لبنان
03 آب 2022, 10:20

الصّوريّ: أبواب جحيم هذه الدّنيا لن تقوى على هذا البلد طالما بقي جيشه موحّدًا بوجه المفسدين

تيلي لوميار/ نورسات
خلال احتفال أقيم في باحة كنيسة القدّيس نيقولاوس- غاردينيا أحيته جوقة مار الياس المخلّصيّة لمناسبة عيد الجيش برعاية قائد الجيش العماد جوزف عون، شارك راعي أبرشيّة زحلة وبعلبك وتوابعهما للرّوم الأرثوذكس المتروبوليت أنطونيوس الصّوريّ، ورئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران إبراهيم إبراهيم، إلى جانب عدد من الفعاليّات.

وللمناسبة، ألقى الصّوريّ كلمة شدّد فيها على أهمّيّة الجيش ودوره الأساسيّ في هذه الظّروف الصّعبة، فقال:

"الأوّل من آب ذكرى دائمة للاحتفال بعيد الجيش اللّبنانيّ البطل. هي ذكرى فرح ورجاء بالَّذين أقسموا "الشّرف والتّضحية والوفاء" للوطن مهما عصفت به رياح التّخبُّط الّتي تجعل سفينته تتقاذفها أمواج التّجارب الدّاخليّة والخارجيَّة.

بلدنا وطن صغير بمساحته ولكنّه كبير وعظيم برجالاته الَّذين صنعوا منه من أهمّ بلاد العالم في مختلف المجالات التّربويّة والصّحّيّة والعلميّة والسّياحيّة والاقتصاديَّة والماليّة والخدماتيّة والأمنيّة، والأهمّ الأهمّ هو شعبه المحبّ الحياة الَّذي جعل منه ملتقى الحضارات والأديان بانسجام وتعاون لخير الإنسان والإنسانيّة.

مع الأسف، الدّول الصّغيرة تتلاعب بها رياح أعاصير هذا العالم الّتي تسبّبها مصالح الدّول الكبيرة وأطماعها. ومع ذلك، ورغم كلّ الدّرك الّذي وصل إليه هذا البلد سياسيًّا واقتصاديًّا ومعيشيًّا واستشفائيًّا وماليًّا وحضاريًّا... إلّا أنّ أبواب جحيم هذه الدّنيا لن تقوى عليه طالما يوجد فيه مؤمنون صادقون بالله وطالما بقي جيشه موحَّدًا حاملاً لواء الحقّ والعدل بوجه المُفسِدين.

في هذا اليوم، لا يسعنا إلّا أن نثمِّن تضحيات أبناء المؤسّسة العسكريّة وأهاليهم، الَّذين بذلوا الغالي والرّخيص للمحافظة على استقرار الوطن رغم الأرضيّة المتزعزعة الّتي يقف عليها. هذا يعود لمحبّتهم لبلدهم الصّادقة، ولحكمة القيادة وعلى رأسها قائد الجيش العماد جوزف عون ولالتفاف أبناء الوطن حول جيشهم كونه، في هذه الظّروف الاستثنائيّة، ضامن السِّلْم الأهليّ رغم التّحدّيات الكبيرة الّتي تواجه عناصره وضبّاطه على الصّعد كافّة.

هذا الجيش البطل الّذي شعاره "شرف تضحية وفاء" يليق به أن يبادله شعبه هذا الشّعار بأن يحفظوا له الكرامة والدّعم والأمانة لكي بتكامل التزام المبادئ بين الشّعب والجيش ينهض هذا الوطن إلى حياة جديدة مبنيّة على العدالة الّتي لا تراعي وجه أحد إلّا الحقّ، وعلى المساواة الّتي لا يشوبها انحراف إذ الكلّ تحت الحساب والمساءلة والحكم، وعلى الازدهار المبنيّ على مشاركة الخيرات والكفاءة الّتي هي صفة كلّ مسؤول ومنع أيّ احتكار أو استغلال أو تقصير بحقوق المواطنين ذوي الدّخل المحدود.

هذا الوطن الحلم الَّذي نتوق إليه ونسعى لبنائه قد آن له أن يتحقَّق بتضافر جهود المخلصين من مسؤولين روحيّين وزمنيّين وقوى أمنيّة على رأسها الجيش اللّبنانيّ قيادة وضبّاطًا وعناصر.

بهذه المناسبة يسرّني أن أقدّم عربون تقدير لكلّ الجيش اللّبناني ممثَّلاً بقائده سيادة العماد جوزف عون.

لا بدّ أيضًا من كلمة شكر لأصحاب السيادة مطارنة زحلة والبقاع الداعمين الدائمين والثابتين للوطن وللجيش اللبنانيّ والراعين المستمرين لكلّ ما هو لخير الوطن والمنطقة،  

كما أنه لا بدّ من كلمة شكر وتقدير للسّيّد نقولا أبو فيصل رئيس تجمّع الصّناعيّين في البقاع ورئيس مجلس إدارة ومدير عامّ مؤسّسة غاردينيا غران دور المتألقة دومًا وسفيرة المذاق اللّبنانيّ إلى العالم، لتنظيمه هذا الحفل العظيم في هذا اليوم المبارك. ويسرّني بهذه المناسبة أن اقدّم له عربون شكر وتقدير لجهوده الوطنيّة في كلّ المجالات.

وكل عام وأنتم بخير ووطنا في تجدّد إلى الأفضل."

هذا وقدّم الصّوريّ للمناسبة درعًا إلى قائد الجيش اللّبنانيّ العماد جوزف عون ممثّلاً بالعميد الرّكن محبوب عون عربون محبّة وتقدير. كما قدّم درعًا إلى السّيّد نقولا أبو فيصل تقديرًا لجهوده لخير البقاع والوطن.