العلماء يستكشفون لأوّل مرة باطن المريخ ويحدّدون سمك قشرته
وتشير مجلة Scienceـ، إلى أن المسبار InSight هبط على سطح المريخ في 26 نوفمبر 2018 ، وفي 19 ديسمبر نصب بمساعدة الذراع الآلية على بعد 1.6 متر من وحدة الهبوط جهاز SEIS لقياس الموجات الزلازلية. وإن مهمته هي دراسة البنية الداخلية للكوكب وتكوينه.
وقد تمكن العلماء لأول مرة بمساعدة القياسات الجاذبية من المدار ، تحديد سمك طبقات وقشرة الكوكب بالوحدات المطلقة، في مناطق مختلفة. لذلك أصبحت نقطة قياس واحدة على السطح كافية لمعايرة سمك قشرته في جميع أنحاء الكوكب.
وتقول بريجيت كنابماير- ايندرون، رئيسة فريق البحث من معهد الجيولوجيا وعلم المعادن بجامعة كولونيا، "يمكن بمساعدة علم الزلازل، قياس تذبذبات السرعة، واختلاف سرعة انتشار الموجات الزلزالية في مختلف المواد. كما يمكننا ملاحظة ظاهرة انعكاسها وانكسارها. وكما هو معروف تتكون القشرة والوشاح من صخور مختلفة تختلف سرعة انتشار الموجات فيها، وبمساعدة هذه الاختلافات يمكن تحديد البنية الداخلية بدقة عالية".
وتبين من نتائج القياسات، أن سمك القشرة في مكان هبوط المسبار حوالي ثمانية كيلومترات، وتحتها طبقة أخرى يصل سمكها إلى حوالي عشرين كيلومترا. وربما تحت هذه الطبقة تبدأ طبقة الوشاح. أي أن قشرة الكوكب رقيقة مقارنة بقشرة الأرض. ولكن قد تكون هناك طبقة قشرة ثالثة وتحتها طبقة الوشاح.
وتسمح نتائج القياسات بتقييم كثافة مختلف طبقات قشرة المريخ.
وتقول رئيسة فريق البحث، "يمكن أن نستبعد كون القشرة بكاملها متكونة من المادة المعروفة من القياسات السطحية ومن النيازك المريخية. بيد أن النتائج تشير إلى أن الطبقة العليا مسامية بشكل غير متوقع. بالإضافة إلى ذلك ، قد توجد أنواع أخرى من الصخور في العمق. تختلف عن البازلت المرئي على السطح ".
ويعتبر سمك قشرة المريخ من المؤشرات المهمة جدًا لفهم تاريخه، لأن القشرة تكونت في مرحلة مبكرة من تكوين الكوكب من بقايا الوشاح المنصهر. لذلك فإن المعلومات عن بنيتها الحالية تعطينا معلومات عن كيفية تطور المريخ.