الأردنّ
18 تشرين الأول 2015, 21:00

الفاتيكان يدعو مجلس الأمن لاتخاذ “إجراءات منقذة للحياة” في الشرق الأوسط

(نورسات الاردن - اليتيا) في رسالته إلى الجمعية العامة، جدد البابا فرنسيس “مناشداته فيما يخص الوضع المؤلم في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا و بلدان أفريقية أخرى، حيث اضطر المسيحيون و جماعات ثقافية و عرقية أخرى و حتى أعضاء دين الأغلبية ممن ليس لديهم الرغبة في الوقوع في شرك الحقد و الكراهية أن يشهدوا تدمير أماكن عبادتهم و تراثهم الثقافي و الديني و منازلهم و ممتلكاتهم، كما اضطروا لمواجهة البدائل إما بالهرب أو دفع ثمن التصاقهم بالخير و السلام من حياتهم الخاصة أو الاستعباد”.
يشعر الكرسي الرسولي بأنه مضطر لترديد مناشدات 12 مليون سوري من المحتاجين للمساعدات الإنسانية، بينهم 7 ملايين نازح داخلياً و 5 ملايين أصبحوا لاجئين في بلدان أخرى. و يرى وفدي أن من واجبه التنديد بالدمار الذي لا معنى له للتراث الثقافي الذي لا يقدر بثمن في سوريا. الوضع خطير جداً و يزداد سوءاً يوماً بعد يوم. و بالتالي، يجب أن تكون تسوية النزاع في سوريا على رأس أولويات هذا المجلس و جميع السلطات في سوريا و الشرق الأوسط.
إغراق المنطقة بأسلحة أكثر تدميراً لن ينهي العنف و المعاناة. ما تحتاجه المنطقة هو التفاوض و الحلول السياسية للصراعات التي لا تزال تبتلعها. المنطقة بحاجة لهذه الحلول الآن، إن كانت ستربح المعركة ضد الإرهاب، إن لم يجبر سكانها على الفرار، إن كانت الحرية و الديمقراطية ستستقر مفسحة المجال لازدهار المنطقة، إن كان قادة المنطقة سيتعلمون كيف يحلون النزاعات سلمياً، و إن كانت القوات الخارجية و القوى ستمتنع عن فرض إرادتها في المنطقة.
على أي حل دائم للصراعات في الشرق الأوسط و جميع الصراعات في العالم أن ينظر إلى الكرامة و حقوق الشخص البشري بغض النظر عن العرق أو الدين أو العقيدة السياسية و الخلافات. و قد عانى العديد من المواطنين الأفراد و الجماعات في المنطقة و لازالوا يعانون من الموت و جميع أشكال العنف بسبب دينهم أو عرقهم أو اتجاههم السياسي. لا يجب أن يسمح أبداً للإرهابيين بتدمير قرون من التعايش السلمي بين المسلمين و المسيحيين في المنطقة. يجب إدانة أكذوبة الإرهاب الذي يدعو للقتل باسم الدين بأقوى الصيغ الممكنة. كيف بإمكاننا أن نشاهد في صمت ما يتعرض له إخواننا من بني البشر من اضطهاد و نفي و قتل و حرق و قطع رؤوس فقط بسبب اختلاف عقيدتهم أو انتمائهم إلى أقلية دينية؟
الآن هو الوقت المناسب لاتخاذ إجراءات منقذ ة للحياة.