دينيّة
02 كانون الأول 2014, 22:00

القديسة بربارة

تذكار برباره الشهيدة (بحسب الكنيسة المارونية) ولدت برباره في مدينة نيقوميدية. وكان ابوها ديوسيقورُس غنياً وثنياً متعصباً. فأحسن تربيتها بالهلوم والآداب. وبما انها كانت رائعة الجمال وضعها في برج حصين، واقام من حولها الاصنام لتظل متعبدة للآلهة.

فأخذت تتأمل في هذا الكون وتبحث عن مبدعه. ولم تر في الاصنام سوى حجارة صُم لا يرجي منها خير. فأتاح لها الله ان اتصلت بالمعلم فالنتيانوس فاخذ يشرح لها اسرار الديانة المسيحية وتعاليم الانجيل السامية. فأذعنت بربارة لهذا المرشد الحكيم وآمنت بالمسيح وقبلت سر العماد المقدس، ونذرت بتوليتها للرب يسوع.
وكانت مثابرة على الصلاة والتأمل وقراءة الكتب المقدسة. وامرت خدامها، وبينهم مسيحيون، بتحطيم ما حولها من الاصنام. غضب ابوها واوسعها شتماً وضرباً وطرحها في قبو مظلم، فقامت تصلِّي الى الله ليقويها على الثبات في ايمانها.
وفي الغد أتى بها ابوها، مكبَّلة بالسلاسل، الى الوالي مركيانوس. فاستشاط الوالي غيظاً من ثباتها في الايمان بالمسيح، وامر بجلدها باعصاب البقر، فتمزّق جسدها وتفجرت دماؤها، وهي صابرة صامتة.
ثم طرحوها في السجن، فظهر لها السيد المسيح وشفاها من جراحها. وفي الصباح رآها الحاكم صحيحة الجسم مُشرقة الوجه، فابتدرها قائلاً: ان الآلهة شفقت عليها وضمَّدت جراحها. فأجابت:" ان الذي شفاني هو يسوع المسيح رب الحياة والموت". فتميَّز الحاكم غيظاً وامر بجلدها ثانية حتى تناثرت لحمانها. ثم امر بقطع رأسها فتمت شهادتها عام 235. صلاتها معنا. آمين.

بربارة الشهيدة (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)
ولدت في نيقوميدية وأبوها ديوسقورس وعُرف بتعصبه لوثنيته، تلقت وتربّت على أحسن العلوم والآداب. وإذ كانت رائعة الجمال وضعها والدها في برج حصين وأقام حولها الأصنام لتحرسها ولتظل متعبدة لها، ووضع في خدمتها أناساً مسيحيين فأخبروها عن اوريجانس فكتبت اليه في الإسكندرية تسترشده، ففرح بها وأجابها برسالة رسم لها صورة الإيمان المسيحي وسلّمها الى تلميذه فالنتيانس الذي أخذ يشرح لها أسرار الديانة المسيحية، فآمنت بالمسيح ورجت منه أن يمنحها عطية العماد فكان لها مرادها. ومنذئذٍ كرّست بتوليتها للرب، فأمرت خدامها المسيحيين بتحطيم ما حولها من أصنام فأثارت بذلك غضب والدها فأوسعها ضرباً وطرحها في قبو مظلم ولكنها لم تبالِ بكل هذا بل أخذت تدافع عن إيمانها الجديد وتبين له غباوة اعتقاده وجهل أصنامه. فثار ثائره واستلّ سيفه ليفتك بها، فهربت من وجهه وأوشك أن يدركها ولكن صخرة انفتحت أمامها فدخلتها فوقف حائراً. وتضرعت اليه أن لا يتلوث بإثم فظيع ولكنه جعل يضربها وجرها من شعرها وطرحها على الحضيض وفي هذا كله كانت فرحة من أجل إيمانها.
ولكن ديوسقورس والدها أراد أن يبيّن للملأ حبه وتعلّقه بالإمبراطور، فذهب في اليوم التالي الى الوالي مركيانس وطلب إليه أن يعاقبها جزاء خيانتها. فاستشاط الإمبراطور غضباً وأمر الجلادين بضربها. وفي هذا كله لم تنطق كلمة. وزاد الوالي في عذابها فأمر بأن تُعلَّق في الفضاء ورأسها الى أسفل فأخذها الجند ونفّذوا أمر الحاكم وأخذوا يضربونها على رأسها حتى سالت منه الدماء، ثم طرحوها في السجن. فظهر لها الرب يسوع وشفاها من جراحها، مما جعل الوالي يدّعي بأن الآلهة هي التي أبرأتها. أما هي فقالت إن الذي شفاني هو يسوع ربي وإلهي. فلم يصبر الوالي على هذه الجسارة فأمر بها فمزقوها بالسياط وأمر بأن تُعرَّى من ثيابها ويطاف بها ويبصق عليها كل من يراها ولكنها تضرّعت الى الله ألاّ يسمح بأن تسلّم عذراء الى الأنظار الوحشية فجلّلها للحال سناء وصفاء بهر العيون. حينئذٍ طلب والدها من الوالي أن يسمح له بأن يقطع بيده رأسها. وهكذا كان. فطارت روحها الى الأخدار السماوية، وكان ذلك نحو سنة 235.


القديسة العظيمة في الشهيدات بربارة (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
لا نعرف تماماً لا تاريخ استشهاد القديسة بربارة ولا مكان استشهادها. بعض المصادر يجعل ذلك في مصر أو روما أو توسكانا (إيطاليا) أو آسيا الصغرى أو سواها. وفي تاريخ يتراوح بين العامين 235 – 313 للميلاد. أما عندنا فهي من بعلبك.
والرواية التي تناقلتها الأجيال عنها تفيد بأنها كانت ابنة رجل وثني متعصب ذي ثروة ومجد وجاه. اسمه ديوسفوروس. وإذ كانت بربارة جميلة الطلعة فقد غار عليها أبوها من العيون، فأقفل عليها في قصره وجعل لها كل ما تحتاج إليه وما يسليها. وإذ كان الله قد اصطفاها، كما تقول خدمتنا الليتورجية اليوم (قطعة على الأبنوس)، فقد تحرك قلبها إلى التأمل في الخليقة إلى أن بلغت الخالق وأدركت خواء الأصنام وضلال عبادتها. وبتدبير من الله التقت بربارة من بشرها بالمسيح فآمنت به ونذرت له بتولية نفسها لكي لا تلهو عنه بعريس أرضي أو تُفرض عليها الوثنية فرضاً تحت ستر الزواج. فلما اكتشف أبوها أنها قد صارت مسيحية جنّ جنونه وأسلمها إلى مرقيانوس الحاكم.
حاول مرقيانوس، باللطف أولاً، أن يستعيد بربارة إلى الوثنية فخاب قصده. وإذ تهددها وتوعدها لم تتزحزح عن رأيها، فأسلمها إلى عذابات مرّة، جلداً وتمزيقاً بالحديد وسجناً فلم يلق غبر الفشل نصيباً. إذ ذاك أسلمها إلى الموت. وقد أبى والداها، بعدما امتلأ حماقة وغيظاً، ألا أن يكون هو نفسه جلادها، فقطع رأسها بالسيف.
وقد ارتبط باسم الشهيدة بربارة، اليوم، اسم شهيدة أخرى هي إليانا (يولياني). هذه لما تأملت في الميدان الرهيب الشهيدة المجيدة بربارة مجاهدة بالجلد والتعذيبات المتنوعة وقد تقطع جسدها بجملته تحرك قلبها، وكانت وثنية، فتقدمت واعترفت بأنها هي أيضاً للمسيح فقبض عليها الجنود وعذبوها حتى الموت فحظيت بإكليل الشهادة.
هذا وللقديسة بربارة إكرام مميز في الشرق والغرب معاً. الكل يعيد لها اليوم. وقد شاع إكرامها منذ القرن الثامن أو التاسع للميلاد بعدما بانت سيرتها، كما نألفها اليوم، في القرن السابع.
كتب قانون صلاة السحر لها، عندنا، القديس استفانوس الساباوي (28 تشرين الأول). ابن أخي القديس يوحنا الدمشقي. وللقديس يوحنا الدمشقي نفسه عظة فيها.
والقديسة الشهيدة بربارة شفيعة الذين في الشدائد والأخطار. خدمتنا الليتورجية تقول عنها، وعن القديسة إليانا في آن، أنهما تلاشيان مضرة الأمراض الوبائية (إحدى قطع على يا رب إليك صرخت في صلاة المساء). ويستجير بها المعرضون لخطر الصواعق، ربما لأن أباها، كما جاء في خبرها، قتلته صاعقة إذ قفل راجعاً إلى بيته بعدما فتك بابنته. كذلك يستعين بالقديسة بربارة ذوو المهن الخطرة، كفرق المدفعية في الجيش وصناع الأسلحة وعمال المناجم والبناؤون والنجارون.
يذكر أن كنائس كثيرة بنيت على اسم القديسة بربارة واتخذت اسمها مدن عدة.
بالنسبة لرفاتها، يذكر البطريرك مكاريوس الزعيم أن جسدها نقله الملوك المسيحيون من بعلبك إلى مدينة القسطنطينية وبقي هناك. ثم لما آمن الروس بالمسيح في زمن الإمبراطور البيزنطي باسيليوس الثاني (976 -1025م). وأزوج هذا الملك أخته لفلاديمير، أمير كييف، أعطى باسيليوس أخته رفات القديسة بربارة هدية. فأخذتها معها إلى كييف. ويقول البطريرك مكاريوس أن الرفات موجودة في دير القديس ميخائيل خارج مدينة كييف. وأن جسدها باق على حاله. ناقص منه بعض الأعضاء. ويقول إنه شاهد الرفات هناك وتبرك بها.
وترنم الكنيسة للقديسة بربارة، في صلاة السحر، هذه الأنشودة المعبرة:
"يا بربارة الكلية الوقار، لما جزت سبيل الجهاد، فررت من رأي أجدادك، وكبتول حكيمة دخلت إلى ديار ربك حاملة مصباحك. وبما أنك شهيدة شجاعة، نلت نعمة لتشفي الأمراض الجسدية. فأنقذينا، نحن مادحيك، من أسواء النفس بصلواتك إلى الرب إلهنا".
(صلاة السحر – على ذكصا الاينوس)