الدولية على وقف الحرب. وأكد نيافته في ختام حديثه لإذاعتنا أنه لا بد من الانتقال من القول إلى الفعل والعمل أيضا على توفير الحماية للسكان المدنيين العزل، لاسيما الأطفال.
تجدر الإشارة هنا إلى أن البابا فرنسيس وفي أعقاب مقابلته العامة مع المؤمنين بساحة القديس بطرس بالفاتيكان يوم أمس الأربعاء أطلق نداء من أجل سورية وقال إنه يشجب بشدة المجزرة غير المقبولة التي وقعت الثلاثاء في محافظة إدلب حيث قُتل عشرات الأشخاص العزّل وبينهم العديد من الأطفال. وأضاف أنه يصلي من أجل الضحايا وذويهم ويوجه نداء إلى ضمير من لديهم مسؤوليات سياسية، على الصعيد المحلي والدولي، كي تتوقف هذه المأساة ويتم تقديم الإعانة لهذا الشعب العزيز المُنهك منذ وقت طويل من الحرب. كما وشجّع البابا فرنسيس جهود الذين وبالرغم من المصاعب وانعدام الأمن، يعملون لإيصال المساعدة لسكان هذه المنطقة.