لبنان
24 تموز 2024, 10:00

القيادةَ ليست عملًا فرديًّا، إنّما عملُ الجماعة": الأبّاتي إدمون رزق

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفلت مدرسة سيّدة اللويزة – فيطرون بتخرّج أبنائها من المرحلة الثانويّة إلى المرحلة الجامعيّة بحضور الأبّاتي إدمون رزق، الرئيس العامّ للرهبانيّة المريميّة والأب المدبّر جان مارون الهاشم، وعدد من الآباء و النائب ندى البستاني والدكتور ميلاد السبعلي، مدير عامّ مجلس إدارة Global Education والقيّمين على مدرسة سيّدة اللويزة – فيطرون والهيئة التعليميّة، بالإضافة إلى أعضاء عائلة سيّدة اللويزة وأبنائها.

 

في مناسبة تخرّج طلّاب مدرسة سيّدة اللويزة-فيطرون، كانت للأبّاتي إدمون رزق كلمة قال فيها: "زمنٌ جديدٌ يفتحُ أُفُقَهُ اليوم. ينتهي زمنُ الدراسةِ الثانويّةِ ويبدأُ زمنُ الدراساتِ العُليا. زمانانِ متكامِلانِ، مبدأهُما وجوهرهُما نموُّكم وتحضيرُكم للحياةِ التي تشمل الأزمنة كلّها!

ها أنتم اليومَ، تبدأون مرحلةً جديدةً في حياتِكم، مرحلةً حضّرتم لها وحلمتم بها وسعيتم وصممتم لها في الزمن الأوّلّ، زمنِ التحضيرِ للانطلاقةِ الجديدة!

أضاف الآباتي: "اليوم، نحتفلُ معكم بنهايةِ الزمنِ الأوَّلِ؛ قد تعبتم وسهِرتم، وبحثتم ودرستم، ومرَّت الأيّام، وتوالتِ السنين وجاءَ اليومُ المنتظر: يومُ الرحيلِ من ربوعِ هذه المدرسة إلى العالمِ الأكبر، عالمِ الأبحاثِ والدراسات واللقاءات والتحضيرات للعملِ الأكبر، أقصدُ العملَ من أجلِ بناءِ مجتمعٍ صالحٍ وسليم، حيث تكونون روّادًا في زرع الخير والمودّة والاحترامِ والسلام!

اخترتم عنوانًا لدُفعتِكم، هو  " Les Leaders de demain" أيّ "قوّاد الغد" وهذا عنوانٌ كبيرٌ لمسؤوليّةٍ كبيرة، لأنَّ القيادةَ هي هَمٌّ ونعمةٌ، جهادٌ ووعيٌ، تمييزٌ وخدمة..."

أكمل الأبّاتي إدمون: "في هذا العنوان، شجاعةٌ أراها في عيونِكم، لأنَّ القيادةَ تستلزمُ حِسًّا بالأخوّة والانتماء، وحرصًا على الوصول مع المجتمع الذي ستقودون إلى النجاح والنموّ والازدهار!

هل تعرفون قصّة الطيور التي تسافر معًا، وتطيرُ بشكلِ V؟

الطيرُ القائد للرحلة يطيرُ في الرأسِ ويحلِّقُ خلفَه طائران، يدعمانه بالهواءِ تحتَ جناحيه. ووراءهما وعلى شكلِ V، يرفرفُ سربٌ من الطيورِ، يتقدّمون سويًّا إلى الهدفِ الجديد... يتساندونَ للوصولِ معًا ...

أمّا السرُّ الذي يلفتنا، فهو أنَّ القائدَ يتعب، فيرجعَ إلى الوراء، ويتقدّمُ حينها أحدُ الطيور الذي كان خلفَهُ، ويُكملون المسيرةَ معًا حتّى الوصولِ إلى الهدفِ المرجو. الكلّ له دوره، والكلّ يسعى معًا، وهذه إشارةٌ إلى أنّ القيادة ليست عملًا فرديًّا، إنّما عملُ الجماعة!

أُصلّي أن تكونوا قادةً مسؤولين، لأنَّ الغدَ بحاجةٍ إلى أشخاصٍ يبذلون أنفسَهم من دون تردّد في سبيل مجتمعٍ راق خيّر، يتساندُ فيه الجميعُ من أجلِ بنيانِهِ للأجيالِ المقبلة"!

قال الأبّاتي رزق أيضًا: "فلا تخافوا إذَا أن تنطلقوا معًا وتتساندوا للبلوغِ إلى المستقبل الذي ترجون!

أنتم ما يحتاجه وطنُنا الغالي!

أنتم مستقبله الواعد!

أنتم أصحاب القرار، فلا تخافوا أن تقرّروا وتعملوا من أجل بعضِكم البعض، من أجل قريتكم ومجتمعكم ووطنكم! والربّ معكم في كلّ عملٍ في سبيل الحقّ والخيرِ!

وتذكّروا جيّدًا هذا الصرح الذي أمضيتم قسمًا من حياتكم في رحابه، صرحًا أرادته الرهبانيّة المارونيّة المريميّة في خدمة الإنسان، ومع شركة Global Education سنتابع المشوار. ثقوا بالرهبانيّة وتقوّوا بمدرستكم السائرة قدُمًا نحو الأمام.  

مبروكٌ تخرّجكم لكم ولأهلكم ولمدرستكم! مبروكٌ تخرّجكم لنا، نحن الذين نشهد اليوم على نجاحكم"!

وأنهى الأبّاتي كلمته بتشجيعٍ الطلّاب قال: "انطلقوا من دون خوفٍ ولا تردُّد، واللهُ سيباركُ كلَّ مساعيكُم من أجلِ غدٍ واعدٍ أفضل".