لبنان
08 شباط 2019, 10:29

الصّوريّ من المعهد الفنّيّ الأنطونيّ: حياة المؤمن أيقونة قيامة

رحّب مدير المعهد الفنّيّ الأنطونيّ في الدّكوانة الأب شربل بو عبّود بمطران زحلة وبعلبك وتوابعهما للرّوم الأرثوذكس المتروبوليت أنطونيوس الصّوريّ والوفد المرافق من الكنهة والرّهبان والرّاهبات، في المعهد حيث جالوا على أقسامه متفقّدين الأعمال الفنّيّة من موزاييك ورسم الأيقونات والخطّ العربيّ والرّسم على الزّجاج.

 

وللمناسبة، كانت كلمة لبو عبّود قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "زيارتكم إلينا تحمل في طيّاتها محبّة أبويّة وروحًا مسكونيّة معطّرة بطلّاتكم البهيّة وحضوركم المحبّب على قلبنا. لقد اقتديتم بالمسيح فتبوّأتم المراكز وحباكم الله بالكثير من العلم والفضيلة فتآجرتم بالوزنات الحسنة والصّالحة، واستحقّيتم لتواضعكم ثقة النّاس ومحبّتهم. لقد وهبكم الله ميزات حميدة، فاتّشحتم بالحكمة والفطنة، وآمنتم بالقضيّة الوطنيّة والإنسانيّة واعتنيتم بشؤون كنسيّة جمّة. وما زلتم تواصلون هذه المهام بثبات في أبرشيّتكم العزيزة في زحلة وتواصلون زرع القيم والمحبّة.
نصلّي ليتوحّد أبناء الإيمان حول عصا الرّعاية النّاطقة باسم السّيّد المسيح والّتي وحدها الثّابتة إلى انقضاء الدّهور ونتطلّع إلى تعاون ما بين الأبرشيّة والمعهد إذ نضع بين أيدكيم كلّ الإمكانيّات من أجل نشر الفنّ والثّقافة وروحانيّة الأيقونة المقدّسة.
قبل الختام، أنقل مشاعر المودّة والمحبّة لصاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر لحكمته، ولا ننسى قضيّة المطرانين المخطوفين في سوريا إذ نصلّي معكم من أجل الكشف عن مصيرهما فطريق الجلجلة طال والانتظار يخنق فينا فرح الرّجاء.

وردّ الصّوريّ قائلاً: "العودة إلى الجذور المسيحيّة أصلها المسيح يسوع الإله المتأنّس هو البداية والنّهاية الألف والياء. به كان الوجود وبدونه يفقد كلّ شيء معناه، لأنّه هو صورة الآب ورسم جوهره. نزل إلينا ليرفعنا إليه به وفيه لنعرف الآب. لمّا صار الكلمة جسدًا وحلّ بيننا اجتذبنا إلى الآب. الرّوح القدس يعرّفنا حقيقة يسوع ويوحّدنا به هو يجعلنا إيّاه لمّا يسكن فينا بالنّعمة فنصير أيقونة يسوع الحيّة في العالم.
تكشف هذا الملكوت الحاضر والّذي سيأتي في آن معًا. كلّ شيء تحقّق في ابن الله المتجسّد، الولادة الجديدة للبشريّة تمّت في يسوع المسيح، لم نعد خاضعين لسلطان الموت، بالمسيح نغلبه. حياة المؤمن أيقونة قيامة لأنّها عبور من الموت إلى الحياة بقوّة ابن الله الّتي بثّها في العالم على الصّليب، عنيت بها نعمة الرّوح القدس.
ليست المسيحيّة فلسفة ونظريّات هي حقيقة آخريّة Eschatologique معاشة في كلّ حين. الانتظار الآخريّ يجعل للحياة المسيحيّة بعدًا ديناميكيًّا مبنيًّا على الدّفق والانجذاب. دفق نعمة الرّوح القدس الّتي هي عربون الدّهر الآتي والانجذاب نحو الملكوت بالمسيح نحو الله الآب بفعل العطيّة المتنزّلة على الإنسان من الزّمن الآتي. كل أعمالنا كمسيحيّين وكلّ أهدافنا ككنيسة تنصبّ بهذا الاتّجاه الّذي ذكرنا، أيّ أن نتقبّل النّعمة من فوق وهي تشدّنا بالمسيح نحو الله الآب. العمل في الكنيسة أكان رعائيًّا أم مؤسّساتيًّا يهدف إلى السّير في طريق
الخلاص للحصول على الحياة الأبديّة: وهذه هي الحياة الأبديّة أن يعرفوك أنت الإله الحقيقيّ وحدك ويسوع المسيح الّذي أرسلته، من خلال الرّوح القدس. 
هذا ما نراه حاصلاً في هذا المعهد الفنّيّ بإدارة الأب شربل بو عبّود والفريق المعاون له لاسيّما مسؤول العلاقات العامّة السّيّد شربل أسطوريّ وجميع الأساتذة والإداريّين. فكلّ عمل يقوم به المؤمن لمجد الله هو عمل مقدّس وتقديسيّ، فكم بالحريّ يكون أن يدخل الإنسان في سرّ الكلمة الإله مكتوبًا بالألوان، لغة أبعد من الحروف ليقرأه المتعلّم والأمّيّ بروح الّذي نصوّره أيّ بقوة الرّوح القدس.
لا شكّ أنّ العمل في هذه المؤسّسة الكنسيّة بالمحبّة والتّفاني وبالعلم والتّقنيّة. وبروح الكنيسة يجمع محبّي الله إلى معرفة واحدة ليسوع المسيح في الأيقونة وبه، ومن خلالها يقودهم إلى معرفة الله واقتناء نعمة الرّهف الرّوحيّ ليحملوا هذه المعرفة بالحقّ المسكوب في عملهم بروح الرّبّ إلى العالم لمجد الله الآب والابن والرّوح القدس.
بارك الرّبّ ووفق العاملين في هذه المؤسّسة لتكون دومًا صرحًا لتجلي محبّة الله وصورته في المسيح بالإنسان".
في الختام، قدّم الأب بو عبّود لضيفه الميداليّة الذّهبيّة وأيقونة القدّيس أنطونيوس الكبير من إنتاج المعهد، وبدوره قدّم المطران الصّوريّ درع الأبرشيّة لمدير المعهد، وكان بعده حفل غداء.