العبسيّ ترأّس الرّسامة الأسقفيّة للأب جورج اسكندر متروبوليتًا على أبرشيّة صور
بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، تمت مراسم الرّسامة، ثمّ كانت عظة للعبسيّ، هنّأ فيها الرّهبانيّة المخلّصيّة بالمطران الجديد متمنّيًا له التّوفيق في قيادة السّفينة وسط أمواج عارمة تضرب البلد. وتوجّه إليه قائلاً بحسب إعلام أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك: "أيّها الأخ المحبوب المطران جورج، هوذا أنت منطلق للصّيد، لتلقي الشّباك في أبرشيّتك، في صور الأبرشيّة الّتي تعرف البحر والصّيّادين. في الصّيد في البحر يكون غيم وصحو، هدوء وعاصفة، خوف وإقدام، نجاح وإخفاق، ضعف وقوّة. والنّاس غالبًا ما لا يرون إلّا الضّعف والإخفاق والخوف والغيم والعاصفة فينتقدوننا ويشكّكون بنا، وينعتوننا بشتّى النّعوت السّيّئة، بيد أنّنا نبقى ثابتين لأنّنا نعلم بمن آمنّا، كما يقول بولس الرّسول، لأنّنا نعلم أنّنا إنّما نصطاد باسم السّيّد المسيح وبكلمته، موقنين أنّ هذه الكلمة صادقة تنجح في كلّ ما تأمر به على ما قال النّبيّ أشعيا: "لأنّه كما ينزل المطر والثّلج من السّماء ولا يرجع إلى هناك بل يروي الأرض ويجعلها تنشىء وتنبت لتؤتي الزّارع زرعه والآكل طعامًا، كذلك تكون كلمتي التي تخرج من فمي لا ترجع إليّ فارغة بل تتمّ ما شئت وتنجح في ما أرسلت إليه" (أش 55: 10-11). وكما قال أيضًا القدّيس بولس: "إنّ كلمة الله "حيّة فعّالة وأمضى من كلّ سيف ذي حدّين، تنفذ حتّى مفرق النّفس والرّوح والأوصال والمخاخ" (عبر 4: 12). إنّما علينا لذلك أن نعمل بما يوصي به الرّسول بولس تلميذه تيموثاوس في الرّسالة الّتي اخترتها أنت وتليت علينا منذ قليل، بأن نكون قدوة: "يا تيموثاوس كن قدوة للمؤمنين بالكلام والسّيرة والمحبّة والإيمان والعفاف". أيّ أن نجعل من أنفسنا خدّامًا لرعايانا لا أن نجعل من رعايانا خدّامًا لنا، أن لا نبقي النّاس، إن اصطدناهم، في الشّباك، يتخبّطون ويختنقون، في شباك عنجهيّتنا وأنانيّتنا وتعلّقنا بالمال وتسلّطنا. إنّ الشّباك الّتي يطلب الرّبّ أن نلقيها هي شباك خلاص وحرّيّة وليست شباك هلاك وعبوديّة. عالم اليوم في ضياع وفي خوف وفي خطر لأنّه يفتقد قادة ليسوا قوّادًا ولا زعماء ولا أسيادًا، بل يكونون قدوة يعطون المثل الصّالح لرعاياهم بالقول والعمل ليبلغوا بهم إلى الخلاص. النّاس يرغبون في القيادة أمّا تلاميذ الرّبّ يسوع فيرغبون في القدوة. "يا تيموثاوس كن قدوة... إن فعلت ذلك خلّصت نفسك والّذين يستمعون إليك". من دون قادة قدوة نسير في الظّلام ونتعثّر ونهلك ونفقد الخلاص الّذي أتاحه السّيّد المسيح لنا بموته وقيامته."
وفي نهاية القدّاس كانت كلمة للمطران جورج اسكندر شكر فيها البطريرك العبسيّ والمطارنة والرّهبانيّة المخلّصيّة على "هذه المحبّة الأخويّة والثّقة الكبيرة لهذه المسؤوليّة والمهمّة الجديدة كمتروبوليت على أبرشيّة صور الكاثوليكيّة".
كما شكر للحضور والمحبّين والأصدقاء على تلبيتهم الدّعوة ومشاركتهم في هذا القدّاس، معربًا عن أمله في أن تحمل الأيّام المقبلة السّلام والاستقرار والاطمئنان لأهلنا ولوطننا الحبيب لبنان"، مؤكّدًا "متابعته المسيرة الّتي كرّس نفسه لها، كراهبًا مخلّصيًّا."
ثمّ استقبل المتروبوليت اسكندر الحضور الّذي قدّمه له التّهاني للمناسبة.