لبنان
10 شباط 2022, 11:20

العمّار من صيدا في عيد مار مارون: بالحوار والتّعاون يمكن أن نبني الوطن

تيلي لوميار/ نورسات
لمناسبة عيد مار مارون، ترأّس راعي أبرشيّة صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمّار قدّاسًا في كاتدرائيّة مار الياس الحيّ عند البوّابة الفوقا- صيدا، عاونه فيه الأب جهاد فرنسيس ممثّلاً المطران إيلي بشارة الحدّاد والخوري جان بول شربل والخوري رالف شمعون والشّدياق عبدالله بو عيد، بحضور النّائب ميشال موسى وأبناء الأبرشيّة وعدد من طلّاب الإكليريكيّة البطريركيّة في غزير.

بعد الإنجيل، كانت عظة للعمّار تناول فيها روحانيّة عيد مار مارون، ودعا إلى التّمسّك بها، فقال بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "أسباب مصيبتنا الكبرى في هذا الوطن هو عدم تحاور المسؤولين مع بعضهم البعض وانعدام الثّقة، فبالحوار والتّعاون مع بعضنا البعض يمكن أن نبني الوطن الّذي نحلم به وكما يراه العالم بلد الرّسالة.

وجودنا المسيحيّ في هذا الشّرق من وقت ما وجد على أيّام سيّدنا المسيح، والاضطهادات تلحقنا، وهذه الاضطهادات حتّى الموت ولكن مقابل هذه الاضطهادات إذا عدنا إلى تاريخنا ووجدنا كم هناك من آباء تركوا لنا إرثًا روحانيًّا مميّزًا، نرى أنفسنا به في الكنيسة العامّة وكلّ أبناء الكنيسة المؤمنة يعودون إليه ليستمدّوا منه شجاعة وروحانيّة. هذه القوّة هي كنز آبائنا القدّيسين الّذين عاشوا في هذا الشّرق وبهذا الاضطهاد. مار مارون يعلّمنا أن نعرف نسلّم ذواتنا للرّبّ، وأن نعمل ونتعب ونجاهد أن نعمل كلّ شيء لنكون أشخاصًا محترمين على كلّ هذه الأرض ولكن أهمّ دور ممكن أن نلعبه إيمانيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا وحياتيًّا، أن نكون نحن أبناء مارون أبناء المسيحيّين الّذين عاشوا في هذا الشّرق، من جهة لا نخاف من الصّعوبات ومن جهة ثانية أن نجعل قلبنا وفكرنا وروحانيّتنا منفتحة للحوار مع الجميع واللّقاء مع الجميع للتّعاون مع الجميع من أجل خير الجميع.

من أسباب مصيبتنا الكبرى في هذا الوطن أنّ المسؤولين السّياسيّين بأغلبيّتهم لا يتحاورون مع بعضهم البعض بصدق وثقة. كلّ واحد يخاف من الآخر وكلّ واحد يخاف على نفسه ولكن يجب أن نخاف من أن نبعد عن الرّبّ ولا نخاف من تلك الأشياء. إذا كانت لدينا الجرأة أن نثق بالآخر رغم وضعه الاقتصاديّ والسّياسيّ والاجتماعيّ ونتحاور معه ونكون قريبين لبعضنا بالحوار والتّعاون، يمكن ساعتئذ أن يكون لدينا وطن مثاليّ جميعنا نحلم به وكلّ العالم ينظر إلينا لأن يكون هذا الوطن وطن الرّسالة".