علوم
27 أيلول 2015, 21:00

القمر الأحمر – في عددٍ من البلدان.

تمتّعت حشودٌ من الفضوليّين من أميركا إلى الهند، في ليل الأحد – الإثنين، بمشاهدة لون القمر الأحمر الغريب، لما يُعرف بظاهرة "القمر الدامي العملاق".

فعلى مدى أكثر بقليل من ساعة، تمكنّوا من معاينة مشهدٍ استثنائيّ للقمر وهو كبيرٌ ولامعٌ على نحوٍ خاصّ، آخذًا اللون الأحمر. يأتي "القمر العملاق" نتيجة مزيجٍ نادرٍ بين ظاهرتين فلكيّتين. ففي الساعات الأولى من الثامن والعشرين من أيلول، كان القمر في موقعه الأقرب من الأرض فظهر 30% أوفر لمعانًا ، و14% أكبر حجمًا من المعتاد. هذا من ناحية، ومن ناحيةٍ أخرى، كانت الأرض في التاريخ عينه، تمامًا على خطٍّ واحد مع القمر والشمس فمنعت بالتالي، القمر الذي لا ينتج نوره الخاصّ، من النور الذي يصله من الشمس والذي يعطيه لونه الأبيض المعتاد. بيد أنّ بعض الأشعّة الشمسيّة انعكست بفعل جوّ الأرض واستمرّت في إنارته فألقت بهذا اللون الأحمر الغريب عليه وتمكّنت صورٌ أُخذت في قبرص ودبي وفرنسا والأرجنتين أو في الولايات المتّحدة من التقاط تقدّم الظاهرة نحو لونها الأحمر النهائيّ. سماء لبنان هي أيضًا شهدت امتزاح ظاهرتيّ خسوف القمر والقمر الأحمر وارتسمت فيها لوحاتٌ جميلة أنست الناس بعض الوقت الأذى الذي يلحق بوطن الأرز. لم تقدر أيّ مدينةٍ هنديّةٍ كبيرةٍ من التمتّع بالمشهد أمّا في شمال البلاد فاستطاع هواةٌ من مراقبته بفضل تلسكوبات خاصّة. وفي العموم، كانت هذه المرّةَ الأولى التي يعاين فيها من هم دون الثالثة والثلاثين من العمر، "القمر الدامي العملاق". والواقع أنّ هذه الظاهرة حصلت للمرّة الأخيرة سنة 1982، وفق وكالة الفضاء الأميركيّة ولن تتكرّر قبل العام 2033. يُشار أخيرًا إلى أنّ للظاهرة أهميّتَها العلميّة، بحيث أنّ درجات الحرارة على القمر تغيّرت على نحوٍ أسرع من الزمن العاديّ ما سمح للعلماء بإجراء ملاحظاتٍ أوفر تفصيلاً بكثير لسطح القمر، ولكن العلماء قلقوا أيضًا هذه المرّة مع إطلالة القمر الأحمر العملاق أقلّ دمويّةً لأنّ لونه الحمر الباهت إنّما هو دلالة على مستوى تلوّثٍ مرتفع