لبنان
29 حزيران 2020, 11:50

العبسيّ من بعبدا: نخاف أن يكون غيابنا ضريبة انفتاحنا على الكلّ

تيلي لوميار/ نورسات
زار بطريرك الرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ اليوم، على رأس وفد من مطارنة الطّائفة، رئيس الجمهوريّة اللّبنانيّة العماد ميشال عون في قصر بعبدا، بحضور الوزير السّابق سليم جريصاتي، عرضوا خلاله الوضع العامّ في لبنان وبحثوا في أمور تخصّ الطّائفة.

وألقى البطريرك العبسيّ كلمة جاء فيها نقلاً عن موقع الرّئاسة: "هذا العامّ لم نتمكّن من عقد السّينودس في حزيران في موعده بسبب جائحة الكورونا وإغلاق الحدود والخوف من العدوى، فأرجأنا عقده إلى أجل غير مسمّى. إلّا أنّ الآباء وأنا شخصيًّا أصرّوا على أنّ لا تنقطع هذه العادة الجميلة ويزوروكم ويطمئنّوا إلى صحّتكم الشّخصيّة وصحّة البلد وصحّة النّاس. فشكرًا على استقبالكم وعلى إعطائنا الوقت للقياكم بالرّغم من مشاغلكم الكثيرة وضيق وقتكم.

ما نريد أن نقوله وأن نؤكّده لكم أوّلاً يا فخامة الرّئيس، هو أن تكونوا على ثقة بأنّنا نقف إلى جانبكم، معكم، في الرّسالة الّتي تحملونها وفي المسؤوليّة الوطنيّة الكبيرة الّتي تضطلعون بها بكلّ ما أوتيتم من إمكانات، بإخلاص وأمانة وغيرة وتضحية. شاءت الأقدار بل الظّروف المختلفة، من هنا وهناك، الفرديّة والجماعيّة، المحلّيّة والعالميّة، أن يكون عهدكم من العهود الصّعبة جدًّا، إلّا أنّكم، كما عهدناكم، لا تنوؤون تحت حمل بل تتابعون السّير ناشطين في البحث عن حلول ومخارج واضعين نصب أعينكم خير لبنان أوّلاً.من ناحيتنا، نحن نضمّ جهودنا إلى جهودكم ونشبك أيدينا بأيديكم ونعمل معكم على مواجهة الأزمة والتّغلّب عليها بما عندنا من وسائل وإمكانات ومبادرات. نحن على تواصل مع الشّعب ونرغب في أن نتعاون من أجل أن يكون صوت الشّعب مسموعًا وأن تكون لهمومه أولويّة، فالرّأي العامّ ما عاد يحتمل إلّا أن نساعده، ناظرًا إلينا كعلامة رجاء في بحر من اليأس وبصيص نور في يمّ من الظّلام. مسؤوليّتنا تدعونا إلى أن نكون علامة الرّجاء هذه.

ما جئنا يا فخامة الرّئيس نزيد همًّا على همّ، لكن نستنح هذه المناسبة، ولو في ظروف يحتاج النّاس أكثر ما يحتاجون إلى ما يبقيهم على قيد الحياة، لنضع بين أيديكم موضوع التّعيينات لرئاسة لجنة الرّقابة على هيئات الضّمان، ولمدير عامّ وزارة الأشغال والطّرق، لهذين المركزين اللّذين يقوم بالمهام فيهما بالوكالة أشخاص منذ سنين طويلة، ولمدير عامّ تلفزيون لبنان الشّاغر منذ ثلاث سنوات.

هذه التّعيينات طالت في حين أنّ غيرها المتعلّق بطوائف أخرى قد أنجز من دون آليّات. لا نريد أن تضيع الأمور أو تميع بين مريد للآليّة أو رافض لها. نضع هذا الأمر بين أيدي فخامتكم ولكم أن تحسموه، ونحن كلّنا ثقة بحكمتكم في معالجة هذا الملفّ في أقرب فرصة. فالنّاس يضغطون علينا وينتظرون منّا جوابًا شافيًا ومريحًا.

أمّا الأمر الثّاني فهو أمنية كانت لنا في أن نتمثّل في الحوار الّذي عقدتموه الأسبوع الفائت لكي نكون إلى جانبكم فنغنيه ونقول ونعطي ما عندنا. فخامة الرّئيس نخاف أن يكون غيابنا ضريبة انفتاحنا على الكلّ ونبذنا التّعصّب وبعدنا عن التّحزب وميلنا عن التّوظّف ودعوتنا إلى قيمة المواطنة، فنحن نعتبر أنفسنا رسلاً إلى التّداني وجسرًا بين من لا يعرفون أو لا يستطيعون التّلاقي، وبالتّالي حضورنا هو ضرورة ومطلب".

وأثنى الرّئيس على ما جاء في كلمة العبسيّ الّتي "وصفت الحالة الّتي يعيشها لبنان بامتياز"، لافتًا بحسب موقع رئاسة الجمهوريّة إلى أنّ "الأزمة الاقتصاديّة الحاليّة بدأت قبل انتخابه وأخذت بالتّفاقم. وقال: "كان بإمكاننا أن نبدأ بالمعالجة فورًا في حينها إلّا أنّه تمّ تأجيل مشاريع كثيرة مثل تطبيق دراسة ماكينزي الّتي وضعت العام 2017، حيث تبيّن أنّ لبنان يملك قطاعات منتجة يجب الاستفادة منها لتنمية اقتصادنا، ما يمكّننا من دفع الدّيون المتراكمة، ولكن للأسف هناك ذهنيّة معيّنة تتميّز بالكسل وبتعقيد العمل، مع أشخاص هم أنفسهم أركان هذه الأزمة. وبرأيي إنّ من يسبّب الأزمة لا يستطيع حلّها، لأنّها في النّهاية هي من إنتاجه. ومنذ أحداث 17 تشرين، تفاقمت حدّة الأزمات ووصلنا إلى الحالة الّتي نعيشها اليوم."

وأكّد الرّئيس عون للوفد العمل على معالجة الأزمة، لاسيّما الشّقّ الماليّ منها.  

وضمّ الوفد: رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع المطران عصام يوحنّا درويش، ورئيس أساقفة بانياس ومرجعيون وتوابعها المطران جورج الحدّاد، ورئيس أساقفة بعلبك وتوابعها المطران الياس رحّال، ومتروبوليت بيروت وجبيل وتوابعها المطران جورج بقعوني، ومتروبوليت صور وتوابعها المطران ميخائيل أبرص، ورئيس أساقفة صيدا ودير القمر المطران إيلي بشارة حدّاد، ورئيس أساقفة طرابلس وسائر الشّمال المطران جوارجيوس ضاهر، ورئيس الدّيوان البطريركيّ الأب رامي واكيم.