الفاتيكان
29 أيلول 2022, 07:50

الكاردينال تشيرني: نعم لسياحة مستدامة وبدون استغلال

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل العالم بالأمس باليوم العالميّ للسّياحة، وللمناسبة وجّه عميد الدّائرة الفاتيكانيّة لخدمة التّنمية البشريّة المتكاملة الكاردينال مايكل تشيرني رسالة دعا فيها إلى "إعادة التّفكير في السّياحة" وتغيير مسار بإسم نشاط سياحيّ أكثر إنصافًا من أيّ وقت مضى، مقترحًا التّركيز على "السّياحة المحلّيّة" لتقدير "كنوز التّراث والمطبخ والفولكلور وحتّى الرّوحانيّة الّتي يمكن للمناطق المجاورة أن تتشاركها".

وفي رسالته كتب تشيرني بحسب "فاتيكان نيوز": "لقد كانت السّياحة بالتّأكيد إحدى "النّشاطات البشريّة الأكثر تضرّرًا" من الأزمة الّتي فرضها الوباء، ولكن يمكنها الآن أن تصبح أحد "محرّكات إعادة بناء عالم أكثر عدلاً واستدامة وتكاملاً. لذلك، فإنّ الكنيسة "تنظر إلى ولادة وتجديد السّياحة أيضًا بعيون الرّجاء"، وتدعونا إلى الرّجوع، من أجل إعادة إطلاق السّياحة، إلى تلك المبادئ الّتي ألهمت مدوّنة الأخلاق العالميّة للسّياحة، والعناصر الأساسيّة، من أجل بناء الأخوّة والصّداقة الاجتماعيّة، وإنّما وبشكل خاصّ من أجل خدمة تنمية بشريّة متكاملة.

هناك حاجة مُلحّة لتغيير المسار لكي نعرف كيف نخرج بشكل أفضل من الأزمة الّتي كشفت عن الكثير من أوجه عدم المساواة والظّلم، ولهذا السّبب يجب أن تتمّ النّشاطات السّياحيّة وفقًا لمبادئ الإنصاف والمتحوّل الاجتماعيّة. ومن هنا جاء القرب من العاملين في قطاع السّياحة الّذين يعملون وفقًا لضمير مستقيم وقد بنوا خبرة مهنيّة وحياة حول الضّيافة".  

وتشير الرّسالة إلى "روّاد الأعمال الّذين يهتمّون بالأشخاص الأشدّ ضعفًا والعاملين المعرّضين للاستغلال، ولاسيّما الموظّفون الموسميّون الّذين يؤدّون مهامًا أكثر تواضعًا في خدمة السّائحين. لذلك تأتي الدّعوة للمسيحيّين لكي يقيموا عهدًا مع جميع النّساء والرّجال ذوي النّوايا الحسنة، لأنّ هذا الأمر يجب أن يتغيّر.  

من أجل إعادة الانطلاق، من الأهمّيّة بمكان أن نحسب تأثير السّياحة على البيئة، وهذه حقيقة "مهمّة جدًّا". إلى اليوم أصبحت الحاجة إلى "التّركيز على السّياحة المحلّيّة: فنعرف كيف ننظر من حولنا ونتعرّف على كنوز التّراث والمطبخ والفولكلور وحتّى الرّوحانيّة الّتي يمكن للمناطق المجاورة أن تشاركها ونقدّرها". لهذا السّبب، يمكننا أن نعيد التّفكير في السّياسات المحلّيّة اليوم "من حيث الضّيافة ونوعيّة الحياة للسّكّان التّاريخيّين، والوافدين الجدد، وأقرب الجيران". وبالتّالي سيتعيّن أيضًا إعادة ضبط سياحة أكثر استدامة، في اتّجاه علاقة صحيحة بين البشر والخليقة، حيث يتمّ قياس استدامة السّياحة أيضًا في التّأثير على التّنوّع البيولوجيّ الطّبيعيّ والنّظم البيئيّة الاجتماعيّة، لأنّ "حماية التّنوّع البيولوجيّ والدّهشة إزاء عجائب الخليقة عليهما أن يتعايشا في سياحة تمت إعادة التّفكير فيها. وإزاء المقاومات المعاكسة، الّتي تعزّز تقليص فسحات الإدماج وتوحيد المحتوى، من الضّروريّ أن نقدّم سياحة تضع في عين الاعتبار دائمًا "الرّؤية المتكاملة للفرد"، والّتي ليست، كما يوضح الكاردينال تشيرني، مذكّرًا بكلمات البابا فرنسيس، نظريّة، وإنّما "طريقة عيش وتصرّف"، في اللّقاء مع ثقافة مختلفة، ومع تاريخها والقيم الّتي تحملها، يصل بها الأمر إلى تجديد الجماعة وتعزيز الحوار بين اللّغات الثّقافيّة المحلّيّة وأنماط حياة الزّوّار.

الكنيسة الكاثوليكيّة "حريصة جدًّا على تعزيز هذه الرّؤية المتجدّدة للسّياحة، بهدف تنمية بشريّة متكاملة". ويتمّ تمثيل أسلوب الإصغاء والمشاركة هذا من خلال المسيرة السّينودسيّة، الّتي يمكنها أن تحمل إلى المجتمع المدنيّ والمنظّمات الاقتصاديّة، قدرة أكبر على تكوين المصالح ووجهات نظر متضاربة. ستتمّ دراسة التّحدّيات المعاصرة خلال أعمال المؤتمر العالميّ الثّامن لراعويّة السّياحة، في سانتياغو دي كومبوستيلا من الخامس وحتّى الثّامن من تشرين الأوّل أكتوبر ٢٠٢٢، حدث تحت عنوان السّياحة والحجّ: مسارات رجاء. لننظر برجاء إلى حيويّة القطاع وإلى جميع الأشخاص المعنيّين وجميع الّذين يتحمّلون مسؤوليّته، وإذ ذكر بكلمات البابا فرنسيس، شجع الجميع لكي يحافظوا على شعلة الرّجاء مشتعلة."