لبنان
02 أيلول 2018, 10:32

العبسيّ: من أصعب ما يشعر به الإنسان هو أن يرى نفسه متروكًا على هامش الحياة

رعى بطريرك أنطاكية وأورشليم وسائر المشرق للرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ، حفل تدشين دار سيّدة السّهل للرّاهبات الباسيليّات المخلصيّات في الدّامور؛ بحضور شخصيّات وفعاليّات دينيّة، سياسيّة، اجتماعيّة، ومخاتير وأهالي البلدة بحسب الوكالة الوطنيّة للإعلام.

استهلّ الحفل بقصّ العبسي شريط افتتاح الدّار. ثم أُقيم احتفال بالمناسبة في الباحة الخارجيّة للدّار، حيث كان بداية بالنّشيد الوطنيّ، وتلاه نشيد جمعيّة الرّاهبات الباسيليّات المخلصيّات، ثمّ تقديم من ريتا شمعون، وأعقبها ترنيمة لجوقة شبيبة المخلّص.
ثمّ كانت كلمة للرّئيسة العّامة للرّاهبات الباسيليّات المخلصيّات منى وازن أكّدت فيها "أنّ رهبانيّتنا في دار سيّدة السّهل - الدّامور تقوم على خدمة المسنّين في قبولهم ومساعدتهم وتقديرهم. ومن خلال دار سيّدة السّهل ستسعى رهبانيّتنا إلى عدالة اجتماعيّة تحترم الإنسان وكرامته، وإلى تطوير تقوى المسنّين وإعادة الرّجاء إلى أفق ايمانهم. المسنّون من أهدافنا ورسالتنا واهتمامنا، انطلاقًا من تعاليم الإنجيل والكنيسة الأمّ والمعلّمة. هدفنا في هذه الدّار خدمة الإنسان أيّاً كان، وإلى أيّ دين أو طائفة انتمى، فمن خلال رسالتنا هذه نتطلّع إلى الإنسان، كلّ الإنسان وكلّ الإنسان. وإنّ رسالتنا مع هذه الفئة العمريّة من المسنّين، العمل على إبعادهم عن تجربة العزلة الدّاخليّة، وأن يكسروا طوق اليأس، فهم ليسوا عناصر سلبيّة في عالمنا، بل كانوا ولا يزالون عناصر فاعلة في مرحلة من مراحل الوجود البشريّ".

وشكرت وازن كلّ من أسهم في ايلاء شأن هذا المركز وجعله ملاذًا لكلّ مريض ومحتاج، كما شكرت البطريرك العبسيّ على رعايته للحفل، وكلّ من أسهم في انجاحه.

 

وبدوره ألقى العبسيّ كلمةً استهلّها بتوجيه الشّكر للرّئيسة العامّة وازن لدعوتها له في حفل افتتاح هذا المركز وتدشينه وجاء فيها:

"إنّ العمل الإنسانيّ الكنسيّ يأتي في هذه الأيّام ليتمّم ما سبقه من أعمال في هذا المجال حصلت، سواءً على يد الكنيسة، أو على يد غيرها من المؤسّسات الإنسانيّة الأخرى الدّينيّة وغير الدّينيّة. وإنّ هذا المركز كتلك المراكز نشأ من أمرين. الأوّل حاجة النّاس، والحاجة موجودة على الدّوام "إنّ الفقراء عندكم في كلّ حين"، بسبب ضعف البشريّة، والشّرّ الموجود في العالم. أمّا الأمر الثّاني، فانّه المحبّة. وتلاقي المحبّة والحاجة، حين تجد المحبّة الحاجة، وحين يرى المحتاج من يراه ويلمسه ويشعر به، عندئذ يصير مثل هذا المركز ممكنًا، وتتحوّل الدّمعة إلى بسمة والحزن إلى فرح، والضّيق إلى فرج، واليأس إلى رجاء. إنّ هذا المركز نشأ من قلب الرّاهبات الباسيليّات المخلصيّات، وهو يجسّد اليوم المحبّة التي تملأ قلب كلّ راهبة، محبّة السّامريّ الرّحيم التي امتدحها السّيد المسيح وطلب العمل بها، المحبّة التي تبحث عن كلّ محتاج وتذهب إليه وتأخذه على عاتقها وتعتني به.
ومن أصعب ما يشعر به الإنسان هو أن يرى نفسه متروكًا، على هامش الحياة: "كنت غريبًا فلم تؤوني. كنت عريانًا فلم تكسوني. كنت مريضًا فلم تزوروني". في حين أنّ أجمل شعور هو الشّعور بالأمان والطّمأنينة. وهذا المركز هو بيت الأمان والطّمأنينة، وهو يقول للنّاس لا تخافوا الرّاهبات المخلصيّات في خطّ السّيد المسيح".


بعدها، قدّمت وازن للعبسيّ درعًا تقديريّةً. ثمّ كرّس العبسيّ المكان بالماء المقدّس خلال جولة في أرجائه.
واختتم الاحتفال بكوكتيل للمناسبة.