الفاتيكان
21 حزيران 2022, 11:15

العبسيّ للبابا فرنسيس: للتّدخّل لدى رؤساء الدّول لرسم خطّ أحمر للوجود المسيحيّ في الشّرق

تيلي لوميار/ نورسات
خلال اللّقاء الّذي جمع الإثنين البابا فرنسيس ببطريرك الرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ وأساقفة كنيسته، قبيل افتتاح أعمال السّينودس لهذا العامّ الّذي يُعقد في روما، ألقى العبسيّ كلمة عبّر فيها عن "فرحة الآباء بهذا اللّقاء الّذي يحمل رمزيّة كبيرة"، لافتًا إلى أنّه اللّقاء الخاصّ الثّاني منذ انتخابه بطريركًا في حزيران/ يونيو 2017.

وبحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام"، أوضح العبسيّ للبابا أنّ "جدول الأعمال لهذا العام  ينطوي خصوصًا على انتخاب أساقفة جدد وعلى تثبيت الشّرع الخاصّ وعلى تحضير السّينودس الّذي دعا إليه البابا في عام 2023 والتّحضير للذّكرى المئويّة الثّالثة لإعادة الوحدة بين كنيستنا والكنيسة الرّومانيّة".

وقال: "إنّ الأزمات الّتي تعصف ببلاد الشّرق الأوسط، وتؤدّي إلى موجة هجرة الكثيرين من أبنائنا سيّما الشّباب منهم هي الأخطر منذ عقود تدفعنا للطّلب من قداستكم التّدخّل لدى رؤساء الدّول لرسم خطّ أحمر للوجود المسيحيّ في الشّرق. في ظلّ تفشّي الفقر بين عائلاتنا وتدنّي مستوى المعيشة ووقوع حالات نفسيّة ومجتمعيّة خطيرة في بيئتنا المسيحيّة.

حاولنا جميعًا ما استطعنا أن نكون إلى جانبهم، أينما وجدوا وتدخّلنا بشكل كبير في لبنان عند انفجار مرفأ بيروت، فقدّمنا ما قدّمناه وحثّينا الدّول الأوروبيّة الصّديقة على مدّ يد العون، وكانت استجابة مشكورة من بعضها إلّا أنّ الأزمة كانت ولا تزال أكبر من إمكاناتنا. بيد أنّها لن تنال منّا ولن تتمكّن من إحباط عزيمتنا ومن صدّنا عن الاستمرار والثّبات في العمل والشّهادة الإنجيليّة الّتي يريدها الرّبّ يسوع منّا في تلك البلاد الّتي زرعنا فيها. وهنا لا بدّ من أن نشكر قداستكم على كلّ ما فعلتموه وما تفعلونه من أجلنا على مختلف الأصعدة وعلى ما قدّمتموه من مساعدات.

نحن هنا نمثّل أبرشيّاتنا كلّها في البلاد الأمّ وفي بلاد الانتشار. ومن الجدير بالذّكر أنّ أبرشيّاتنا الّتي في بلاد الانتشار، لاسيّما في الولايات المتّحدة الأميركيّة وكندا وأستراليا وأوروبا، آخذة في التّضخّم بسبب هجرة أبنائنا إليها، وهذا يتطلّب عملاً راعويًّا مكثّفًا يأخذ هذه الظّاهرة في الاعتبار.

يسرّنا أيضًا أن نعلمكم بأنّنا أنشأنا في دمشق بسوريا كلّيّة للّاهوت معترفًا بها من قبل الدّولة السّوريّة من أجل تعليم طلّاب الكهنوت ومدرّسي التّعليم المسيحيّ. نرجو أن تتوسّع وأن يكون عندنا جامعة كاثوليكيّة.

أمّا العلاقات مع سائر الكنائس الشّرقيّة الكاثوليكيّة وغير الكاثوليكيّة ومع المسلمين فهي قائمة على الاحترام المتبادل والتّعاون ومستوحاة من توجيهاتكم وتوجيه أسلافكم ومن خبرة آبائنا وأجدادنا الطّويلة في هذا المجال. ورسالتكم "كلّنا إخوة" هي في ذلك دليل لنا مع وثيقة الأخوّة الّتي وقّعتموها مع شيخ الأزهر السّيّد الطّيّب. وإنّا في هذا الصّدد نودّ أن نعبّر لقداستكم عن تقديرنا لمواقفكم الرّائعة وخطواتكم الرّائدة الجريئة."  

وإختتم البطريرك العبسيّ كلمته فقال: "نصلّي نحن أيضًا من أجلكم بلا انقطاع من أجل أن تقودوا سفينة الرّبّ يسوع المسيح إلى الملكوت، طالبين بركتكم الأبويّة".