الأردنّ
18 آذار 2020, 09:22

الشّفاء من الوباء نعمة السّماء

نورسات/ الأردنّ
فقال الرّبّ: "إن كنت تسمع لصوت الرّبّ إلهك وتصنع الحقّ في عينيه وتصغي إلى وصاياه وتحفظ جميع فرائضه فمرضًا ما ممّا وضعته على المصريّين لا أضع عليك، فإنّي أنا الرّبّ شافيك" (خر 15: 26)

كلّنا ثقة بأن الله هو الشّافي كما يعلن لنا الكتاب المقدّس، أيّ أنّه لا بدّ من أنّ الشّفاء يخرج من عند الرّبّ ومن مكان حضوره واستعلان مجده. 

الرّبّ يعلن حضوره ومجده على الأرض في إطار كنيسته...

إنّ الرّبّ أعطى عدّة مواهب روحيّة لكنيسته ومنها موهبة الشّفاء. هذه الموهبة أُعطيت إلى أشخاص مكرّسين في الكنيسة أوكلهم الرّبّ وأقامهم على هذه الخدمة – خدمة الشّفاء.

"4 فأنواع مواهب موجودة ولكنّ الرّوح واحد. 5 وأنواع خدم موجودة ولكنّ الرّبّ واحد. 6 وأنواع أعمال موجودة ولكنّ الله واحد الذي يعمل الكلّ في الكلّ. 7 ولكنّه لكلّ واحد يعطى إظهار الرّوح للمنفعة. 8 فإنّه لواحد يعطى بالرّوح كلام حكمة. ولآخر كلام علم بحسب الرّوح الواحد. 9 ولآخر إيمان بالرّوح الواحد. ولآخر مواهب شفاء بالرّوح الواحد. "(1 كو 12: 4-9).

الشّفاء الإلهيّ بحسب هذا المعنى وعلى ضوء ما ذكر في سفر الخروج: "أنا هو الرّبّ شافيك“، هو شفاء يخرج من عند الرّبّ وحده والذين ينقلون هذا الشّفاء على الأرض هم وكلاء الرّبّ .الممسوحين من قبله لهذه الخدمة

ليس كلّ شخص مُوكل في نقل الشّفاء الإلهيّ إلّا إذا كان شخصًا مكرّسًا ، ممسوحًا بالرّوح القدس لهذه الخدمة ومعَيّنًا أو مُوَكّلًا من قبل الرّبّ على إقامتها.

الشّفاء الإلهيّ هو عمل يقيمه ويثبته الرّبّ من خلال وكلائه الممسوحين لهذه الخدمة من داخل كنيسته. هؤلاء الوكلاء يمكن تسميتهم مجازًا " أطبّاءً" ولكن أطبّاء من نوع آخر – وإن صحّ التّعبير، إنّهم أطباء روحيّين يخضعون إلى إرشاد وقوة الرّوح القدس، لأنّ من يصنع معجزة الشّفاء من خلالهم هو روح الله أيّ الرّوح القدس. 

ولنا في قصة موسى عبرة

في مثل هذا الموقف من مواجهة المرّ ومرارة الإحباط – أمتحن موسى ككاهن وكقائد لشعبه: هل يلتفت أوّلًا إلى إلهه ويطلب وجهه في هذا التّحدّي؟ أم يلجأ وكما يفعل بعضنا ونتيجة لسوء الفهم إلى قلب وعكس أولويّاتنا، فندفع الرّبّ إلى المؤخرة ونجعل أصنامنا في المقدّمة.

في حقيقة إدراكنا واستيعابنا لأولويّة الرّبّ في كلّ تحدّياتنا وعلى رأسها الأمراض بجميع أشكالها. الرّبّ سمح بتجربة موسى هناك، في برّيّة شور (برّيّة المُضايقين) وعندما وصل إلى مارة (المرار) – هناك أراه عمليًّا خارطة طريق للأعمال المعجزيّة التي يصنعها الرّبّ الإله في وسط شعبه وعلى رأسها الشّفاء، فقال له: "إنّي أنا الرّبّ شافيك".

آمين

إعداد الأب جورج شرايحه