لبنان
11 كانون الأول 2018, 12:46

العبسيّ في قدّاس تنصيب بعقوني: نجاح العمل الرّاعوي مرهون بوحدةِ الرّاعي والرّعيّة معًا

ترأّس بطريرك الرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ قدّاس تنصيب راعي أبرشيّة بيروت وجبيل وتوابعهما للرّوم الملكيّين الكاثوليك المُنتَخَب وتوليته المتروبوليت جورج بقعوني، في كاتدرائيّة النّبيّ إيليّا في ساحةِ النّجمة- بيروت، شارك فيه المطران كيرلّس سليم بسترس، وممثّل عن السّفير البابويّ المونسنيور إيفان سانتوس وممثّلون رسميّون وقيادات روحيّة وزمنيّة.

 

وكانت للمناسبة كلمة ألقاها العبسيّ قال فيها بحسب موقع بطريركيّة الرّوم الملكيّين الكاثوليك: "يطيبُ لي في هذا اليومِ المُبارك أن أزُفَّ بالابتهاجِ إلى أبرشيّة بيروتَ المحروسة والمحبوبةَ من الله راعيها الجديد، ورئيس كَهَنَتِها السّادس عشر، المتروبوليت جورج بقعوني الجزيل الاحترام، الّذي اختارَهُ الرّوحُ القُدس وسينودس كنيسَتِنا الرّوميّة الملكيّة الكاثوليكيّة ليخلِف في الخدمةِ والرّسالة سيادة المتروبوليّت كيرلّس سليم بسترس الجزيلِ الوقار وكوكبة من المطارنة الّذين تعاقبوا على خدمةِ هذهِ الابرشيّة العريقة بأمانة وغيرة، وأناروا كنيستنا الملكيّة بفضيلتهم وعلمهم.

يطيب لي أن أضعَ سيادة الأخ المتروبوليت جورج وديعةً بين أيدي أبنائِنا الكهنة والرّهبان والرّاهبات والمؤمنين، طالبًا منهم أن يلتفّوا حولَه، أن يحمِلوهُ في قلوبِهم وصلواتِهم. فالرّاعي يتقوّى ويطمئنّ ويفرح بالتفافِ الرّعيّة حولَه. كما أنّني أضعُهُم هم أيضًا وديعة بين يدي سيادتِهِ لأنَّ الرّعيّة أيضًا تتقوّى وتطمئنّ وتفرح بسهَرِ راعيها عليها.

نجاحُ العملِ الرّاعوي مرهونٌ بوحدةِ الرّاعي والرّعيّة معًا، فلنُحافظ على هذهِ الوحدةِ الّتي وصّى بها وصلّى من أجلها الرّبّ يسوعُ المسيح.

الرّاعي هو للجميع، كلّهُ لكلّ واحدٍ من أبنائِهِ، للفقيرِ والغنيّ، للخاطىءِ والبارّ، للضّعيفِ والسّليم، للبعيدِ والقريب.

لا يستطيعُ الرّاعي أن يكونَ لهذا من دونِ ذاك، رُغمَ أنّهُ في وقتٍ من الأوقات يذهبُ في طَلَبِ الخروفِ الضّالّ ويذبحُ العِجلَ المُسمَّن للإبنِ الضّال ويبحثُ عن الدّرهمِ الضّائِع.

في المُقابِل، لا يستطيعُ أحدٌ، فردًا كانَ أم جماعةَ، أن يحتَكِرَ الرّاعيَ لِنَفسِهِ، الفئويّة من أيّ طرفٍ كانت تُخَرِّبُ الرّعيّة.

عندما نتكلّمُ عن الرّاعي، نتكلّمُ أيضاً عن الّذينَ يُشاركونَهُ في الرّعاية، أولادَنا الكهنة المحبوبين في الرّبّ الّذينَ لهُم كلُّ التّقديرِ والشّكر. إنَّهُم يؤلّفونَ مع الرّاعي جِسمًا واحدًا مُتناسقًا ومُتضامِنًا، منيعًا على أيِّ اختراقٍ، منَ الدّاخلِ كانَ أم منَ الخارِج، لِعِلمِنا بأنَّ تَصَدُّعَ الرّعيّة وانهيارَها مِن تَصَدُّعِ الجسمِ الإكليريكيِّ وانهيارِهِ، ولِعِلمِنا بأنَّ الإيجابيّة تبني، والسّلبيّة تَهدُم.

كنيستَنا الملكيّة تحملُ رسالةً، وكنيستنا الّتي في بيروت تحملُ هذهِ الرّسالة بنوعٍ خاصّ بمقدارِ ما للعاصمةِ من خصوصيّة بالنّسبةِ إلى سائر المدن، وما بالُك إذا كانت العاصمةُ بيروت. الرّسالةُ هي أن نكونَ مَن نحنُ، وأن نكونَ نحنُ والآخرون.

هكذا نعيشُ الإنجيل، وهكذا نشهدُ للرّبِّ يسوعَ المسيح. وهذهِ الكاتدرائيّة الّتي تقومُ بين كنائسِ ومساجد هي خيرُ صورةٍ لهذهِ الرّسالة، هذهِ الكاتدرائيّة الّتي رُفِعَت على اسم النّبيِّ إيليّا الذي يكرِّمُهُ الكلُّ ويذكرهُ في الدّعوةِ إلى الإلهِ الواحدِ الحقّ الحيّ، الّتي حملّ إيليّا لواءها بغيرةٍ وشجاعة.

باسمِ سينودسِ كنيستِنا وباسمي الشّخصيّ، أشكر كلَّ الشّكرِ سيادةَ الأخ المتروبوليت كيرلّس سليم بسترس على الخدمة النّاصعة والنّزيهة، بالسّيرةِ الحميدة والضّمير الصّالح، الّتي خدمَ بها أبرشيّة بيروت بتفانٍ ومحبّةٍ وإنسانيّة، مانِحًا لها أجملِ ما عندهُ، وعلى العمران الّذي رفعهُ فيها غيرَ عابئٍ بالتّعبِ. كافأهُ الله بالصّحّةِ وطولِ العمر وبالنّعمِ الإلهيّة الغزيرة. وباسمِ سينودس كنيستنا وباسمي أهنّئُ أبناءنا البيروتيّين بابنهم ومطرانهم، الّذي عرفوهُ في مدينتهم وأبرشيّتهم إكليريكيًّا وكاهنًا وقيّمًا عامًّا ورئيسًا للإكليريكيّة البطريركيّة، وخصوصًا مُرافِقًا ومُرشِدًا للشّبيبة.

وأشكركم وأشكرُ جميعَ الحاضرينَ على استقبالِكم لمطرانكم الجديد.

معَ الكنيسة نرفعُ كُلُّنا الصّلاةَ إلى السّيّدِ المسيح، راعي الرُعاة الأكبر والحَبر الأوّل الأعظم، من أجلكَ أيُّها الأب رئيسُ الكهنةِ جاورجيوس، أن تكونَ أعمالكَ لرعيّتِكَ قانونًا ودليلاً للإيمانِ القويم، ومعلِّمًا للقناعةِ والتّقوى والسّيرةِ الحميدة، ومثالاً للوداعةِ تحرزُ بالاتّضاع العُلى وبالفقرِ الغِنى وتتوسّلُ لخلاصِ أبنائِكَ".

 بعد التّنصيب، تقبّل المطران الجديد التّهاني في صالون الرّعيّة.