القاصد الرسوليّ إلى أوكرانيا يتأمّل في 1000 يوم من الحرب
بينما تحيي أوكرانيا مرور 1000 يوم على اندلاع الحرب، يتأمّل رئيس الأساقفة كولبوكاس، القاصد الرسوليّ فيها، في خيبة الأمل من قدرة الهيئات الدوليّة على حلّ النزاع وفي الدور الدائم للكنيسة في غرس الرجاء والوقوف بالقرب من السكّان الذين يتعرّضون لمعاناة طويلة بسبب العدوان العسكريّ الروسيّ.
متحّدثًا عشيّة هجوم صاروخيّ روسيّ واسع النطاق على الأراضي الأوكرانيّة، شمل أكثر من 200 صاروخ وطائرة من دون طيّار، مستهدفًا البنية التحتيّة في المقام الأوّل، ولكنّه تسبّب أيضًا في وقوع إصابات بين المدنيّين، سلّط رئيس الأساقفة فيسفالداس كولبوكاس الضوء على جهود الكنيسة والمتطوّعين داخل البلاد كعلامات على الإنسانيّة وسط ظلام الحرب.
تحدّث رئيس الأساقفة عن السجناء في أوكرانيا وصعوبة تقديم المساعدة لهم في زمن الحرب، لكنّه عبّر هنا عن الثقة بقدرة الصلاة على اجتراح المعجزات.
تحدّث عن بقاء الكهنة إلى جانب رعاياهم وأكّد أنّ هذا يشكّل واحدةً من نقاط اليقين القليلة المتبقيّة للشعب الأوكرانيّ الذي يعبّر عن امتنان كبير لوجود فعلة حصاد الربّ معه.
تكلّم رئيس الأساقفة كولبوكاس عن القساوسة العسكريّين الذين يؤدّون دورًا حيويًّا، بما أنّ الجنود يعيشون في كثير من الأحيان مع عدم اليقين من البقاء على قيد الحياة. بالنسبة إليهم، تصير مسألة معنى الحياة أكثر حدّة. يذكّر القساوسة الجنود: "حتّى لو فقدت صحّتك أو حياتك أو أحبّائك، فهذه ليست النهاية. شخص ما يحبّك بغضّ النظر عن أي شيء - وهذا هو الله ". رسالة الرجاء هذه حاسمة بالنسبة إلى الجنود، بالنظر إلى التحدّيات الهائلة التي يواجهون.
عن مسار الحرب الطويلة في البلد الوروبيّ، قال القاصد الرسوليّ "إذا نظرنا إلى الوراء بعد 1000 يوم من التصعيد الواسع النطاق للحرب، فمن الواضح أنّ الصراع اشتد بدلًا من أن يتضاءل. في عام 2023، تجاوز عدد القتلى عام 2022، وفي عام 2024، صار العدد أعلى من سابقه. مع زيادة المعاناة، من الضروريّ توفير منظور مسيحيّ لمواجهة انعدام الأمن والخوف.
لم تفعل الكنيسة هذا على أكمل وجه، لكنّ كلّ راع ومؤمن يسعى جاهدًا لبذل قصارى جهده في حدود قدراته.
تكلّم رئيس الأساقفة أيضًا عن شعورٍ عميق بعدم الثقة بالمنظّمات الدوليّة، ليس أقلّها الأمم المتّحدة أو مجلس الأمن التابع لها، والتي أثبتت أنها غير كافية وغير قادرة على حلّ الأزمة. ففي نهاية المطاف، يشارك أحد أعضاء مجلس الأمن مباشرة في الصراع.
وعن المعنى في الحرب المطوَّلة أجاب رئيس الأساقفة كولبوكاس "إن مسألة إيجاد معنى في الحرب المطوّلة عميقة، وأنا أتصارع معها. شخصيًّا، ساعدتني مدّة الحرب على فهم هشاشة الأوهام التي غالبًا ما نتشبّث بها. ولكن من منظور إنسانيّ، فإن الحرب لا معنى لها".
عن الوضع الإنسانيّ في أوكرانيا، قال القاصد الرسوليّ "هناك مستويات مختلفة من الحاجة. يحتاج السجناء السابقون والأطفال العائدون إلى البلاد إلى عائلات أو مرافق للترحيب بهم..."
وقد انخفضت المساعدة في عام 2024 بشكل كبير مقارنة بعام 2022. نحن بحاجة إلى مجموعات جديرة بالثقة لتشجيع المانحين على تمويل المشاريع في المناطق التي تضاءلت فيها المعونة"...العديد من الناس في المناطق المحيطة بخاركيف يفتقرون إلى الضروريّات من الحطب للتدفئة إلى منتجات النظافة والملابس الشتويّة والمياه والطعام... وتوجد احتياجات مماثلة في زابوريزهزهيا وخيرسون، حيث يقوم الكهنة بتوصيل مياه الشرب للسكّان...الحاجّة كبيرة وملّحة....
عن دعم عائلات أسرى الحرب والمفقودين، وما الذي يساعدهم على تجنّب اليأس، قال المسؤول الكنسيّ: "يحتاج الأقارب إلى الكثير من الدعم الروحيّ. أقول لهم عندما تصلّون أو تفكر في أحبّائكم - حتّى لو لم تكونوا مؤمنين - فإنّ هذه الأفكار والصلوات تصل إليهم. مع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدعم المنظَّم لهذه الأسر. إنّها تتطلّب متخصّصين وعلماء نفس وشخص ما لمجرّد الحضور. في كثير من الأحيان، مجرّد الاستماع في صمت يساعد"...
اختتمت المقابلة مع رئيس الأساقفة بكلمته الأخيرة: "من المشجّع أن نرى مجموعات من دول مثل إيطاليا وبولندا وفرنسا وألمانيا تزور أوكرانيا. يتناقض وجودهم مع الإحصاءات الباردة التي غالبًا ما نرى في التغطية الإعلاميّة للحرب. تذكّرنا هذه الزيارات بالإنسانيّة والدفء اللذين يستمرّان حتّى في الأوقات المظلمة.
هذا الارتباط الإنسانيّ يتحدّى اليأس الذي تسعى الحرب إلى غرسه واستعادة الإيمان بالإنسانيّة. أشكر بصدق كلّ من شارك في مثل هذه المبادرات"...