لبنان
23 كانون الثاني 2023, 13:30

العبسيّ استقبل اللّواء عبّاس ابراهيم في الرّبوة بحضور لفيف من مطارنة الرّوم الملكيّين الكاثوليك

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ في المقرّ البطريركيّ في الرّبوة المدير العامّ للأمن العامّ اللّواء عبّاس ابراهيم بحضور المطارنة جورج بقعوني، ابراهيم ابراهيم، إدوار ضاهر، إيلي بشاره حدّاد، جورج اسكندر، ورئيس الدّيوان البطريركيّ الأب رامي واكيم والعميدين منير عقيقي ومنح صوايا .

ألقى العبسيّ كلمة ترحيبيّة قال فيها: "سيادة اللّواء عبّاس إبراهيم المحترم، باسم إخوتي السّادة الأساقفة الأجلّاء وباسمي الشّخصيّ أرحّب بكم مع صحبكم الكريم سيادة العميد منح صوايا وسيادة العميد منير عقيقي في هذا المقرّ البطريركيّ الّذي تربطكم به أواصر الصّداقة والمودّة منذ زمن. زيارتكم اليوم تأتي لتثبّت هذه الأواصر وتعطيها دفعًا وزخمًا وتملأ قلوبنا فرحًا.

وتأتي زيارتكم اليوم لتدلّل بنوع خاصّ على المسؤوليّة المشتركة الّتي نشعر بها كلّنا بإزاء بلدنا المفدّى لبنان الّذي يمرّ في ظروف أليمة جدًّا بل قاتلة. المسؤوليّة المدنيّة والسّياسيّة والعسكريّة من جهة والمسؤوليّة الأدبيّة الأخلاقيّة من جهة أخرى. فواحدنا يكمّل الآخر. من أجل ذلك نُبقي باب الحوار والتّشاور والتّعاون مفتوحًا ونرى فيه السّبيل الأكثر أمانًا وفعاليّة.

السّادة الأساقفة الّذين أحبّوا أن يكونوا اليوم معكم وتعرفون معظهم  يعملون كلّ في أبرشيّته وفي ميدان عمله لخدمة أبنائنا المنتشرين على مساحة الوطن كلّها من أطرافه إلى أطرافه. ويعملون أيضًا لخدمة جميع المواطنين لاسيّما في المؤسّسات الاجتماعيّة والتّربويّة والتّعليميّة والطّبّيّة الّتي أسّسوها لهذه الغاية، موجّهين عنايتهم بنوع خاصّ إلى النّاس الّذين يتألّمون جسديًّا ونفسيًّا وإلى النّاس الأكثرِ حاجةً. السّيّد المسيح جاء من أجل أن تكون الحياة، والحياة الوافرة الكريمة، للجميع.

كنيستنا الرّوميّة الملكيّة الكاثوليكيّة معروفة منذ نشأتها أنّها في خطّ الكنيسة الجامعة، كنيسة منفتحة غير متقوقعة، تبني الجسور وتدعو إلى التّلاقي والتّفاهم والسّلام. مبدأنا هو قول السّيّد المسيح: "من طلب منك أن تمشي معه ميلًا فامشِ ميلين" أيّ أن نذهب في الحوار مع الآخر إلى أبعدِ حدّ وإلى أبعدَ من الفرض والواجب اللّذين يقسّيان القلب ويعميان الفكر في كثير من الأحيان، أن نذهب إلى أبعد من الأشياء الّتي على القياس، وفي لغة السّياسة عندنا إلى أبعد من "التّحاصص". قبل أن آخذ عليّ أن أفكّر بماذا أستطيع أو ينبغي عليّ أن أعطي. هذه الذّهنيّة الإنجيليّة هي الكفيلة بأن تنقذنا وتنقذ البشريّة جمعاء: أن لا نكون محدودين بأيّ نوع من الحدود وأن لا نوقف التّواصل.

وشخصكم يا سيادة اللّواء معروف هو أيضًا بالانفتاح والحوار، شخص يوفّق ويجمع ويؤآلف حتّى بين المتناقضين في أحيان كثيرة، شخص  فرض الاحترام والتّقدير في الدّاخل وفي الخارج، شخص يحتاج إليه لبنان في الظّروف الطّارئة ولكن أيضًا في الظّروف العاديّة الطّبيعيّة. المهمّات الكثيرة الصّعبة الّتي قمتم بها وتكلّلت بالنّجاح هي خير دليل على ذلك وخير برهان على أنّ الحوار لا بدّ منه وأنّ التّواصل لا بدّ منه للنّجاح. نرجو أن تتابعوا هذا النّهج الآن وفيما بعد.

واقع كنيستنا، الّتي هي كنيسة جامعة كما قلت، يفرض علينا الاهتمام بجميع أبنائنا في بلاد المشرق العربيّ والسّعيَ إلى توطيد أواصر المحبّة والإلفة والتّعاون فيما بينهم وفيما بينهم وبين الآخرين وأن نثبّتهم في أرضهم. واقع كنيستنا يفرض علينا بالتّالي التّنقّل بين هذه البلاد والعمل فيها. أملنا كبير وثقتنا راهنة أنّكم تأخذون هذا الأمر بعين الاعتبار لجهة تسهيل المرور والإقامة والتّأشيرات بقصد الزّواج في لبنان لأبنائنا الّذين يحتاجون إليها. نعلم أنّكم ما قصّرتم يومًا في ذلك بل كنتم تلبّون حاجاتنا بطيبة خاطر وسرعة ملحوظة. نشكركم على ذلك من قلبنا ونصلّي خصوصًا من أجلكم ومن أجل جميع معاونيكم. في صلواتنا اليوميّة ذكر للمسؤولين عنّا مدنيّين وعسكريّين. لكم حصّة في صلاتنا لكي يؤازركم الرّبّ الإله في عملكم ولكي يحفظكم ويلهمكم سواء السّبيل ويبعد عنكم كلّ مكروه.

تقديرنا لشخصكم الكريم قديم دفعنا منذ نحو خمس سنوات إلى منحكم الصّليب البطريركيّ الأورشليميّ وهو أعلى تكريم في البطريركيّة تمنحه لمن أعطى وخدم النّاس ووطنه والمجتمع. تعبيرًا عن هذا التّقدير المستمرّ وعن مودّتنا أحببنا اليوم أن نهدي إليكم تذكارًا، ميداليّةً نقشت عليها أيقونة السّيّدة العذراء، العذراء المزيّنةSanta Maria in Cosmedin ، الموجودة في كنيسة المقرّ البطريركيّ في مدينة روما بإيطاليا  والّتي أعطت اسمها للكنيسة والمقرّ. العذراء الّتي اصطفاها الله وجعلها آية للنّاس وأعطانا بواسطتها السّيّد المسيح، عيسى ابن مريم. نصلّي إليها أن تحفظنا جميعًا".