لبنان
28 تشرين الثاني 2018, 14:29

الفرير كفرياشيت تحيي عيد شفيعها

في الذّكرى الـ300 لوفاة القدّيس يوحنّا دلاسال، شفيع مدرسة الفرير- كفرياشيت، احتفل النّائب البطريركيّ العامّ على رعيّة زغرتا- إهدن المطران جوزيف نفّاع بالقداس الإلهيّ في كنيسة مار يوسف- زغرتا، عاونه فيه المونسنيور إسطفان فرنجية والأبوان طوني الأهل ويوسف قسطنطين، بمشاركة منسّق المدارس اللّاساليّة في لبنان الأخ إميل عقيقي والإخوة جيني خيمة، سامي حاتم ولويس مجلي.

 

بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى نفّاع عظة قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام" :"أعتقد أنّ الفرحة كبيرة بالنّسبة لنا جميعًا، أن نحتفل بشخصيّة غيّرت التّاريخ، فالقدّيس يوحنّا دلاسال من الضّعف أخذ قوّة وأسّس مدارس، ولكن ليتنا نعلم كيف بدأ بتأسيسها، فمنذ ثلاثمئة سنة، من يعرف القليل من التّاريخ ينتبه فورًا لأهمّيّة هذا الموضوع، ففي سنة 1600 و1700 كان يوجد ظلم وجوع وقليل من النّاس يعرفون كلّ شيء ولديهم كلّ شيء ولكن كلّ الباقي كانوا مستعبدين، والّذي دفع يوحنّا دلاسال إلى فتح مدارس لم يكن فقط لتعليم مادّتي الرّياضيّات والفيزياء وأن يكون هناك أطبّاء ومهندسين بل كان الهدف الأوّل من تأسيسه لها هو أن يردّ لهؤلاء النّاس كرامتهم كبشر، ألّا يكونوا لعبة في أيدي الكبار، ليربّي جيل يعرف متى يقول نعم ومتى يقول لا، ولمن يقول نعم ولمن يقول لا. ولم نكن نعيش اليوم في ظلّ دولة، وقانون ومحاكم وتطوّر ومساواة بين النّاس، لولا هذا الحلم العظيم الّذي أطلقه هذا القدّيس.
نحن اليوم في سنة 2018 - 2019 ليس لدينا دولة ولا عدالة ولا شعب حرّ، فهم يلعبون بنا ونحن السّبب، لقد سلّمناهم رقابنا وهم يجرّوننا معهم، والقدّيس يوحنّا دلاسال يقول لنا لقد خرّبتم لي مشروعي، فعودوا من الأوّل، ونحن الحاضرون هنا الّذين وثقنا بهذا القدّيس وأتينا بأولادنا، يقول لنا أنتم لم تعلموهم ليبقوا في البيت عاطلين عن العمل، أو لتخسروهم ويصبحون في آخر الدّنيا، فأن نتعلّم أيّ أن نكون أحرارًا ولدينا كرامة ولا نترك أحد يوقفنا، فأنتم لا تجاهدون وتتعبون حتّى تكونوا تابعين لأحد. لذلك المطلوب من مدير المدرسة والأساتذة وكلّ المدارس ألّا يكون اهتمامهم فقط بتعليم مادّتي الرّياضيّات والفيزياء، بل أيضًا تعليمهم أن يكون لديهم عنفوان، عزّة نفس، يعرفون قيمة أنفسهم لا يرضون أن يشتريهم أحد ولا يبيعون أنفسهم لأحد.

أطلب منكم جميعًا، أنتم المدرسة والأهل والأولاد أن تكملوا هذا الدّور وتنمّوه، فالقصّة بيدنا. ولبنان مشكلته اليوم، أنّه ينتظر الفرج، ونحن اللّبنانيّون لم يعد لدينا سلاح سوى الانتقاد على وسائل التّواصل الاجتماعيّ، فنجد أنّ الانتقادات تطال الجميع، السّياسيّين والكنيسة والكهنة، ولكن ماذا بعد؟ تستطيعون الانتقاد قدر ما تشاؤون، ولكن سيبقى أولادنا جائعين وسوف تخسرون أولادكم ومستقبلهم. قد يكون الحلّ صعبًا وليس سهلاً ويتطلّب التّضحية، أن نضحّي بأنفسنا من أجل أولادنا، فالحياة تستجيب لكلّ إنسان عنده كرامة والله لا يترك أحدًا.
علينا اليوم أن نشكر القدّيس يوحنّا في تاريخه، كما نريد أن نجدّد وعدنا بأن نكون مسيحيّين حقيقيّين، كرامتهم لا تباع، مستعدّين أن يخسروا وأن يقاوموا لأجل الحقّ وليسوا جماعة تخاف أبدًا، ودعونا نجدّد أيضًا الوعد إلى الله وإلى القدّيس يوحنّا بأن نكون أولاد المسيح، ثقتنا كبيرة بالله لما فيه خير وتقدّم أولادنا".

من جهته قال الأخ عقيقي: "أشكر الله لأنّني طيلة المدّة الّتي عشت فيها معكم في زغرتا تعرّفت عليكم وأحببتكم، وأشكر سيّدنا الّذي علّمني اليوم الأشياء الكثيرة وذكّرني بالأشياء الّتي كنت أردّدها لكم، وأنا اليوم تأثّرت كثيرًا، لماذا؟ لأنّه لا يوجد مستشفى في لبنان إلّا ويوجد فيها أطبّاء لهم قيمتهم من مدرسة دلاسال كفرياشيت، لا يوجد بناء في زغرتا والمنطقة إلّا وفيه يد مهندس من المدرسة، وأشكرك مونسنيور فرنجية لإعطائي المجال بالكلام وأفتخر فيك أنّك كنت طالبًا في هذه المدرسة.
إخوتي، لا تخافوا أنّ التّربية في خطر اليوم، لأنّ هناك أعداء يريدون أن يهزّوا المدارس الخاصّة وإذا كانوا قادرين على ذلك فهم لا يستطيعون أن يهزّوكم أنتم الأهالي خاصّة في منطقة زغرتا والزّاوية، وإنّني أرى التّعاون والصّلابة فيكم. ويا ربّ بارك الأهل، بارك القدامى، بارك كلّ مشاريعهم، كلّ الّذين سبقونا وأنتهز الفرصة وأقول لكم إنّه على رغم كلّ الرّياح وكلّ الصّعوبات الموجودة سنبقى.
أشكر جميع الحاضرين معنا، كلّ من تعب من أجل التّحضير لهذه المئويّة، متوجّهًا إلى القدّيس يوحنّا دلاسال بصلاة وسائلاً يسوع الّذي دعي معلّمًا أن يرسل معلّمين لنا يكتبون الإنجيل في قلوب التّلاميذ ويحبّونه إلى الأبد".