الكاردينال تشيرني يزور فالنسيا لجلب تضامن البابا إلى المتضرّرين من العاصفة دانا
بعد أيّامٍ عدّة من زيارته فالنسيا، لا يزال الكاردينال مايكل تشيرني، عميد دائرة تعزيز التنمية البشريّة المتكاملة، غير قادر على محو الصور المؤرّقة التي خلّفها فيضان دانا. زار الكاردينال المدينة الإسبانيّة، التي دمّرتها الأمطار القويّة والفيضانات في كارثة أودت بحياة أكثر من 200 شخص، وخلّفت عددًا كبيرًا من المفقودين، ودمّرت المنازل والشركات والجسور وأنظمة المترو. قام الكاردينال بهذه الزيارة ليجلب إلى المتضرّرين رسالة البابا عن القرب والتضامن.
إبّان رحلته إلى إسبانيا، زار الكاردينال أيضًا بلدات بالقرب من فالنسيا ومنها بايبورتا، مركز المأساة. وضع زهرةً أمام صورة سيّدة المنبوذين، تحيّةً لمن تضرّروا بطريقةٍ أو بأخرى، من العاصفة.
شارك الكاردينال انطباعاته وملاحظاته من الزيارة التي دامت يومين فوصف الدمار بالهائل، وتحدّث عن علامات للمستويات التي بلغتها الأمواه في الكنائس والمدارس متحدّثًا عن مترين إلى أربعة أمتار، وقال إنّ أكثر ما صدمه كان مشهد أكثر من 100000 مركبة مدمّرة في ما شكّل مقابر للسيّارات التي كدسوها فوق بعضها البعض.
في فالنسيا، التقى الكاردينال تشيرني بالسكّان المحليّين، بما في ذلك المسؤولون الحكوميّون والكهنة وعائلات الضحايا والمتطوّعون ورئيس الأساقفة إنريكي فيدال، وزاروا كلّ رعيّةٍ متضرّرة. وأعرب العديد من السكّان عن امتنانهم العميق للكنيسة، التي كانت "أوّل من فتح أبوابه وأصبح مستشفى ميدانيًّا".
وصف الكاردينال تشيرني بعض قصص البقاء على قيد الحياة بأنها "العناية الإلهيّة". وقد ألهمته أيضًا الاستجابة غير العاديّة للمتطوّعين: "التقينا بامرأة أميركيّة شابّة، محترفة رفيعة المستوى، جاءت للتطوّع. عندما سمع والدها وشقيقاها الأصغر سنًّا عن الكارثة، سافروا على الفور من الولايات المتّحدة للمساعدة. وكان نكران الذات مثالًا قويًّا على الدعوة العالميّة للخدمة التي تتجاوز الحدود والثقافات".
كان أحد أكثر المشاهد إثارة للدهشة في نظر الكاردينال هو رؤية الكنائس في فالنسيا تتحوّل إلى مراكز موقّتة لتوزيع الأغذية. وقال: "مع إغلاق المتاجر، صارت هذه الأماكن المقدّسة ضروريّة لتوزيع المساعدات وتكون بمثابة أماكن للتعاطف والإيمان والأمل وسط معاناة هائلة". "في هذه اللحظات، رأينا المسيح يغادر بيت القربان ويصبح حاضرًا - ليس أسراريًّا، ولكن في الأشخاص الذين كانوا يعانون وأولئك الذين يخدمونهم."
كان مشهد الكهنة والراهبات والمتطوّعين الذين يعملون بلا كلل في الوحل، وتقديم المشورة للأفراد المصابين بصدمات نفسيّة، وتوزيع الطعام، وتقديم التعزية شهادة قويّة وملهمة، كما قال الكاردينال.
كما سلط الكاردينال تشيرني الضوء على الروح النابضة بالحياة للكهنة الشباب في فالنسيا، الذين وصفهم بأنّهم "مبشّرون حقيقيّون". قال: "لقد جلبوا التعزية والتشجيع والمساعدة الناشطة بتفان لا يصدّق"، وعملت الراهبات اللواتي يرتدين أحذية مطاطيّة وأثواب ملطّخة بالطين جنبًا إلى جنب مع المتطوّعين الشباب وموظّفي كاريتاس.
وذكر الكاردينال مشهد أبٍ شاب مع ابنه الذي لا يتجاوز عمره عشر سنوات يعملان معًا ضمن جهود الإغاثة.
في بايبورتا، احتفل تشيرني بالقدّاس في كنيسة القدّيس جورج الشهيد مع رئيس الأساقفة بينافينت، والمونسنيور خيسوس فيداغاني، والكهنة جميعهم تقريبًا من الرعايا المتضرّرة. تمّ تقديم القدّاس على نيّة المتوفّين وأولئك الذين ما زالوا يعانون....
وفق الكاردينال تشيرني، الطريق إلى إعادة البناء في فالنسيا طويل وغير مؤكّد، وهو اعترفأنْ، "بالنسبة إلى الكثيرين، سيكون التعافي شبه مستحيل. مع ذلك، فإنّ الأمل يدوم، بفضل الجهود الدؤوبة للكنيسة، التي تستمرّ في جلب نعمة الله والعمل على شفاء أجساد المتضرّرين وعقولهم وأرواحهم من هذه الكارثة المدمّرة