الفاتيكان
10 تشرين الثاني 2018, 12:00

الكاردينال بارولين يتحدّث عن أهميّة النّشاط الدّبلوماسيّ

شارك أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في مؤتمر عقدته الجمعيّة الدّوليّة، المعروفة باسم "المحبّة السّياسيّة، في روما. وتخلّلت اللّقاء مداخلة للمسؤول الفاتيكانيّ استهلّها متحدثًّا عن ضرورة تحقيق التّنمية والأمن والسّلام، فضلاً عن تنفيذ إصلاحات اجتماعيّة واقتصاديّة، تماشيًا مع دعوات البابا فرنسيس في هذا الصّدد، فقال بحسب "فاتيكان نيوز".

"من هنا تأتي أهميّة تعزيز العلاقات والحوار بين رجال ونساء زماننا الرّاهن، على الرّغم من تنوّع الانتماءات العرقيّة والثّقافيّة واللّغوية والدّينيّة. إنّ مستقبل الشّعوب يعتمد على هذا التّنوع بين البشر، فضلاً عن استقرار الدّول، من أجل تحقيق تنمية بشريّة متكاملة، تتجاوب مع تطلّعات الإنسان واحتياجاته الرّئيسيّة.

كما يجب التّركيز على أهميّة تعزيز التّعاون الدّوليّ كأداة أساسيّة تعمل من خلالها الجماعة الدّوليّة على تحقيق النّموّ. وإنّ الكرسيّ الرّسوليّ يدعم كلّ النّشاطات التي تصبّ في هذا الاتّجاه، ويثني على الجهود التي تبذلها الدّول والمنظّمات الدّوليّة، بغية التّوصل إلى هذا الهدف. وأنا قلق إزاء الأزمات التي يعيشها عالمنا المعاصر، ولا تقتصر على عدم تمويل مشاريع التّنمية وحسب، إذ تتعلّق أيضًا بغياب القيم القادرة على تفعيل التزام حقيقيّ من أجل التّنمية. وفي هذا السّياق يأتي الخطاب الذي ألقاه البابا فرنسيس في مقرّ منظّمة الأغذية والزراعة للأمم المتّحدة، الفاو، في السّادس عشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2017، عندما شدّد على أهميّة أن يشكّل التّضامن والمحبّة وثقافة العطاء والأخوّة والرّحمة ركيزةً للتّعاون الدّوليّ.

كذلك، يجب حرص الدّبلوماسيّة على العلاقات الطّيبة بين الأمم، لذا إنّها تسعى إلى بنائها، لكن بغية تحقيق هذا الهدف لا بدّ أن تغتني الدّبلوماسيّة بقيم جديدة تتجاوب مع متطلّبات الأزمنة. وهذا النّهج يميّز اليوم نشاط الكرسيّ الرّسوليّ الدّبلوماسيّ يشجّعه تعليم البابا فرنسيس. والدّبلوماسيّة مدعوّة اليوم إلى تطوير أفكار واستراتيجيّات حديثة من أجل البحث عن حلول جديدة ومستدامة، وقد شدّد على هذا الأمر البابا فرنسيس في الخطاب الذي ألقاه أمام أعضاء السّلك الدّبلوماسيّ المعتمد لدى الكرسيّ الرّسوليّ في الحادي عشر من كانون الثّاني/ يناير من العام 2016.

ومن هنا ضرورة اتّخاذ خيارات مستدامة إزاء التّحدّيات الجديدة ، لا بد أن يصبح الحدس والتّمييز أداة توضع بتصرف الدّبلوماسيّ، من أجل مواجهة وتخطّي الانقسامات التي تميّز حياتنا اليومية، فضلاً عن الإحباط النّاجم عن انتشار الفقر وانعدام النّموّ."

ولم تخل مداخلة المسؤول الفاتيكانيّ من الإشارة إلى اللّقاء الذي تمّ بين البابا فرنسيس والشّعوب الأصليّة في منطقة الأمازون، عندما شدّد على أهميّة بذل كل الجهود الممكنة من أجل خلق فسحات مؤسّساتيّة تضمن الاحترام والإقرار بالآخر والحوار مع الشّعوب الأصليّة. وموقف البابا هذا يتماشى مع الإعلان بشأن حقوق الشّعوب الأصليّة الصّادر عن الأمم المتّحدة في العام 2007.

في ختام مداخلته أمام المشاركين في مؤتمر الجمعيّة الدّوليّة "المحبّة السّياسيّة"، لفت أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان إلى التزام الكرسيّ الرّسوليّ، والكنيسة الكاثوليكيّة، في إبعاد شبح الصّراعات ومرافقة الشّعوب في عمليّات السّلام والمصالحة والبحث عن حلول تفاوضيّة لتلك النّزاعات. وذكّر أيضًا بكلمة البابا قبل تلاوته صلاة التّبشير الملائكيّ، في الأول من أيلول/ سبتمبر 2013، عندما أشار إلى أنّ الدّبلوماسيّة ينبغي أن تشكّل قناة للحوار والتّعاون والمصالحة تحلّ مكان المواجهات بين الأخوة، والنّظر إلى الآخر كعدوّ ونبذه، وتحلّ مكان اللّجوء إلى القوّة، باعتبار أنّها الطّريق الأسرع لكنّها لا تقود إلى السّلام.