الصّوريّ: في فصح الرّبّ، نرفع الدّعاء لكي يقيم معه وطننا المعذّب ويمنح عالمه السّلام
"المسيح قام! حقًّا قام !
سلام في القائم من بين الأموات الَّذي أمات الموت وفتح أبواب ملكوت الله لجنس البشر، ربّنا يسوع المسيح له المجد والإكرام والسّجود من الآن وإلى دهر الدّاهرين.
يأتينا فصح الرّبّ هذه السّنة في زمن تحفّه الضّيقات، والحروب بين الإخوة تغذّيها مصالح الدّول الّتي تصبّ الزّيت على النّار في سعي مسعور للسّلطة على حساب الإنسان وإنسانيّته عوض العمل على حقن الدّماء من خلال التّفاوض والحوار.
يأتينا فصح الرّبّ ووطننا المتألّم على صليب ظلم أسياد هذا العالم والحكّام غير الأمناء لا للسّماوات ولا للأرض إلّا لمصالحهم الفاسدة.
يأتينا فصح الرّبّ والكنيسة الأرثوذكسيّة في العالم مضطهدة، لاسيّما في أوكرانيا حيث يعتقل المطارنة والإكليروس والرّهابين ويطرد المؤمنون من كنائسهم في انتهاك سافر لحقوق الإنسان وكرامته وحرّيّة معتقده.
يأتينا فصح الرّبّ والكوارث الطّبيعيّة تهزّ الكون بأسره.
يأتينا فصح الرّبّ وشعب بلدنا يئنّ من الجوع والعوز وافتقاد مقوّمات الحياة الكريمة من تعليم واستشفاء وغيرها...
ومع هذه كلّها، فإنّ فصح الرَّبَّ هو النّور والرّجاء في ظلمة هذه الأزمنة الخانقة، هو الفرح الغالب كلّ حزن بقوّة الفوز على الشَّرّ من خلال المحبَّة الظّافرة على الصّليب والمنتصرة في المؤمنين...
الكنيسة هي التّعزية لأنّها جسد المسيح، وروح الرّبّ يجمع أبناءها إلى واحد في المسيح، وهي الشّاهدة للحقّ الإلهيّ في هذ العالم. رغم جسامة الصّعوبات يتجلّى نور القيامة وفرحها في شهادة الكنيسة في عالمنا من خلال الإيمان الفاعل بالمحبَّة...
في فصح الرّبّ، نرفع الدّعاء إلى الّذي انبعث من ظلمة القبر لكي يقيم معه وطننا المعذّب، ويمنح عالمه السّلام، ويَهدي البشر إلى الإنسانيّة الحقَّة ليصير العالم مكانًا أفضل حيث يغلب روح التّعاون والمشاركة بين البشر...".