الصّعود ليس فراقًا إنّما غيابًا لأجل حضور أعمق
"بعد أربعين يومًا من قيامته وظهوره للتّلاميذ تعيّد الكنيسة لصعود ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح إلى السّماء: "يسوع الّذي رُفعَ عنكم سيعودُ كما رأيتموهُ ذاهبًا إلى السّماء" (أعمال1/11). هذا العيد يساعدنا لنكون متّحدين بيسوع المخلّص بواسطة إيماننا وعيشنا الأسرار المقدّسة. كما يحثّنا على أن نكون رسلاً، نتابع رسالته على الأرض كما قال لنا: "إذهبوا وتلمذوا جميعَ الأمم، وعمّدوهم باسم الآب والابن والرّوح القدس، وعلّموهم أن يحفظوا كلَّ ما أوصيتكم به، وهاءنذا معَكم طوالَ الأيّام إلى انقضاء الدّهر".
عرف الرّسل أنّ الصّعود ليس فراقًا إنّما غيابًا لأجل حضور أعمق، لقد أدركوا أنّ المسيح هو فعلاً ابن الله، غاب عنهم ليفتح لهم أبواب السّماء وليتمكّن كلّ تلاميذه أن يجلسوا أيضًا عن يمين الآب".
وختم المطران درويش تأمّله مقتبسًا عن البابا بنديكتوس قوله: "كما أنّ الإنسان هو في الله فكذلك هي السّماء. وإذا ما اقتربنا من السّماء أو دخلنا إليها نقترب من يسوع ونتّحد معه. إذًا، يدعونا عيد الصّعود إلى الاتّحاد العميق مع يسوع الميت والقائم من بين الأموات والموجود بطريقة خفيّة في حياة كلّ واحد منّا".